هؤلاء يأجوج ومأجوج معهم أسلحة، وسبق أن عرفنا أن الروايات وردت بأسلحة تقليدية بدائية: سيوف، وحراب، ورماح، ونشاب، وتروس، قسي، سهام.
ما مصير الأسلحة هذه التي ستكون مع يأجوج ومأجوج يقتلون بها الناس ويرمون السماء؟
عن النواس بن سمعان قال: قال رسول اللهﷺ: سيوقد المسلمون من قسي يأجوج ومأجوج ونشابهم وأترستهم سبع سنين[رواه ابن ماجه: 4076].
إذًا، أسلحة يأجوج ومأجو ستكفي وقودًا للمسلمين سبع سنين.
وفي رواية للترمذي: ويستوقد المسلمون من قسيهم ونشابهم، وجعابهم سبع سنين[رواه الترمذي: 2240].
فأما القسي: جمع قوس.
والنشاب هي: السهام.
والجعاب: ظرف النشاب، الجلد الذي يوضع فيه السهام.
Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website
تطهير الأرض من عفن جثث يأجوج ومأجوج:
طيب يأجوج ومأجوج عندما يهلكون سيكون نتن عظيمًا في الأرض، وسيكون هناك قذر واتساخ شامل، وهذا النتن سيؤذي المسلمين بلا شك، فما هو الحل؟ كيف ولا قدرة لهم بدفن هذه الأعداد الهائلة من الناس من يأجوج ومأجوج؟
مرة أخرى يدعو عيسى ربه مع المسلمين، لقد دعوا من قبل على يأجوج ومأجوج فهلكوا، والدعاء الآن قال: فلا يجدون في الأرض موضع شبر إلا ملأه زهمهم ونتنهم، فيرغب نبي الله عيسى وأصحابه إلى الله، فيرسل الله طيرًا كأعناق البخت، فتحملهم فتطرحهم حيث شاء الله[رواه مسلم: 2937].
أين ستلقي بهم؟ وما هي صفة هذه الطيور؟ وماذا سيحدث بعد خطف الجثث والتخلص منها؟
أما هذه الطيور فقد قال النبي ﷺ في وصفها: فيرسل الله عليهم طيرًا كأعناق البخت[رواه مسلم: 2937].
وما هي البخت؟
الإبل.
إذًا، هذه الطيور ضخمة، عنق الطير هذا في ضخامتها كعنق البخت كرقبة البعير، كعنق البعير.
طيور من أين تأتي؟ ما هي فصيلتها؟ هل هي موجودة الآن في الأرض وإلا لا؟
ربك على كل شيء قدير، يرسلها الله.
لما قصف الله أبرهة ومن معه بطير مع حجارة من أين أتت؟ وما هي فصيلتها؟ ومن أين حملت الحجارة؟
الله على كل شيء قدير: وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ[المدثر: 31] .
فإذًا، هذه الطيور تخطف الجثث وتلقيها، جاء في الحديث قال: فتطرحهم بالمهبِل[رواه أحمد: 17629]
ما معنى المهبل؟ والحديث في صحيح الترمذي.
فتحملهم فتطرحهم حيث شاء الله.
وفي رواية الترمذي: فتطرحهم في المهبل [رواه الترمذي: 2240]
الهوة الذاهبة في الأرض، الحفرة العقيمة في الأرض يطلق عليها وتسمى: مهبل.
وأيضاً جاء أنها تلقي بهم في البحر، الجثث.
طيب الأرض لا زال فيها من آثار يأجوج ومأجوج والنتن والدسم بسبب الجثث المتعفنة كيف ستنظف الأرض؟
قال في الحديث الصحيح: ثم يرسل الله مطرًا لا يكن منه بيت مدر ولا وبر فيغسل الأرض حتى يتركها كالزلفة[رواه مسلم: 2937].
فهناك مطر سيرسله الله لن يمنع هذا المطر سقف، لا سقف خيمة، ولا سقف بنيان، سيأتي على الأرض كلها المطر، هذا سيغسل الأرض كلها حتى يتركها كالزلفة.
وروي الزُلفة.
الزَلفة، يعني يتركها كالمرآة، صقيلة لامعة، شبهها في نظافتها وصفائها بالمرآة.
شبه الأرض لما يغسلها ذلك المطر النازل بأمر الله تصبح الأرض نظيفة لامعة كالمرآة.
حلول البركة في الأرض بعد تصفية الأرض من يأجوج ومأجوج:
وعند ذلك لما يفنى الكفار ولا يعود هناك كفر على وجه الأرض، لماذا يكون نقص في الثمرات؟ ولماذا يكون نقص في الأموال؟
الآن البركة تخرج في أعظم صورها، قال ﷺ: ثم يقال للأرض: أنبتي ثمرتك، وردي بركتك، فيومئذ تأكل العصابة من الرمانة، ويستظلون بقحفتها يعني قشرتها ويبارك في الرسلالحلبة، حلبة الشاة أو حلبة الإبل حتى أن اللقحة من الإبل لتكفي الفئام من الناس، واللقحة من البقر لتكفي القبيلة من الناس، واللقحة من الغنم لتكفي الفخذ من الناس.
قحف الرمانة يستظل به الجماعة، وتأكل منه العصابة من الرمانة، وهذه الحلبة تكفي الجماعة الكثيرة من الناس.
وبالإضافة إلى ذلك، فقد أخبر النبي -عليه الصلاة والسلام- أن الحج والعمرة سيستمر بعد يأجوج ومأجوج.
الدنيا كانت في فتن، وحصارات، فبعدما صارت الأرض في الأمان والبركة الطريق إلى الحج آمن وسالك، قال ﷺ: ليحجن البيت وليعتمرن بعد خروج يأجوج ومأجوج[رواه البخاري: ].
لكن هناك فترة بعده لن يحج البيت، وسيرسل الحبشي لكي يخربه عندما يقبض الله أرواح المؤمنين في نهاية العالم، ولا يبقى إلا الكفار، والجهل سيستشري حتى لا يقال في الأرض الله الله، ما في مسلم واحد يعبد الله، فلماذا تبقى الكعبة؟
فيرسل الله الحبشي فيخربها.
إذًا، ستكون الأرض في سلام وآمان وبركات وخيرات حتى أن الناس ما يحتاجون إلى العمل، ما يحتاجون إلى أي عمل لجمع المال، بركات تخرج من كل مكان، فيكون هم الناس في العبادة فقط، هم الناس وشغلهم الشاغل العبادة، ويستمر الوضع هكذا، والناس كثيرة أرزاقهم، طيب عيشهم، طوبى لعيش في زمن المسيح، يعني من رغده وأمنه وكثرته وبركته، ثم يبعث الله ريحًا طيبة فيقبض بها روح كل مؤمن تأتي عند الإبط، وتقبض الروح بالريح، تقبض الأرواح، يقبضها ملك الموت ، ويُتوفى نبي الله عيسى، ويصلي عليه المسلمون، ويدفن بالحجرة النبوية.
ثم بعد ذلك تكون نهاية العالم، الجهل والشرك والكفر يعود مرة أخرى، وتخريب الكعبة ونهاية وخلو الأرض من القرآن، ونهاية العالم.