يتداول مئات آلاف مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي بلغات عدة حول العالم منشورا يدعي أن الطائرات لا يمكنها أن تحلق فوق الكعبة في مكة المكرمة، لأنها مركز الأرض والجاذبية. هذا الادعاء الذي ينتشر منذ سنوات على أنه حقيقة علمية، ليس في الحقيقة سوى ضرب من الخيال، بحسب خدمة تقصي الحقائق في فرانس برس.
تردد كثير من الكلام عن السبب وراء منع الطائرات من التحليق فوق الكعبة المشرفة في مكة المكرمة، لكن أحد المختصين بشؤون الطيران في السعودية حسن الغامدي شرح الأسباب الحقيقية لذلك المنع، وتحدث عن بعض الروايات الخاطئة.
ونشر الغامدي، الذي عرف عن نفسه بأنه أحد مشرفي الطيران، مقطع فيديو يتم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي لشرح الأسباب الحقيقية وراء عدم السماح للطائرات في العبور فوق مكة المكرمة.
وفي بداية الأمر فنّد الغامدي الأسباب التي تقول إن هناك مجالا مغناطيسا فوق مكة المكرمة يمنع الطائرات من التحليق، أو وجود فجوات هوائية تشكل خللا في طبقات الجو وتمنع تحليق الطائرات.
وتحدث الغامدي عن السبب الأهم وهو أن مكة منطقة جبلية، ولذا تكون قريبة نسبيًّا من مدى تحليق الطائرات، مما قد يسبب إزعاجا وتشويشا كبيرا لمن يؤدون مناسك العمرة أو الحج.
وأضاف الغامدي أن منطقة المسجد الحرام في مكة المكرمة ممنوعة الطيران لأن الحرم المكي مخصص للمسلمين، ومن المعروف أن في مكة مداخل برية مخصصة للمسلمين فقط، وينطبق الأمر على الأجواء فوق المنطقة المقدسة.
ومن المعروف أن مكة المكرمة لا تضم مطارا جويا، إذ يتوافد عليها الحجاج والمعتمرون جوا عبر مطار جدة الأقرب إليها أو مطار المدينة المنورة.
الكعبة في القرآن
ذكر القرآن الكعبة على أنها “أول بيت وُضع للناس” لعبادة الله الواحد، وأن النبيّ إبراهيم هو من رفع قواعدها -مع إسماعيل- لتكون بيت عبادة يقصده المقيمون، فيما عدا ذلك، لم يذكر القرآن أي خاصية فيزيائية خارقة للكعبة من تلك الواردة في المنشورات على مواقع التواصل الإجتماعي التي تروّج لهذه النظرية.
Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website
حقيقة
أما من الناحية العلمية، فإن هذه الخاصيّات المزعومة لا أصل لها. فكاتب المنشور خلط بين جاذبية الأرض وبين مجالها المغناطيسي، وهما أمران منفصلان تمامًا. فالجاذبيّة كما يفسّرها العلم الحديث هي قوّة الجذب التي تشكّلها الأجسام على بعضها، مثلما تجذب الأرض كلّ ما عليها أو ما يطير فوقها أو يسبح في مدارها.
أما المجال المغناطيسي فهو “حقل” يحيط بالأجسام الممغنطة.