من الأشياء الغرائبية الموجودة في كتب التراث “إنسان الماء” وأحيانا يطلقون عليه الشيخ اليهودي وآخرون يسمونه “شيخ البحر”، وهناك أيضا ما أطلق عليه العرب “بنات الماء”.
وفيما يتعلق بـ إنسان الماء، فقد ورد ذكره في بعض الكتب القديمة منها كتاب “حياة الحيوان الكبرى” للدميري والذي يقول “إنسان الماء: يشبه الإنسان، إلا أن له ذنباً”.
وقال القزويني: وقد جاء شخص بواحد منها في زماننا مقدر كما ذكرنا، وقيل: إن في بحر الشام، في بعض الأوقات من شكله شكل إنسان وله لحية بيضاء، يسمونه شيخ البحر، فإذا رآه الناس استبشروا بالخصب.
وحكي أن بعض الملوك، حمل إليه إنسان ماء، فأراد الملك أن يعرف حاله فزوجه امرأة، فأتاه منها ولد يفهم كلام أبويه، فقال للولد: ما يقول أبوك؟ قال: يقول أذناب الحيوان كلها فى أسفلها، فما بال هؤلاء أذنابهم فى وجوهم؟”.
أما بنات الماء فقد جاء وصفها عند الدميري في كتابه “حياة الحيوان الكبرى”: يقول “بنات الماء: قال ابن أبي الأشعث: هي سمك ببحر الروم، شبيهة بالنساء ذوات شعر سبط، ألوانهن إلى السمرة … وكلام لا يكاد يفهم، ويضحكن ويقهقهن. وربما وقعن في أيدي بعض أهل المراكب … وحكي عن الروياني صاحب البحر، أنه كان إذا أتاه صياد بسمكة على هيئة المرأة، حلفه أنه لم يطأها”.
فكرة العرب عن خلق إنسان الماء
ذكر بزرك بن شهريار الرامهرمزي في كتابه “عجايب الهند: بره وبحره وجزائره” قال “حدثني بعض من دخل الزيلع وبلاد الحبشة أن فى بحر الحبشة سمكاً له وجه كوجه بني آدم وأجسام لها الأيدي والأرجل وأن الصيادين المعتزبين الفقراء المتطرفين في أطراف السواحل المهجورة والجزاير والشعاب والجبال التي لا تسلك المعالجين فيها طول أعمارهم إذا وجدوا ذلك السمك المشابه لبني آدم اجتمعوا به فيتوالدوا بينهم نسلاً شبيهاً لبني آدم يعيش في الماء والهواء”.
إنسان الماء في الفقه
قال ابن وهب: سألت الليث بن سعد عن أكل خنزير الماء وكلب الماء وإنسان الماء ودواب الماء كلها فقال: أما إنسان الماء فلا يؤكل على شيء من الحالات والخنزير إذا سماه الناس خنزيرا فلا يؤكل وقد حرم الله تعالى الخنزير وأما الكلاب فليس بها بأس في البحر والبر .
وقال غيره مانصه: ” وأما ما يسكن جوف الماء ولا يعيش إلا فيه فهو حلال كله كيفما وجد , سواء أُخذ حيا ثم مات أو مات في الماء , طفا أو لم يطف , أو قتله حيوان بحري أو بري هو كله حلال أكله. وسواء خنزير الماء , أو إنسان الماء , أو كلب الماء وغير ذلك، ذلك حلال أكله، قَتل كل ذلك وثني أو مسلم أو كتابي أو لم يقتله أحد. برهان ذلك قول الله تعالى: (وما يستوي البحران هذا عذب فرات سائغ شرابه وهذا ملح أجاج ومن كل تأكلون لحما طريا) وقال تعالى: (أحل لكم صيد البحر وطعامه متاعا لكم وللسيارة) فعمّ تعالى ولم يخص شيئا من شيء (وما كان ربك نسيا) ” انتهى.
وقال ابن عابدين – حنفي – في “رد المحتار” (6/307) : ” وما عدا أنواع السمك من نحو إنسان الماء وخنزيره خبيث فبقي داخلا تحت التحريم “
Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website