يحتفل المسلمون في العاشر من محرم كل عام بيوم “عاشوراء”، والذي له مكانة خاصة عند جميع المسلمين، ويمكن وصفه بيوم “النجاة الأعظم”، حيث ورد في التاريخ والآثار أنه يوم شهد العديد من المعجزات والحوادث الهامة في تاريخ الإيمان على وجه الأرض.
وتحدث المؤرخون عن الكثير من مواقف نجى الله فيها المؤمنين، ثبت بعضها ولم يثبت الآخر، فهو يوم هبوط سيدنا ادم من الجنة الى الارض، ويوم استواء سفينة نوح وخروجه منها، ويوم نجاة الخليل إبراهيم من النار، ويوم نجاة موسى وبني إسرائيل ويوم رفع عيسى إلى السماء.
يروي المؤرخين أنه في يوم “عاشوراء” تاب الله على أبو البشر آدم عليه السلام، الذي اكل من الشجرة ناسيًا حسب ما ذهب اغلب المفسرون ونزل إلى الأرض بأمر من الله تعالى لتحقيق سنّة الاستخلاف في الأرض، وبدأ الخليقة، وتاب آدم وقبل الله توبته في هذا اليوم المجيد، يقول تعالى (فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ)، وذكر الحافظ ابن رجب في (لطائف المعارف): صح من حديث أبي إسحاق عن الأسود بن يزيد أنه قال: «سألت عبيد بن عمير عن صيام يوم عاشوراء؟ فقال: المحرم شهر الله الأصم فيه تيب على آدم عليه السلام فإن استطعت أن لا يمر بك إلا صمته فافعل”.
وروى عبدالرزاق عن ابن جريج عن عكرمة، قال: “هو يوم تاب الله فيه على آدم يوم عاشوراء” وروى عبد الوهاب الخفاف عن سعيد عن قتادة قال: «كنا نتحدث اليوم الذي تيب فيه على آدم يوم عاشوراء، وهبط فيه آدم إلى الأرض يوم عاشوراء».
وفي “عاشوراء” أيضا استوت سفينة نوح وهو يوم خروجه منها، فقد روي الإمام أحمد في مسنده من حديث أبي هريرة قال: “مر النبي صلى الله عليه وسلم بأناس من اليهود وقد صاموا يوم عاشوراء”، فقال: :”ما هذا من الصوم؟”، فقالوا: هذا اليوم الذي نجى الله موسى وبني إسرائيل من الغرق، وغرق فيه فرعون، وهذا يوم استوت فيه السفينة على الجودي، فصام نوح وموسى شكرا لله عز وجل. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: “أنا أحق بموسى، وأحق بصوم هذا اليوم”. فأمر أصحابه بالصوم.
وعن عبد العزيز بن سعيد عن أبيه، وكانت له صحبة، قال: “قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: رجب شهر عظيم، فذكر حديثا في فضل شهر رجب، وفيه: – وفي رجب حمل الله نوحا في السفينة، فصام رجب وأمر من معه أن يصوموا، فجرت بهم السفينة سبعة أشهر أخرى، ذلك يوم عاشوراء أهبط على الجودي، فصام نوح ومن معه والوحش شكرا لله عز وجل، وفي يوم عاشوراء فلق الله البحر لبني إسرائيل، وفي يوم عاشوراء تاب الله عز وجل على آدم صلى الله عليه وسلم وعلى مدينة يونس، وفيه ولد إبراهيم صلى الله عليه وسلم”.
وقال الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية: “وقال قتادة وغيره: ركبوا في السفينة في اليوم العاشر من شهر رجب، فساروا مائة وخمسين يوما واستقرت بهم على الجودي شهرا”.
وكان خروجهم من السفينة في يوم عاشوراء من المحرم، وقد روى ابن جرير خبرا مرفوعا يوافق هذا، وأنهم صاموا يومهم ذلك.
وقد ثبت بالسنة الصحيحة أن يوم عاشوراء كان يوم نجاة بني إسرائيل وسيدنا موسي من فرعون، وهو يوم إغراق فرعون ونهاية الطغيان وانتصار أهل الإيمان رغم ضعفهم وقلة حيلتهم، وأجود إسنادا من هذا، ما رواه الإمام أحمد في مسند من حديث أبي هريرة، قال: “مر النبي صلى الله عليه وسلم بأناس من اليهود وقد صاموا يوم عاشوراء، فقال: “ما هذا من الصوم؟”، فقالوا: “هذا اليوم الذي نجى الله موسى وبني إسرائيل من الغرق، وغرق فيه فرعون، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أنا أحق بموسى، وأحق بصوم هذا اليوم”، فأمر أصحابه بالصوم”.
ليوم عاشوراء مكانة خاصة لدى المسلمين، فقد ثبت عن النبي صيامه بالسنَّة الفعلية والقولية، ويثاب فاعل هذه السنة بتكفير ذنوب سنة قبله، روى مسلم عن أبي قتادة – في صفة صوم النبي صلى الله عليه وسلم وهو حديث طويل – قال: وسئل عن صوم يوم عاشوراء فقال: “يكفر السنة الماضية”. وفي رواية “صيام يوم عاشوراء أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله”، ويستحب صوم يوم التاسع من الشهر المحرم مع يوم عاشوراء؛ فعن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، قال “حِينَ صَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّهُ يَوْمٌ تُعَظِّمُهُ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ: «فَإِذَا كَانَ الْعَامُ الْمُقْبِلُ إِنْ شَاءَ اللهُ صُمْنَا الْيَوْمَ التَّاسِعَ» قَالَ: فَلَمْ يَأْتِ الْعَامُ الْمُقْبِلُ حَتَّى تُوُفِّيَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ. أخرجه مسلم في “صحيحه”.
Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website