رَوَى الْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ (لا يَزَالُ اللهُ مُقْبِلاً عَلَى الْعَبْدِ في صَلاتِهِ مَا لَمْ يَلْتَفِتْ، فَإِذَا صَرَفَ وَجْهَهُ انْصَرَفَ عَنْهُ) أَيْ قَطَعَ عَنْهُ الرَّحْمَةَ.
الْجَاهِلُ قَدْ يَتَوَهَّمُ مِنْهُ أَنَّ اللهَ يَتَّصِفُ بِالْحَرَكَةِ والسُّكُونِ، وَالْجِهَةِ والْمَكَانِ، وَهَذَا كُفْرٌ.
العَقْلُ لَا يَتَصَوَّرُ أنَّ اللهَ لَيْسَ مُتَحَرِّكًا وَلَا سَاكِنًا، لَكِن يَجِبُ أَنْ نُؤْمِنَ أنَّهُ لا مُتَحَرِّكٌ وَلَا سَاكِنٌ. اللهُ تعالى خلَق العالم بعضًا منهُ متَحرّكا دائما حتى الذي يُقال له القُطبُ لهُ حَركةٌ لكن حرَكتُه خَفِيفة لا يَشعُر بها إلا مَن راقبَه وَقتًا طَويلا.
اللّونُ البَياضُ والسّوادُ والحرَكةُ والسُّكُونُ والتَّحَيّز في مَكانٍ والتَّحَيّز في جِهةٍ مِنَ الجِهَاتِ هذه مِن صِفات العَالم الكثيف، فاللهُ تَعالى ليسَ كهذه الأشياء كلّها.
لا يجُوز على اللهِ أن يكونَ يتَحرّك أو يَسكُن، النُّجُومُ دائمًا تتَحرّك والسّمواتُ السّبعُ دائمًا ثَابتَة سَاكنَة أمّا البشَرُ والملائكةُ والجِنُّ والنُّور والظّلام والرّيحُ هذه تَنتَقِلُ مِن مَكانٍ إلى مكان تتَحرّك وقتا وتَسكُن وَقتًا.
الله تعالى قال (وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ) اللّيلُ والنّهارُ والشّمسُ والقَمرُ يَدُورُونَ، لا يَستَطِيعُ عَقلُ الإنسان أن يتصَوَّر اللهَ تَعالى لأنّه ليسَ شَيئًا كَبِيرا وليسَ شَيئًا صَغِيرا.
فقد قال الله تعالى (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَىءٌ) هذه الآيةُ تَنفي عن الله أن يكونَ جِسمًا لطِيفًا أو كثِيفًا أو أن يكونَ متّصفًا بصفاتِ العالم الكثيف أو اللّطيف، النّورُ والظّلام والظّلّ والرّيحُ والرُّوح هذا مِن العالم اللّطِيف.
Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website