أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ * لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ
اجتاحت مواقع التواصل الإجتماعي لقطات قيل أنها لابن متعة ينتمي إلى ميليشات الشيعة المسلحة في العراق وهو يرفع قدماه ويعتدي على ضريح سيدنا الإمام أحمد الرفاعي قدس الله سره الشريف. وتصدّر هاشتاغ #الرفاعي_خط_أحمر مواقع التواصل الإجتماعي تنديدًا بهذا الفعل الخسيس والجبان
سارعت القيادات العراقية والإسلامية إلى استنكار هذه الحادثة مطالبين السلطات باتخاذ اقسى العقوبات بحق هذا المجرم الرافضي الذي تطاول على قامة من قامات الصوفية.. وجاء في بيان دار الإفتاء العراقية ما نصه:
فإن ضعف الوازع الديني والإنساني والأخلاقي في النفوس معولٌ هدام للمجتمعات، مفرقٌ لصفها مشتت لشملها، وإن الانفلات من هذه الضوابط يجعل الناس تعيش تحت وطأة شريعة الغاب التي يعيث فيها الرعاع الفساد في الأرض فلا تبقى حرمة لدمٍ، ولا مقدَّسٍ، ولا عِرضٍ، ولا مال، ومن أهم أسباب هذا الانفلات الذي يجعل الإنسان يعيش حياة بهيمية، هو الأمن من العقاب وقد قيل: (من أمِنَ العِقاب أساءَ الأَدب) فإهمال المسؤولين للقيام بمهامهم، وانشغالهم بملذاتهم الدنيوية، والاعتياش على حساب تفرقة المجتمعات وإضعافها، يوصِل الناس إلى متاهاتٍ لا تُحمَدُ عقباها، وقد ورد في الأثر: (إنَّ الله ليَزَعُ بالسُلطانِ مَا لا يَزَعُ بالقُرآن) وصور هذا الانفلاتِ، وآثارها، قد تعددت وجوهها في العراق الجريح، فقد كثُر انتهاك الحرمات، والاستهانة بكرامة الإنسان ودمه، ومعتقده، وماله، ومن قبيح صور هذا الانفلات استغلال المناسبات التاريخية الإسلامية، للطعن في سلف هذه الأمة، من أمهات المؤمنين، والخلفاء الراشدين، والصحابة المكرمين، وأولياء الله الصالحين، بدل أن تكون هذه المناسبات فرصاً سانحةً للعلماء والدعاة لنشر العلمِ والفضيلةِ والأخلاق حتى ينتشر السلام والأمن والوئام، والخير والبركة في ربوع عراقنا الحبيب، ومن صور هذه الانتهاكات في الآونة الأخيرة ما قام به أحد الحثالات التي قاءها الزمن بانتهاك حرمة ضريح مولانا السيد الكريم، والولي الكبير، والعالم النحرير، الذي يجلّه المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها، الإمام أحمد الرفاعي الحسيني، (قدس الله روحه الطاهرة) وهو هامة شامخة، وعلم من أعلام أهل البيت الأطهار، وإمام عصره وأوانه، ومن بقي الناس ينهلون من أنواره وعرفانه إلى يومنا هذا، ومعاداة هذا الولي الكريم، والسيد الشريف، إنما هو إعلان حرب على الله لقول الرسول الكريم ﷺ فيما يرويه عن ربه في الحديث القدسي: (مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْب) ولا يمثل هذا الفعل الشنيع ومن قام به إلا بقايا أذناب من لعنهم الله والملائكة والناس أجمعون، ممن فقدوا انسانيتهم، وانتهكوا حرمة الله في خلقه من القرامطة وأمثالهم الذين دنسوا بيت الله الحرام، واقتلعوا الحجر الأسود من الكعبة المشرفة، وقتلوا آلاف الحجيج، ولكنَّ الأصالةَ، وطهارة المعدن، عند العراقيين تأبى أن تسمح لأمثال هؤلاء بإشاعة الرذيلة، وإثارة الفتنة بين الناس، وإن تعالي أصوات الاستنكارات من كل مكانٍ من بلدان العالم الإسلامي لهذا الفعل المشين لدليل على أصالة جذور الخير في هذه الأمة المحمدية المرحومة.
وإن من الصور المشرقة في هذا المقام ما قام به بعض شيوخ العشائر ووجهاء الناس من الاجتماع في الحضرة الرفاعية المباركة، وإعلان الاعتذار عن هذا الأمر المشين واستنكاره بكل الصور، وإعلان أنَّ القائمَ بهذا الانتهاك وأمثاله لا يمثلون إلا ثلة من المارقين الساعين إلى تمزيق وحدة عراقنا الحبيب، وأنَّ الناس يبرؤون إلى الله من شينِ أعمالهم، وما اجتماع هؤلاء الأفاضل إلا دليلٌ على طيب عنصرهم وطهارة أصلهم.
وإننا ندعو بقية الشيوخ والوجهاء لسلوك هذا المسلك، والوقوف بوجه كل من يريد إثارة الفتنة بين أبناء البلد الواحد، لنكونَ جميعاً صفاً واحِداً ويداً واحِدةً للوقوف بوجه من يريد بنا سوءاً.
حفظ الله العراق وأهله من شر المعتدين وحقد الحاقدين، ووجَّه أهله إلى الخير حيث ما توجهوا، إنه سميع مجيب، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجميعن.