أكد علماء الدين مشروعية الاحتفال بالمولد النبوي الشريف لما فيه من تعظيم واحتفاء وفرح بالنبي، صلى الله عليه وسلم، مؤكدين أن تعظيم النبي والاحتفاء والفرح به أمر مقطوع بمشروعيته؛ لأنه عنوان محبته، صلى الله عليه وسلم التي هي من الإيمان. ودعا العلماء إلى الاستفادة من دروس ذكرى المولد النبوي، وأبرزها جهاد النفس، وذلك بالتحلي بما يدعو إليه النبي من الأخلاق والآداب، فتحسن بذلك صورة الإسلام والمسلمين، ويعلو شأننا في العالمين. مستحب ومشروع وصف د. شوقي علام، مفتي الديار المصرية، الاحتفال بمولد النبي، صلى الله عليه وسلم، بأنه أمر مستحب مشروع، له أصل في الكتاب والسنة، وقد درج عليه المسلمون عبر العصور، واتفق علماء الأمة على استحسانه، ولم ينكره أحد يعتد به، وهو شاهد على حب النبي وتعظيمه.
وأوضح أن الاحتفال بالمولد النبوي الشريف تعظيم واحتفاء وفرح بالحبيب المصطفى، صلى الله عليه وسلم، وتعظيم النبي، والاحتفاء والفرح به أمر مقطوع بمشروعيته؛ لأنه عنوان محبته التي هي ركن من الإيمان، مشيراً إلى أن المراد من الاحتفال بذكرى المولد النبوي يقصد به تجمع الناس على الذكر، والإنشاد في مدحه والثناء عليه، صلى الله عليه وسلم، وإطعام الطعام صدقة لله، والصيام والقيام، إعلاناً لمحبة رسول الله وللفرح بيوم مجيئه الكريم إلى الدنيا. وقال مفتي مصر: هناك العديد من الأدلة التي تؤكد على مشروعية الاحتفال بالمولد النبوي الشريف جاءت بالكتاب والسنة واتفاق علماء الأمة،
فمن القرآن الكريم قوله تعالى: (… وَذَكِّرْهُم بِأَيَّامِ اللَّهِ…)، «سورة إبراهيم: الآية 5»، ومن أيام الله تعالى أيام نصره لأنبيائه وأوليائه، وأيام مواليدهم، وأعظمها قدراً مولد الحبيب المصطفى والنبي المجتبى، صلى الله عليه وآله وسلم، وقوله تعالى: (قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَ?لِكَ فَلْيَفْرَحُوا…)، «سورة يونس: الآية 58»، والنبي هو الرحمةُ العظمى إلى الخلق كلهم، وقال ابن عباس، رضي الله عنهما: «فضل الله: العلم، ورحمته: محمد صلى الله عليه وسلم»،
وفي الحديث الشريف ما يؤكد أيضاً على مشروعية الاحتفال بالمولد النبوي، فقد سئل النبي، صلى الله عليه وسلم عن صوم يوم الاثنين، فقال: «ذلك يوم ولدت فيه»، وهذا إيذان بمشروعية الاحتفال به بصوم يوم مولده. وأكد مفتي مصر، أن الأمة الإسلامية درجت منذ القرن الرابع والخامس من غير نكير على الاحتفال بمولد الرسول، صلى الله عليه وسلم بإحياء ليلة المولد بشتى أنواع القربات من إطعام الطعام والصيام والقيام، وتلاوة القرآن والأذكار وإنشاد الأشعار والمدائح في رسول الله، صلى الله عليه وسلم، كما نص على ذلك المؤرخون، كالحافظ ابن الجوزي وابن دحية وابن كثير وابن حجر والسيوطي وغيرهم.
دروس مستفادة وعن الدروس المستفادة من ذكرى مولد المصطفى، صلى الله عليه وسلم، أكد د. نصر فريد واصل، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، أن الدروس المستفادة أكثر من أن تحصى، وحسبنا منها ما يعيننا على تحمل مشاق الحياة وقسوتها، ذلك هو الصبر الذي ردده ربنا سبحانه وتعالى على مسامع نبيه صلى الله عليه وسلم في كثير من آيات القرآن الكريم، وجعله من أخلاقه، صلى الله عليه وآله وسلم، فما أكثر ما قال له ربه عز وجل: (وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ…)، «سورة النحل: الآية 127»،
وقوله: (فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلًا)، «سورة المعارج: الآية 5»، وقوله: (فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ…)، «سورة الأحقاف: الآية 35»، والصبر نصف الإيمان، ولذا فإن الصابرين يوفون أجرهم بغير حساب، كما أخبر بذلك رب العالمين، ثم هناك لهذه الذكرى العطرة دروس العزة والكرامة والإباء والنجدة والشهامة، وهناك دروس جهاد النفس بالتحلي بما يدعو إليه من الأخلاق والآداب فتحسن بذلك صورة الإسلام والمسلمين ويعلو شأننا في العالمين. أيام الله
أما د. إلهام شاهين، الأستاذ بجامعة الأزهر، فقالت: إذا كان الاحتفال بمولد الرسول لإظهار محبته في قلوب المسلمين، فنعم نحن نحبه ومأمورون بما يظهر محبته، والتعبير عن ذلك بما لا يخالف ما جاء به من تشريع، وإذا كان الاحتفال بمولده يعنى إظهار الاعتراف بقيادته للأمة، فنعم هو قائدنا وإمامنا إلى يوم الدين، وإذا كان الاحتفال بمولده يعنى السير على طريقته، فنعم لأن ذلك أمر لكل مسلم ومسلمة محبة لله نتبع رسول الله لكى يحبنا الله،
وإن كان الاحتفال بمولده تقديراً لما أسداه للإنسانية كلها، فنعم فليس هناك من البشر من تحمل ما تحمله وليس هناك من البشر من خدم الإنسانية مثل رسولنا الكريم فلنا أن نحتفل به. وأضافت د. إلهام: الاحتفال بالمولد النبوي من الاتباع لقوله تعالى: (… وَذَكِّرْهُم بِأَيَّامِ اللَّهِ…)، «سورة إبراهيم الآية 5»،
Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website
وأيام الله إما نصر لدينه وأوليائه أو خذلان لأعدائه، والأيام ظرف للأحداث وتشرف الأيام بالأحداث التي تقع فيها، فيوم مولده، صلى الله عليه وسلم من الأيام التي تشرف بها الأرض لمولده، وكذلك يوم بعثته ويوم هجرته وكل يوم من أيام غزواته، ولكن كل ما بعد مولده الأصل الذي تتفرع عنه بقية الأيام، فهي تبع ليوم مولده فلذا يكون ذلك اليوم أعظمها وأولى الأيام بالتذكير والاحتفال. وتابعت: محبة الرسول واجبة والتعبير عنها وإظهار محبته تكون أولاً في اتباع سنته وعدم مخالفته، ويكون ذلك بإحياء ذكرى مولده، وأن يكون احتفالاً يرضى عنه الله ورسوله، وكل من يحتفل بالرسول، فهو يعبر عن محبة الرسول.
صحيفة الإتحاد الإماراتية