مِمَّا جاء في وصف النّار:
أبواب النّار
: قال تعالى: ﴿لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِكُلِّ بَابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ﴾ يُرْمَى الكفّار إلى جهنِّم فينزلون في جوِّها على وجوههم فيدخلون من أبوابها على وجوههم وهم في جوِّها ينزلون، فيدخل قسم منهم من هذا الباب وقسم غيرهم من الباب الثاني وهكذا.
سعتها وصفتها
: لو أنّ حجرًا قذف به في جهنّم لهوى سبعين خريفًا قبل أن يبلغ قعرها، وهي سوداء لا يضيء جمرها ولا لهبها، بل أهلها في ظلمة يأتيهم العذاب من كل مكان، لكنّ النار أصغر من الجنّة بكثير. وليس عذابهم النّار فقط، بل لهم فيها من الزّمهرير أي البرد الشّديد، فإذا استغاثوا من الحر جاءهم بردٌ يصدّع العظم، فيسألون الحرّ، فيمكثون في عذاب مستمر متنوع.
جبالها وأوديتها
الصَّعُود: جبلٌ من نار، يُكَلَّف الكافر صعوده ثمّ يهوي، فإذا وضعوا أيديهم عليه ذابت، وإذا رفعوها عادت لهم أيدٍ غير التي ذابت. وويلٌ واد ءاخَرُ في جهنّم، يهوي فيه الكافر أربعين خريفًا قبل أن يبلغ قعره، ولو سيّرت في هذا الوادي الجبال لَمَاعَتْ مِن حرّه، وإنّ في جهنّم واديًا ءاخر أيضًا يدعى غَيًّا أعدّه الله للمُصِرِّين على الزنا وشرب الخمر وأكل الربا.
عقاربها وحيّاتها
Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website
فيها حيّاتٌ كالوديان وعقارب في فَقَار إحداهنّ مقدار سبعين قلّة أي جرّة كبيرة من السُمّ، والعقرب منهنّ مثل البَغْلة المؤكفة تلدغ الرّجل فلا يلهيه ما يجد من حرّ جهنّم حمومة لدغتها.
سجنها
في جهنّم سجنٌ أرضه نارٌ، وسقفه نارٌ، وجدرانه نارٌ، يدخله جميع الكافرين، فإذا أُدخِلُوا أُقفِلَ بالنّيران على أفواههم، قال تعالى: ﴿وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا﴾ والحصير السجن.
سياطها
لهم سياطٌ خاصّةٌ يُضربون بها، لو أنّ سَوْطًا من حديد مِنها وضع في الأرض فاجتمع له الإنس والجنّ ما استطاعوا حمله.
صفة أهلها
ضرس الكافر مثل جبل أُحُد، ومقعده مسيرة ثلاثة أيّام، يبكون فيها الدّموع وبعد الدّموع الدّم، ولو نزَلَت السُّفن في دموعهم لجَرَت من كثرتها. يُسحبون إلى النّار مغلولةً أيديهم أي مربوطةً إلى أعناقهم، ويُضربون بالمقامع أي سياط الحديد على وجوههم وأدبارهم.
طعام أهلها وشرابهم
وإذا جاع أهل النّار استغاثوا بشجرة الزّقّوم فأكلوا منها وهي أشدّ ما خلَقَ الله من مَرارة الطعم، فتسقط جلود وجوههم منها. ويأكلون الضّريع وهو شجرةٌ نتنةٌ الطعم والرائحة والمنظر قبيحةٌ. ثمّ يصيبهم العطش الشديد، فيستغيثون فيغاثوا بماء كالمهل وهو الّذي قد انتهى حَرُّه من الغليان. فإذا أُدنِيَ من أفواههم ذلك الماء انشوى لحم وجوههم من حرّه بعد أن كانت سقطت عنها الجلود، ويُصْهَر بهذا الماء أي يُذابُ ما في بطونهم فيمشون فتسيل أمعاؤهم تحتهم وتتساقط جلودهم، ثمّ يضربون بسِياط من حديد تكون بأيدي الزّبانية ملائكة العذاب في جهنّم، وإنّ الحميم ليصبّ على رءوسهم من فوق، فيدخل إلى الجمجمة حتّى يخلص إلى جوفها.
سلاسل النار
تُدخَل السلسلة في دبر الكافر حتّى تخرج من فمه، قال تعالى: ﴿ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ﴾، وعن الحسن وابن عبّاس أنّ قياسها سبعون ذراعًا بذراع يدِ الملك ليس بذراع الدنيا.
تَعَاوِيهم وصيحاتهم
يقولون وهم يصرخون ويبكون: كَلِّمُوا خزنة النّار، كَلِّمُوا خزنة النّار، ﴿وَقَالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْمًا مِنَ الْعَذَابِ﴾، فيجيبونهم: ﴿أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا بَلَى قَالُوا فَادْعُوا وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ﴾، فيقول أهل النّار: ﴿يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ﴾ ومالك هو رئيس ملائكة العذاب في النّار، فيجيبهم بعد ألف عام من الانتظار: ﴿إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ﴾ أي لا خروج لكم من النار أبدًا، فيقول بعضهم لبعض: ادعُوا ربّكم، فإنّه ليس أحدٌ خيرًا لكم من ربّكم، ﴿قَالُوا رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْمًا ضَالِّينَ (106) رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ﴾، فيأتيهم الجواب: ﴿قَالَ اخْسَئُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ (108) إِنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ مِنْ عِبَادِي يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ (109) فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيًّا حَتَّى أَنْسَوْكُمْ ذِكْرِي وَكُنْتُمْ مِنْهُمْ تَضْحَكُونَ﴾، فعند ذلك ييأسون ويأخذون في الشّهيق والويل والثّبور والبكاء والصريخ والعويل والتحسُّر والنَدَم ولا ينقطع العذاب أبدًا.
ويمرّ عليهم وقتٌ يتخاصمون فيما بينهم
﴿قَالُوا رَبَّنَا مَنْ قَدَّمَ لَنَا هَذَا فَزِدْهُ عَذَابًا ضِعْفًا فِي النَّارِ (61) وَقَالُوا مَا لَنَا لَا نَرَى رِجَالًا كُنَّا نَعُدُّهُمْ مِنَ الْأَشْرَارِ (62) أَتَّخَذْنَاهُمْ سِخْرِيًّا أَمْ زَاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصَارُ (63) إِنَّ ذَلِكَ لَحَقٌّ تَخَاصُمُ أَهْلِ النَّارِ﴾.
ويتلاوَمون
﴿كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَعَنَتْ أُخْتَهَا حَتَّى إِذَا ادَّارَكُوا فِيهَا جَمِيعًا قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لِأُولَاهُمْ رَبَّنَا هَؤُلَاءِ أَضَلُّونَا فَآتِهِمْ عَذَابًا ضِعْفًا مِنَ النَّارِ قَالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلَكِنْ لَا تَعْلَمُونَ (38) وَقَالَتْ أُولَاهُمْ لِأُخْرَاهُمْ فَمَا كَانَ لَكُمْ عَلَيْنَا مِنْ فَضْلٍ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ﴾.
اللّهمّ إنّا نعوذ بك من عذاب النّار، اللّهمّ إنّا لا نقوى على حر الدّنيا وبردها، فجنّبنا حرّ الآخرة وزمهرير جهنّم يا ربّ العالمين، واختم لنا بكامل الإيمان، ءامين.