تحتوي “جزيرة الدمى” على آلاف الدمى المشوهة التي تتدلى من الأشجار، ولا يمكن الوصول إليها إلا عبر رحلة وسط قنوات سوتشيميلكو المائية التي تبعد ساعتين عن مدينة مكسيكو جنوبا.
عندما يجتمع الماضي الغامض والمظلم، بمواقف مثيرة للدهشة ومشاهد تحرص على بث قشعريرة خوف في عمودك الفقري، فاعلم بأن الحكاية لا يمكن سوى أن تكون مثيرة للفضول والدهشة، وقد يصل بك الفضول إلى حد الجرأة وزيارة المكان الذي دارت فيه تلك الأحداث التي لاتزال تحمل الكثير من علامات الاستفهام.
هي جزيرة صغيرة في المكسيك، كانت في فترة ليست ببعيدة جداً، مكاناً مهجوراً، إلا أنها تحولت شيئاً فشيئاً إلى «جزيرة الدمى المرعبة»، وهو الأمر الذي يحمل خلفه قصة غامضة لفتاة غريقة، ودمية، ورجل اتهم بالجنون، ما يجعل هذا الجزء من العالم، إحدى أكثر المناطق إثارة للرعب، تنتشر وتتعلق في كل أرجائه دمى مهترئة ومتآكلة، بعضها برؤوس، أو بأرجل مقطوعة، منها ما يتدلى من الأشجار، ومنها ما يقبع ساكناً أسفلها، تراقبك بأزواج عيونها المفتوحة، وأجسادها الممزقة، كما لو كانت على وشك أن تهمس لك بما جرى.
هنالك الكثير من المجتمعات التي تؤمن بوجود أشباح الموتى، ويمكن أن تكون المكسيك واحدة من أكثر الدول التي تتعايش فيها هذه المجتمعات، وهي أيضاً الدولة التي جاء منها بطل هذه القصة، دون خوليان سانتانا باريرا، وتحديداً جنوب المكسيك، من بلدة شوكيميلو، وهو الشخص الذي لا يمكن الحديث عن جزيرة الدمى، دون ذكره.
ليس هنالك الكثير من المعلومات عن باريرا قبل انتقاله إلى ذلك المكان، فقد ترك أسرته وأبناءه وزوجته في منتصف التسعينات، مقرراً أن يعيش حياته في عزلة بعيداً عن البشر، وجاء اختياره لجزيرة تطل على بحيرة «توشويلو»، دون أن تكون هناك أسباب واضحة لذلك، إلا أن هناك ما يكفي من التفسيرات المنطقية التي قد تظهر لاحقاً مع الغوص في تفاصيل الحكاية، وتحديداً نهايتها المثيرة للغموض.
لم تمر فترة طويلة على استقرار باريرا في ذلك المكان المنعزل، قبل أن يتفاجأ باكتشاف مخيف جرفته المياه إلى ضفاف الجزيرة، وكان ذلك لجثة فتاة صغيرة قد غرقت في البحيرة، إلا أن مشاعر الهلع التي سرت في جسده واجهت صدمة مفزعة أخرى غيرت مجرى حياة سانتانا باريرا تماماً، وذلك عندما جرفت المياه دمية طافية عبر القناة بعد لحظات قصيرة.
Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website
وحيداً على تلك الجزيرة، أخذ باريرا الدمية وعلقها في شجرة، اعتقاداً منه بأنها ستهدئ من روح الفتاة الغاضبة، إلا أن الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، حيث وجد هذا الرجل نفسه مسؤولاً عن راحة شبح هذه الفتاة، وبأن دمية واحدة لا تكفي لذلك، فكانت مهمته الوحيدة على مدى الـ50 عاماً التي تلت ذلك اليوم، هو البحث والتقاط الدمى من القمامة، ومما قد تلفظه القناة، ليقوم بتعليقها وتوزيعها في مختلف أنحاء الجزيرة، منها ما كان كاملاً، ومنها ما كان مشوهاً.
هناك من يعتقد بأن باريرا لم يكن شخصاً عاقلاً من الأساس، وهناك من يجد أن حالته النفسية لم تكن بذلك السوء، وأن الجنون قد غزى عقله الضعيف، وحيداً على تلك الجزيرة بعد اكتشافه جثة الفتاة ودميتها، وهناك العديد ممن يشكك في صحة الحكاية بأكملها، ومنهم أسرة باريرا شخصياً، فهل كانت هناك جثة لفتاة بالفعل؟ وسواء كانت حكاية الفتاة واقعية أو من نسج خياله المجنون، إلا أن ما كان حقيقياً بالفعل، هو تكريس باريرا ما تبقى من حياته لها بتلك الطريقة المثيرة، إلا أن ما يثير المزيد من الخوف والغموض تجاه هذا الرجل، هو ارتباط وفاته شخصياً بتلك الفتاة الغريقة.
في عام 2001، تم اكتشاف جثة دون خوليان سانتانا باريرا غريقاً، تماماً في المكان نفسه الذي وجد فيه جثة الفتاة قبل 50 عاماً، الأمر الذي حول المكان إلى مزار للسياح الفضوليين، الذين يجلبون هم أيضاً دماهم لتعليقها أو وضعها في أنحاء الجزيرة المختلفة، تكريماً لكل من باريرا والفتاة (حقيقية كانت أم لا).