يصادف يوم الثاني من نوفمبر الذكرى الـ 104 لـ”وعد بلفور”، الذي أعطته حكومة بريطانيا لليهود، لإقامة “وطن قومي” على أرض فلسطين، دون أن تملك الحق في ذلك، في أكبر عملية احتيال سياسي في العالم، قام فيها من لا يملك بتمكين من لا يستحق.
و”وعد بلفور” يمثل الرسالة التي أرسلها آرثر جيمس بلفور، وزير خارجية بريطانيا، بتاريخ 2 نوفمبر 1917 الى اللورد اليهودي ليونيل والتر دى روتشيلد، يشير فيها لتأييد حكومة بريطانيا لإنشاء “وطن قومي لليهود” في فلسطين.
وجاء في نص الرسالة: “تنظر حكومة صاحب الجلالة بعين العطف إلى إقامة وطن قومي للشعب اليهودي، وستبذل غاية جهدها لتسهيل تحقيق هذه الغاية، على أن يفهم جلياً أنه لن يؤتى بعمل من شأنه أن ينتقص من الحقوق المدنية والدينية التي تتمتع بها الطوائف غير اليهودية المقيمة في فلسطين، ولا الحقوق أو الوضع السياسي الذي يتمتع به اليهود في أي بلد آخر”.
وقد عرضت الحكومة البريطانية نص تصريح بلفور على الرئيس الأميركي ولسون، ووافق على محتواه قبل نشره، كما وافقت عليه كل من فرنسا وإيطاليا رسميا سنة 1918.
ووقت إعلان الوعد، الذي أعطى وطنا لليهود، كان عددهم في فلسطين نحو 5% من عدد السكان الأصليين، حيث كان عددهم فقط نحو 50 ألفا، من أصل 12 مليونا منتشرين في دول العالم، في حين كان عدد سكان فلسطين من العرب في ذلك الوقت يناهز 650 ألفا من المواطنين، حيث عمل الوعد على شطب حقوق الأغلبية المتجذرة في الأرض، مقابل أقلية قدمت من الخارج عبر هجرات غير شرعية.
ومثلت هذه القصاصة الورقية أولى عمليات الدعم السياسي البريطاني الرسمي لليهود، وشجعت على هجرتهم من كافة أنحاء دول العالم إلى أرض فلسطين، حيث اتخذت الحركة الصهيونية العالمية وقادتها من هذا الوعد المشؤوم، مستندا لتدعم به مطالبها المتمثلة، في إقامة الدولة اليهودية في فلسطين، حيث قامت العصابات الصهيونية في العام 1948، وبمساعدة بريطانيا بعد إنهاء انتدابها لفلسطين، بشن حرب على الفلسطينيين العزل، وارتكاب العشرات من المجازر.
وعقب أيام من الحرب التي تفوقت فيها العصابات الصهيونية، التي كانت تملك أسلحة متطورة، تمكنت من احتلال كامل الأراضي الفلسطينية عدا الضفة الغربية وقطاع غزة، وقامت بتشريد سكان المدن والقرى إلى الضفة والقطاع، وعدد من الدول العربية المجاورة.
وفي العام 1967، قامت قوات الاحتلال الإسرائيلي بإكمال احتلال باقي المناطق الفلسطينية، خلال حرب خاضتها ضد عدة دول عربية.
Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website
ويواجه الفلسطينيون في هذا الوقت ضغوطا سياسية كبيرة، تتمثل في قيام أنظمة عربية، بتطبيع علاقاتها مع إسرائيل، بزعم خدمة القضية الفلسطينية، كما تحل الذكرى الـ 104 لـ”وعد بلفور” فيما تمضي الإدارة الأمريكية في مخططها المعروف سياسيا باسم “صفقة القرن”، وهو مخطط يتجاوز حقوق الفلسطينيين والقرارات الدولية، وقد وصفه الفلسطينيون بأنه يمثل “وعد بلفور 2″، كونه يمكن الاحتلال من السيطرة على مساحات واسعة من أراضي الدولة الفلسطينية المنشودة، والتي يخطط الفلسطينيون لإقامتها على الأراضي التي احتلت عام 1967.