أعادت تفجيرات مطار كابل والتي أسفرت عن ما لا يقل عن 160 قتيلاً وعشرات الجرحى، الأعين تجاه نشاطات تنظيم داعش الإرهابي في المنطقة والذي يتحرك هناك تحت فرعه المعروف باسم “تنظيم ولاية خراسان” الإرهابي.
جاءت العمليات الأخيرة بعد توقعات من الإدارة الأمريكية وحكومات أخرى بتحركات هذا التنظيم، والذي أعلن تبنيه العملية بعد تنتفيذها بساعات مؤكداً الشكوك حول نشاطه في المنطقة التي باتت تحت سيطرة طالبان.
يحاول التنظيم الإعلان عن ذاته مرة أخرى في ظل الفراغ الذي تتركه القوات الأمريكية بالمنطقة، فمتى وصل “تنظيم خراسان” الإرهابي إلى أفغانستان؟ وكيف تشكل؟ وما أفكاره ومعتقداته؟
ينقل تقرير من موقع “بزنس إنسايدر” الأميركي أن “الدولة الإسلامية في ولاية خراسان” أو “داعش خراسان”، هو فرع من تنظيم الدولة الإسلامية في أفغانستان ويناصب طالبان العداء منذ سنوات بسبب أن طالبان لا يتبنى الفكر الوهابي.
وينظر تنظيم “الدولة الإسلامية” إلى طالبان على أنها مرتدة، وليست متدينة بما فيه الكفاية من حيث نهجها تجاه الإسلام. بل أن السبب الرئيسي لتكفير طالبان بالنسبة لهم هي أنها تعتنق الفكر السني الماتريدية في العقيدة والنهج الصوفي في الأفكار والأعمال.
وندد قادة التنظيم باستيلاء طالبان على أفغانستان، لذلك فمن مصحلة التنظيم شن هجمات تثير الفوضى في البلاد بعد سيطرة الحركة لإحراجها، بحسب التقرير.
وظهر داعش في المنطقة لأول مرة في عام 2015، وشن هجمات في وقت مبكر من أبريل من ذلك العام. وذلك بعد أقل من عام على استيلاء داعش، الفرع الأم، على رقعة واسعة من الأراضي في العراق وسوريا، معلنا الخلافة التي انهارت فيما بعد.
وتلقى “داعش خراسان” الدعم من القيادة الأساسية لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا منذ تأسيسه في عام 2015.
وفقا لتقرير صدر عام 2018 عن مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية. ومع فقدان تنظيم الدولة الإسلامية لأراضيه في العراق وسوريا، “تحول الاهتمام بشكل متزايد إلى أفغانستان كقاعدة لخلافته العالمية”، بحسب دائرة الاستخبارات الأمنية الكندية.
ويعد شهاب المهاجر، زعيم فرع “داعش” في المنطقة، ويعتقد أن الجماعة لديها ما بين 1500 إلى 2000 مقاتل في أفغانستان، وفقا لتقرير للأمم المتحدة صدر في يونيو الماضي.
وتقول الأمم المتحدة إن الجماعة تعتمد في المقام الأول على خلايا منتشرة في جميع أنحاء البلاد تعمل بشكل مستقل ولكنها تشترك في نفس الأيديولوجيا الوهابية
Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website
وجاء في تقرير الأمم المتحدة أنه “على الرغم من الخسائر العامة خلال عام 2020″، لا يزال التنظيم يشكل تهديدا للبلاد والمنطقة بشكل أوسع.
وبحسب الأمم المتحدة، شن التنظيم، في الأشهر الأربعة الأولى من عام 2021 وحده، 77 هجوما في أفغانستان. ويمثل ذلك زيادة كبيرة عن الفترة نفسها من عام 2020، حيث بلغ عدد الهجمات التي أعلن التنظيم مسؤوليته عنها أو نسبت إليه 21 هجوما.
وينقل “بزنس إنسايدر” عن جنيفر كافاريلا، زميلة الأمن القومي في معهد دراسة الحرب، قولها إن التنظيم كافح من أجل الحصول على موطئ قدم كبير في أفغانستان، ولا يزال يشكل تهديدا قويا وأحد “أهم الجماعات التابعة لتنظيم داعش العالمي”.
وتتوقع كافاريلا أن يحاول داعش تقويض حكم طالبان و”مهاجمة الشرعية الدينية لطالبان على الأرض”.
وينقل الموقع أن مصادر قوة التنظيم لاتزال قائمة، فهو لايزال قادرا على تجنيد المسلحين، وسيواصل استخدام الدعاية ضد طالبان
المصدر: وكالات