عين الحياة التي لطالما بحث عنها المستكشفون..
ولكن هي الصفة قد التصقت بنبي الله الخضر عليه السلام (وأعني بها طول العمر) وقد تكون الأساس الذي تشعبت منه أسطورة عين الحياة أو ينبوع الشباب.. فهذه الأسطورة تجدها في كل الثقافات العالمية كتعبير عن حلم الإنسان بالبقاء شابًا الى اجل غير مسمى.
فالرومان مثلاً كانوا يعتقدون أن «عين الحياة» توجد في الهند، وكان الهنود يعتقدون أنها في التيبت، وهنود المكسيك يعتقدون أنها في جزر البهاما. وحين اكتشف كولومبس جزر الكاريبي انتشرت شائعة في أوروبا مفادها أن كولومبس اكتشف عين الحياة في الأراضي الجديدة. وحين وصل المستكشفون الأسبان الى البيرو دهشوا حين عرفوا أن الهنود الحمر يصدقون بوجودها أيضاً. وحين سمع القائد خوان بونس أنها في فلوريدا ذهب اليها ولكنه وجد ينبوعا عادياً ما يزال يسمى باسمه (ويوجد حالياً بمنتجع سانت أوغسطين)
ولكن ما هي حقيقة عين الحياة؟ هل هي موجودة؟ من شرب منها؟
روي أن ذا القرنين الأكبر وكان وليًا من أولياء الله الصالحين قد ملك ما بين المشرق والمغرب كان له صديق من الملائكة يُقال له: رفائيلُ عليه السلام يزورهُ بين الحين والآخرِ فبينما هما يتحادثان إذ قال ذو القرنين: “يا رفائيل إني أحب أن أعمّر حتى أبلغ في طاعة ربي حقّ طاعته” قال: “وتحبّ ذلك؟”، أجابه: “نعم” فقال رفائيل عليه السلام: “فإن لله عينًا من الماء تسمى عين الحياة من شرب منها شربة طال عُمُرُه إلى ما شاء الله ولا يموتُ حتى يُميتهُ الله عزّ وجلّ” فقال ذو القرنين: “فهل تعلمُ موضعها؟”، قال: “لا غيرَ أننا نتحدثُ في السماء أن لله ظلمة في الأرض لم يطأها إنسٌ ولا جانٌ فنحنُ نظن أن تلك العين في تلك الظلمة”.اهـ فذهب جيش مع الخضر بحثا عن العين فما مروا بنبع او نهر إلا وشرب منه الجيش كله وكان الخضر متقدما على الجيش حتى وصل مكان قرب شجرة وكان هناك ماء قليل يرشح فشرب الخضر عليه السلام منها بسبب عطشه ولم يكن يعلم انها ماء الحياة ولم يشرب منها باقي الجيش.
قال الإمام النووي في شرح مسلم عن الخضر عليه السلام: جُمْهُور الْعُلَمَاء عَلَى أَنَّهُ حَيٌّ مَوْجُودٌ بَيْن أَظْهُرِنَا، وَذَلِكَ مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ عِنْد الصُّوفِيَّةِ، وَأَهْل الصَّلَاح وَالْمَعْرِفَة، وَحِكَايَاتهمْ فِي رُؤْيَته وَالِاجْتِمَاع بِهِ وَالْأَخْذ عَنْهُ وَسُؤَاله وَجَوَابه وَوُجُوده فِي الْمَوَاضِع الشَّرِيفَة وَمَوَاطِن الْخَيْر أَكْثَرُ مِنْ أَنْ يُحْصَرَ، وَأَشْهَر مِنْ أَنْ يُسْتَرَ. قَالَ الشَّيْخ أَبُو عَمْرو بْن الصَّلَاح: هُوَ حَيٌّ عِنْد جَمَاهِير الْعُلَمَاء وَالصَّالِحِينَ. وَالْعَامَّة مَعَهُمْ فِي ذَلِكَ.اهـ
من هو الخضر:
روي أنه الخضر بن ءادم عليهما السلام من صلبه، وقيل بل هوُ بلياء بن ملكان بن فالغ بن عابر بن شالخ بن قينان بن أرفخشذ بن سام بن نوح عليه السلام، فعلى هذا مولدُه قبل مولد سيدنا إبراهيم الخليل عليه السلام، لأن الخضر يكونُ ابن عم جدّ إبراهيم. عليه السلام، وإنما سمي الخضر لأنه جلس على بقعةٍ من الأرض بيضاء لا نبات فيها فإذا هي تهتزّ وتنقلبُ تحته خضراء نضرة وكان يكنى بأبي العباس. وهو نبيٌ عقيدته كما باقي الأنبياء أن الله واحد لا شريك ولا شبيه له موجود أزلا وأبدا بلا مكان وأن محمد رسول الله خاتم الأنبياء والرسول.
Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website