الرحمة في الإسلام قيمة تملأ القلب، لا تختص بالبشر وحدهم، بل أمر الدين الحنيف بالرحمة بكل ذي روح والرفق في الأمر كله تأكيداً على أهمية هذا الخلق العظيم واعتباره أساساً في أخلاق المسلم مع من حوله وفي أقواله وأفعاله كلها، والنبي رحمة الله للناس أجمعين، عربهم وعجمهم، ولم تتوقف عند البشر، بل شملت رحمته صلى الله عليه وسلم، الطير والحيوان. وحث النبي على الرحمة بالبهائم، والرفق بها، وعدم تحميلها ما لا تطيق، وأمر بالإحسان إلى البهيمة حال ذبحها، بل ونهى أن تحد آلة الذبح أمامها، قال: «إن الله كتب الإحسان على كل شيء، فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبح، وليحد أحدكم شفرته، وليرح ذبيحته». ودخل صلى الله عليه وسلم بستاناً، فإذا فيه جمل، فلما رأى الجملُ النبيَّ ذرفت عيناه، فأتاه رسول الله فمسح عليه حتى سكن، فقال: «لمن هذا الجمل»؟، فجاء فتى من الأنصار، فقال لي يا رسول الله، فقال: «أفلا تتقي الله في هذه البهيمة التي ملكك الله إياها، فإنه شكا لي أنك تجيعه وتتعبه»، وعن عائشة رضي الله عنها قالت كان صلى الله عليه وسلم يصفي للهرة الإناء فتشرب. ويبين صلى الله عليه وسلم، أن للإنسان أجراً في الإحسان إلى البهيمة قال: «بينما رجل يمشي بطريق اشتد عليه العطش فوجد بئراً، فنزل فيها فشرب، ثم خرج فإذا كلب يلهث، يأكل الثرى من العطش، فقال الرجل لقد بلغ هذا الكلب من العطش مثل الذي كان بلغ بي، فنزل البئر فملأ خفه ثم أمسكه بفيه، فسقى الكلب، فشكر الله له، فغفر له قالوا يا رسول الله، وإن لنا في البهائم أجراً؟ فقال في كل ذات كبد رطبة أجر». والإساءة إلى البهائم ربما أودت بالعبد إلى النار، فقال صلى الله عليه وسلم: «دخلت امرأة النار في هِرَّة، ربطتها، فلا هي أطعمتها، ولا هي أرسلتها تأكل من خشاش الأرض حتى ماتت هزلا». وقد شدد النبي على من تقسو قلوبهم على الحيوان ويستهينون بآلامه، ونهى أن يحول أحد بين حيوان أو طير وبين ولده، قال ابن مسعود كنا مع رسول الله في سفر فانطلق لحاجته، فرأينا حُمرَة «طائر صغير» معها فرخان، فأخذنا فرخيها، فجاءت الحمرة فجعلت تُعَرِّشُ «ترفرف بجناحيها»، فجاء صلى الله عليه وسلم، فقال: «من فجع هذه بولدها؟، ردوا ولدها إليها»، ونهى عن الوقوف على الدابة قال: «إياكم أن تتخذوا ظهور دوابكم منابر، فإن الله إنما سخرها لكم لتبلغكم إلى بلد لم تكونوا بالغيه إلا بشق الأنفس». ومر صلى الله عليه وسلم ببعير قد لصق ظهره ببطنه، فقال: «اتقوا الله في هذه البهائم المعجمة، فاركبوها صالحة، وكلوها صالحة»،
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا سافرتم في الخصب فأعطوا الإبل حظّها من الأرض، وإذا سافرتم في السّنة فأسرعوا عليها السّير، وإذا عرّستم باللّيل، فاجتنبوا الطّريق، فإنّها مأوى الهوامّ باللّيل» ا
من أوجه الرفق بالحيوان التي أمرنا بها الحديث الأمور التالية
[الأمر الأول:]
المسافر في حال كثرة العشب والمرعى، عليه أن يقلل السير ليعطي الإبل، أو أي مركوب الفرصة لتأخذ حظها من المرعى، وفي حال القحط وهو قلة المرعى، على المسافر أن يجتهد في السير ليصل إلى غايته قبل أن يلحق الضرر والإعياء بالدواب من قلة المرعى
[الأمر الثاني:]
كما أن المسافر إذا أراد التعريس، فعليه أن يجتنب صدر الطريق حيث تمشي فيه الدواب والسباع وغيرها من الحيوانات، تلتمس فيه طعامها مما يسقط من السالكين من طعام أو شراب
[الأمر الثالث:]
يدل مفهوم الحديث على تحريم تعذيب الحيوان، كمن يتخذه هدفا يصوب عليه، ومن يحبسه بلا طعام ولا شراب، ومن يصطاده ليس بغرض الأكل بل لغرض التسلية، بل وصل بنا الأمر أن نترك الأطفال بل الشباب، يلعبون بهم أحياء ويعذبونهم حتى الموت، ونسينا ما ورد في الصحيح عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: «دخلت امرأة النّار في هرّة ربطتها فلم تطعمها ولم تدعها تأكل من خشاش الأرض» [رواه البخاري]
ومن دلائل الرفق بالحيوان، الحديث الذي يرويه شدّاد بن أوس قال: (ثنتان حفظتهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن الله كتب الإحسان على كلّ شيء، فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذّبح، وليحدّ أحدكم شفرته، فليرح ذبيحته»
Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website