أصبح جليًا أمام القاصي والداني النهج الذي تحتذيه قناة الجديد اللبنانية التي تسعى إلى تغيير ثقافي في المجتمع اللبناني يرفضه الأخير. متعلّلة بالعلمنة، تارة يتم الترويج للدعارة على أنها حرية شخصية وتارة أخرى تكون الرذيلة والإنسلاخ الأخلاقي “وجهة نظر”!
قبل ايام انطلق برنامج جديد تحت عنوان فوق الـ 18 للإعلامية المتواضعة رابعة الزيات والتي تهدف من خلاله احياء العظام التي أكل الزمان عليها وشرب. وما هي إلا شهوة شهرة ارادت أن تستعمل فيها العناوين التي تستجلب أكبر عدد من المشاهدين وفي نفس الوقت الترويج للأفكار العفنة التي لطالما تم الترويج لها.
فوق ال18 لمن فاتته متابعة انطلاقته هذا الاسبوع، هو برنامج اجتماعي يتناول مواضيع يفترض ان تكون “جريئة” سبق ان عولجت -باعتراف مقدمته رابعة الزيات- في برامج تلفزيونية اخرى، انما في شكل وديكور واسلوب غرافيكس اعادت مجتمعة الى ذاكرتنا برامج الالعاب.
الحلقة الاولى من فوق ال18 ـ (منتج منفذ نضال بكاسيني) تناولت “الجنس قبل الزواج” وهو موضوع تخطاه الزمن التلفزيوني منذ فترة طويلة ولا يصلح لاعتماده موضوعاً اولاً في برنامج قالت مقدمته انه يسعى الى التغيير في المجتمع، فما هو هذا التغيير الذي يمكن ان تحدثه حلقة مدتها ساعتان وما هدف هذا التغيير اصلاً عندما يتناول شأناً يرفضه كل ذو خلق وعقل سليم؟ ثم إذا كان هدف البرنامج التغيير، لمَ الحاجة من جانب مقدمته للقول ان التفكير في مسألة الجنس قبل الزواج هو المرتجى من الحلقة، فما نفع التفكير طالما ان في لبنان الدين الإسلامي كما دين المسيحي يحرّمان هذا الامر؟ بل بعد الدين، عادات وثقافة وتقاليد البلد وشعبه ترفض هذه الأفكار وحامليها.
إذا ما وضعنا جانباً جواز او عدم جواز مناقشة المسألة المطروحة في الحلقة الاولى من فوق الـ 18، وسلمنا جدلاً ان الموضوع قابل للنقاش، حينها نجد أنفسنا امام سلسلة اسئلة متصلة بطريقة معالجة الموضوع ومضمونها.
السؤال الاول: ما الحكمة من استضافة ٨ مواطنين عاديين لمناقشة الجنس قبل الزواج (وبأسلوب السياسيين اللبنانيين الذين يتحدثون في الوقت نفسه)، فما الخلاصات التي يمكن ان يصل اليها المشاهد عند سماعه على مدى أكثر من ساعة اراء اشخاص غير متخصصين ولا صفة “شرعية” لهم تبرر استضافتهم دون سواهم؟
السؤال الثاني: لمَ اختيار ٤ مواطنين ضد الموضوع و٤ معه؟ فهل ما يؤكد ان نصف المشاهدين او نصف اللبنانيين هم ضد الموضوع والنصف الثاني معه؟ ام ان المقصود هو اظهار هكذا انقسام ولو لم يكن حقيقياً؟ وعطفاً على ذلك، ما سر الاحصائيات التي استعملت في البرنامج من دون ان نعرف اي شركة اجرتها ومتى؟
السؤال الثالث: ما الحكمة من تقديم تقرير مسجل عن سيدة رفضت اظهار نقطتي الدم (دلالة على فقدانها عذريتها ليلة الزواج) لحماتها فيما قبلت اظهار ذلك لزوجها؟ ولم استضافة هذه السيدة في الستوديو بعد التقرير واضاعة دقائق عدة معها، طالما انها لا تعارض فكرة ارتباط شرف الانثى بعذريتها لكنها تعارض فقط تدخل والدة الزوج بالموضوع؟
Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website
السؤال الرابع: لم استضافة رجل دين سني في الساعة الثانية من الحلقة واحراجه بسؤال عن زواج المتعة الذي يعرف الجميع انه يقتصر على الشيعة؟ ولم استبعاد رجل دين شيعي عن الحلقة طالما ان السؤال عن زواج المتعة سيطرح؟
السؤال الخامس: ما الهدف من كتابة اسماء المشاركين الثمانية في البرنامج باللغة الانجليزية؟ فهل كتابة اسم شيخ قبيلة Abou Jabal وليس ابو جبل، تجعل فئة الشباب تتحمس لمتابعة الحلقة برأي القيمين عليها؟
السؤال الأخير والأهم: من الذي اقنع رابعة الزيات، الاعلامية التي تعتبر نفسها محترمة ودمثة، بتقديم فوق الـ 18 الساعي حصراً لحصد نسب مشاهدة عالية، على غرار برنامج مع تمام؟ علماً ان البرنامج لم يتورع منذ حلقته الاولى عن اتاحة المجال لبعض المشاركين فيه لاستعمال تعابير غير علمية وغير مستحبة لدى فئة كبيرة من المشاهدين، من نوع “اذا كان مطاط، بيفوت وبيطلع بسرعة” او “الصبي بيمسك الزيزي بلا ما يعرف ليش”…
بعد كل ما تقدم، ننصح، وبكل محبة، رابعة الزيات التي لم تتردد عند انتقالها من محطة ان بي ان الى الجديد قبل عقد من الزمن، عن التخلي عن تقديم نشرات الاخبار بعدما اكتشفت في غضون ايام، ان هذا الميدان ليس لها وبرعت بعدها بتقديم البرامج الفنية، ننصحها بالخروج السريع من المستنقع الغير أخلاقي في “فوق الـ 18” الذي لا يليق بها كشخصية تعتبر نفسها محترمة وسيضر مسيرتها المهنية.
فرجاء يا رابعة اخرجي من هذا المستنقع قبل ان تغرقي.. ولا تدخلي نفسك في آتون مواضيع غير اخلاقية للترويج لدعارة مبطّنة ترفضها الأعراف والأخلاق ولا يقبل بها من به ذرّة من ناموس الشرف والأدب.