بعد أن أعلنت حركة طالبان أن الحركة لن تسمح بتواجد تنظيم “داعش” الوهابي على الأراضي الأفغانية، مشيرًا إلى أن 85% من الأراضي الأفغانية باتت تحت سيطرة الحركة.. وبعد أن أصدرت طالبان فتوى بتكفير داعش الوهابية، العناصر الوهابية تفتح النار وتعلنها حربًا في جنوب أفغانستان على عناصر طالبان وتتبنى تفجير مطار كابل.. هل نشهد حربًا بين أهل السنة ومعتنقي الدين الوهابي؟
أشارت التقارير إلى أن تنظيم داعش الوهابي في خراسان يُصنّفُ بِـ”العدو اللدود لطالبان”، وأنه يريد إثارة الفوضى في المطار ولديه تيارات استخباراتية تشير إلى قدرته على تنفيذ هجمات متعددة ويخطط لها.
ويُذكر ان الإمارة الاسلامية التي تتزعمها حركة طالبان قد نشرت بيانًا رسميًا يُجرّم اي شخص ينشر او يُدرّس الدين الوهابي (المسمى زورًا بالسلفي) وصرّحت انها لن تسمح للتنظيمات الوهابية اتّخاذ افغانستان قاعدةً لانطلاق هجماتها او تدريب اعضاءها. كما انها اشارت الى وجوب منع اي فرد يعتنق الدين الوهابي من الخطابة والامامة والتدريس واقامة الندوات او التجمعات التي تدعو الى هذا الدين. لذلك يرى العديد من المتابعين ان تنظيم داعش (فرع خراسان) يرى ان محاربة وتكفير حركة طالبان امر لا لُبس فيه نظرًا لمحاربة هذه الحركة اي مظهر من مظاهر التكفير والتطرف والارهاب الوهابي بعد ان تولّت ادارة البلاد.
وقال مراسل الجزيرة حميد الله محمد شاه – نقلًا عن مصدر من حركة طالبان- إن التفجير الأول “تفجير انتحاري” وقع قرب مخيم للقوات البريطانية يتم فيه تجميع الأفغان الراغبين في المغادرة. تبعه بعد ذلك انفجار هائل هز العاصمة الأفغانية منتصف هذه الليلة (السادس والعشرين من شهر آب-أغسطس) يرجّح أنه يقف وراءه معتنقي الدين الوهابي من ثم انتشار المئات لعناصر داعش الوهابية بشكل مفاجىء في العاصمة كابل الذين أعلنوا في وقت سابق “وجوب الجهاد” ضد حركة طالبان “المرتدة” حسب الاعتقاد الوهابي. يرجع تكفير الوهابية لحركة طالبان لاعتبارات سياسية ودينية عديدة، ابرزها أن طالبان هي حركة لا تنتمي إلى الدين الوهابي بل هي ماتريدية الفكر والعقيدة وحنفيّة المذهب كما تصوّر نفسها، فهي بظاهر الحال تنتسب الى نهج سنيّ اصيل.
تحذيرات سابقة
يأتي هذان التفجيران بعد تحذيرات غربية وأفغانية من “تهديدات إرهابية وهابية” على مطار كابل.
وفي وقت سابق من صباح اليوم الخميس نقلت وسائل إعلام أميركية عن مسؤولين تحذيرات جدية وموثوقة عن عزم تنظيم الدولة (داعش) استهداف بوابات مطار كابل.
الوهابية تعلن الحرب على طالبان
بات من الواضح أن حركة طالبان تبرأت من أي انتساب للدين الوهابي في الفروع والاصول، بل يكررونها في الآونة الاخيرة أنهم فئة من أهل السنة والجماعة.
Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website
وفي السياق نفسه، بعد انسحاب الجيش الأميركي من أفغانستان، تبنى تنظيم «داعش» تفجيرًا استهدف مسجدًا في ضواحي كابل الجمعة ما أدى إلى مقتل ١٢ شخصًا بينهم إمام الصلاة، بحسب ما أفاد موقع «سايت» الأميركي المتخصص في مراقبة مواقع الجماعات المتطرفة. وأكد تنظيم «داعش» أن قنبلة زرعت في المسجد وتم تفجيرها عند دخول المصلين، على ما ذكر موقع سايت مساء السبت.
اقرأ أيضًا “حركة طالبان: عندما تتحول الماتريدية الصوفية إلى جماعة مسلّحة” عبر الضغط هنا
الوهابية يكفرون طالبان
على صعيد متصل، أظهرت دردشة على تلغرام رصدتها “سلام تايمز” أن التباين بين عناصر تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) في أفغانستان يزداد على مواقع التواصل الاجتماعي حول من يعتبر كافرًا.
وبينت الرسائل المتبادلة انقسامًا حول ما إذا كانت الجماعات المسلحة الأخرى مرتدة، وخصوصًا حركة طالبان، قبل ان تحسم داعش موقفها وتصف طالبان بالحركة المرتدة الكافرة.
في الخلاصة، يبقى السؤال مطروحًا، بعد أن أعلنت حركة طالبان تبرأها من الدين الوهابي والتزامها بالمذهب الحنفي الماتريدي السني من جهة، وتكفير الوهابية لها من جهة اخرى، هل نشهد حربًا وهابية-ماتريدية على الأراضي الأفغانية؟ هي حرب ستكون الاولى من نوعها بين حركة سنية مسلحة بحجم طالبان و ذراع وهابي ارهابي مسلح، فمن المستفيد من كل هذه الفتن؟ ولماذا هذا التوقيت؟.. الوقت هو كفيل بالاجابة عن كل هذه التساؤلات