وُلِدَت إيلا هاربر في 5 يناير/كانون الثاني 1870 في مدينة هندرسونفيل بولاية تينيسي الأمريكية، وهي تعاني من حالة نادرة تجعل ركبتيها تنحنيان إلى الوراء، وهو ما جعل منظرها غريباً بعض الشيء.
إيلا هاربر.. فتاة الجمل التي تم استغلالها في دور السيرك
وبسبب هذه الحالة النادرة، كانت إيلا هاربر تمشي على أطرافها الأربعة بدلاً من قدميها فقط، وهذا الأمر كان كافياً للفت أنظار أصحاب دور السيرك إليها، الذين وجدوا منها سلعة تجذب الناس لمشاهدتها.
وبحسب ما ذكره موقع All That’s Interesting الأمريكي فقد كتب أصحاب السيرك على بطاقة العرض التي كانت تمنح للحضور ما يلي: “أنا أدعى الفتاة الجمل؛ لأنَّ ركبتيّ تتجهان للخلف، يمكنني المشي بشكل أفضل على يدي وقدمي كما تراني في الصورة”.
كيف بدأت إيلا هاربر العمل في السيرك؟
فور ولادة إيلا هاربر اكتشف الأطباء مباشرة أنها تعاني من حالة مرضية تدعى Genu Recurvatum، وهي حالة تسبب تشوهاً خلقياً في مفصل الركبة يجعلها تنحني للخلف، وفقاً لما ذكره موقع My Steriesrun Solved.
كان والدها، ويليام هاربر، مزارعاً يربي الماشية بينما كانت والدتها مينيرفا آن تشيلدرس ترعى الأطفال، وقد أدركت إيلا هاربر عندما بدأت بالبلوغ تشوهها هذا يمثل فرصة كبيرة لها لكسب لقمة العيش.
منذ القرن الثامن عشر كانت تنتشر في الولايات المتحدة الأمريكية ثقافة عروض “غريبي الأطوار” يقدم من خلالها المتسابقون للجمهور عروضاً يعتبرونها غريبة وغير شائعة، لكن لم يكن أي منها في الحقيقة يضاهي ظهور شخص يمشي على أقدامه الأربع.
وهو ما قدمته إيلا هاربر وهي في سن الـ12 عندما وجدت عملاً في مسرح متنقل “لعروض غريبي الأطوار”، وسرعان ما زينت بحضورها مسارح السيرك الكبرى من سانت لويس إلى نيو أورلينز.
وبحسب موقع Medium فقد لفتت إيلا هاربر أنظار المستعرض دبليو إتش هاريس في عام 1886 الذي دعاها على الفور للانضمام إلى “سيرك نيكل بلايت” الشهير في الولايات المتحدة.
وأثناء أدائها، كانت إيلا مصحوبة بجِمال عند تقديمها للجمهور لإثبات أوجه التشابه بين ركبتيهما، الأمر الذي جعل الصحف الكبرى تقول إن نصفها جمل ونصفها إنسان.
السيرك الذي شكَّل لها مصدر رزق كبيراً
كان سيرك نيكل بلايت من أكبر المسارح المتنقلة في الولايات المتحدة، إذ كان يشارك به مروِّضو الأسود والخيول ولاعبو الإكروبات، ورغم كل تلك العروض المميزة فإن إيلا هاربر كانت نجمته الأولى على الإطلاق.
ولذلك السبب قام دبليو إتش هاريس بمنح إيلا هاربر راتباً أسبوعياً يقدر بنحو 200 دولار، أي ما يعادل 5000 دولار أمريكي في الوقت الحالي.
وعلى الرغم من الإهانة المستمرة التي كانت تتلقاها من محيطها بوصفها الفتاة الجمل، فإن هذا الراتب الضخم سمح لها بشراء منزل، ودفعها للتخطيط جيداً لمستقبلها.
فبعد عام من العمل من أجل المال، قامت إيلا هاربر بترك وظيفتها في السيرك في 1887 واتجهت للالتحاق بالمدرسة كي تهيِّئ نفسها لوظيفة أخرى مُناسبة.
حياة إيلا هاربر بعد السيرك
بعد تركها للعمل في السيرك عاشت “الفتاة الجمل” حياة خاصة جداً بعيدة عن أعين الناس، ويقول موقع anomalien الأمريكي إنّ هاربر تزوجت في عام 1905 من معلم المدرسة بوبرت سافيلي الذي كان يملك محلاً للتصوير الفوتوغرافي، فأنجبت منه بعد عام طفلة سمّتها “مابل”، لكنها مع الأسف لم تعِش طويلاً؛ إذ توفيت بعد 6 أشهر فقط لأسباب لم يكشف عنها.
وفي عام 1918 تبنى الزوجان رضيعة تدعى جيويل، لكنها أيضاً توفيت بعد 3 أشهر فقط من تبينها، وفي نهاية عام 1921 توفيت إيلا هاربر بعد معاناتها مع مرض سرطان القولون، ودفنت إلى جوار بناتها في مقبرة Spring Hill.
المصدر: عربي بوست
Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website