قال الشعبي: لما مات على بن أبي طالب رضى الله عنه، قام ابنه الحسن على قبره، فحمد الله وأثنى عليه وصلى على النبي صلى الله عليه وسلم، واستغفر الله لأبيه.
ثم قال: نعم أخو الإسلام كنت يا أبي، جوادا بالخلق، بخيلا بالباطل عن جميع الخلق، تغضب حين الغضب، وترضى حين الرضا، عفيف النظر، غضيض الطرف، لم تكن مداحًا ولا شتامًا، تجود بنفسك في المواطن التي تبخل بها الرجال، صبورًا على الضراء، مشاركا في النعماء، ولذلك ثقلت على أكتاف قريش.وذُكر على بن أبي طالب عند ابن عباس رضى الله عنهما، فقال: كان والله يسكنه الحلم، وينطقه العلم.
وذُكر على بن أبي طالب عند ابن عباس رضى الله عنهما، فقال: كان والله يسكنه الحلم، وينطقه العلم.
وسئل أيضًا عنه فقال: ما شئت من ضرس قاطع في العلم بكتاب الله، والفقه في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانت له مصاهرة النبي صلى الله عليه وسلم، والتبطن في العشيرة، والنجدة في الحرب، والبذل للماعون.
كما ذكر الإمام علي عند صعصعة بن صوحان العبدى، فقال: هو بالله عليم، والله في عينيه عظيم.
وقال معاوية لضرار الصدائي: صف لي عليًا، قال: اعفني يا أمير المؤمنين. قال: لتصفنّه.
قال: أما إذ لا بد من صفته، فكان والله بعيدة المدى، شديد القوى، يقول فصلا، ويحكم عدلاً، يتفجر العلم من جوانبه، وتنطق الحكمة عن نواحيه،يستوحش من الدنيا وزهرتها، ويستأنس بالليل ووحشته، وكان والله غزير العبرة،طويل الفكرة، يقلب كفه ويحاسب نفسه، يعجبه من اللباس ما قصر، ومن الطعام ما خشن، يعظم أهل الدين، ويقرب المساكين، لا يطمع القوى في باطله، ولا ييأس الضعيف من عدله، كان فينا كأحدنا، يجيبنا إذا سألناه، وينبئنا إذا استنبأناه، ونحن والله مع تقريبه إيانا، وقربه منا لا نكاد نكلمه لهيبته، ولا نبتدئه لعظمته.
يتابع: وأشهد لقد رأيته في بعض مواقفه، وقد أرخى الليل سدوله، وغارت نجومه، وقد تمثل في محرابه قابضًا على لحيته، يتململ تململ السليم، ويبكى بكاء الحزين، يقول: يا دنيا غرّى غيري، إلىّ تعرضت؟ أم إلىّ تشوقت؟ هيهات هيهات، فإني قد باينتك ثلاثًا لا رجعة لي فيها، فعمرك قصير، وخطرك قليل، آه من قلة الزاد وبعد السفر ووحشة الطريق.فبكى معاوية، وقال: رحم الله أبا حسن، كان والله كذلك، فكيف حزنك عليه يا ضرار؟ قال حزن من ذبح واحدها في حجرها.
فبكى معاوية، وقال: رحم الله أبا حسن، كان والله كذلك، فكيف حزنك عليه يا ضرار؟ قال حزن من ذبح واحدها في حجرها.
ويكفي في حقه ما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم: “أرحم أمتي بأمتي أبو بكر، وأقواهم على دين الله عمر، وأصدقهم حياء عثمان، وأقضاهم على بن أبي طالب، وأقرأهم أبى ابن كعب، وأفرضهم زيد بن ثابت، وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل، وما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء من ذي لهجة أصدق من أبى ذر ولكل أمة أمين، وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح”.
Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website
ففي الخلاصة, ينبغي أن نعلم أولادنا سيرة الصحابة وأن نعلمهم كيف كان الصحابة يحترمون ويقدرون بعضهم البعض بالرغم من الخصومة. بل ندعو أمتنا أن يحترموا هذه المقامات وأن يسدوا الأبواب على المغمز التي تمس أو تنقص من قدر صحابي من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم.. هؤلاء كلهم أمناء على الوحي والنقل والسنة