دق مرصد الأزهر للفتوى الإلكترونية ناقوس الخطر من انتشار ظاهرة الشذوذ الجنسي، محذرا من “وجود حملات ممنهجة للترويج لأخلاقيات وأفكار منافية للإسلام والفطرة، منها الشذوذ الجنسي”.
وفي بيان نشره المرصد، السبت، جدّد الأزهر رفضه محاولة فرض ثقافة القبول بالشذوذ الجنسي بين المسلمين، منبها الأسر من خطورة هذه الحملات على الأطفال والمراهقين.
وتابع “في ظل حملات ممنهجة لقوى ومنظمات عالمية بما تملكه من وسائل إعلام، وبرامج ترويحية وغنائية، ومنصات إلكترونية، وتوظيف لشخصيات شهيرة، وغير ذلك من الأساليب، بهدف الترويج لفاحشة الشذوذ الجنسي، وتقنين انتشارها بين الراغبين في ممارسة هذا الانحراف في مختلف المجتمعات حول العالم، بما فيها المجتمعات العربية والإسلامية، يُعرب مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية عن استنكاره الشديد لتلك الحملات غير الإنسانية، والمخططات الشيطانية، وما تهدف إليه من هدم منظومة القيم الخلقية والاجتماعية لمؤسسة الأسرة، ومَسخ هويّة أفرادها، والعبث بأمن المجتمعات واستقرارها”.
وأكد المركز رفضه القاطع لـ ”كل محاولات ترويج الشذوذ الجنسي وما يسمى بـ(زواج المثليين) سيّما في العالم الإسلامي، كما يعلن رفضه القاطع تسمية هذا الشذوذ زواجًا، فالزواج في الأديان، بل وفي عوالم الكائنات الحية، لا يكون إلا بين ذكر وأنثى، وفق ضوابط محددة”.
وأكد المركز أن “الشذوذ الجنسي فاحشةٌ مُنكرة، مخالِفةٌ للفطرة الإنسانية، وهادِمة للقيم الأخلاقية، وسلوكٌ عدواني، يعتدي به فاعلُه على حقّ الإنسانية في حفظ جنسها البشري، وميولها الطبيعية بين نوعيها، وعلى حقّ النشْء في التربية السّوية بين آباء وأمهات”.
وأضاف أن “الشذوذ الجنسي سقوط في وحل الشهوات الهابطة التي حرَّمتها وحذّرت من ممارستها الشرائع الإلهية، والأعراف المستقيمة، والفطرة الإنسانية السّوية، لما يؤدي إليه هذا السلوك الهمجيّ اللاإنساني من سحق لكلّ معاني الفضيلة والكرامة، واستجابة لغرائز وشهوات دون قيد أو ضابط أو وازع من ضمير”.
ولفت الأزهر أنظار الشباب المسلم إلى “أنّ الشذوذ الجنسي، أو ما سموه بـ(الزواج المثلي) حرام، وهو من كبائر الذنوب، وأن الله تعالى قد أرسل من رسله نبيّا كريمًا، هو سيدنا لوط عليه السلام، ليخرج قومه من براثن هذه الفاحشة المُنكرة، وأنها كانت سببًا في تدمير بلدة كاملة، وهلاك أهلها، فقال الله سبحانه :(وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُم بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِّن الْعَالَمِينَ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِّن دُونِ النِّسَاء بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ وَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلاَّ أَن قَالُواْ أَخْرِجُوهُم مِّن قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ فَأَنجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلاَّ امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِم مَّطَرًا فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ)”.
وتابع البيان “المتأمّل في الآيات الكريمة يقف على أوصاف القرآن لهذه الفاحشة بما ينفي عنها صِلتها بالتّمدّن أو التّحرّر أو التّنوير، على عكس ما يُروَّج له؛ بل إن امرأة لوط عليه السلام عُدَّت من أهل المعصية رغم أنها لم تفعل أفعالهم، وأصابها من العذاب ما أصابهم، حينما تقبّلت مُنكرَهم، واعتبرته حريةً شخصية”.
Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website
ووذكّر بيان الأزهر بقول النبي صلى الله عليه وسلم بهذه الفاحشة :”لَعَنَ اللَّهُ مَنْ عَمِلَ عَمَلَ قَوْمِ لُوطٍ”.
وأشار إلى أن “محاولات فرض ثقافة الشذوذ الجنسي على العالم الإسلاميّ بدعوى قبول الآخر وكفالة الحقوق والحريات، هو مِن قبيل التّلاعب بالألفاظ، والتّنكُّر للدّين والفطرة والقيم الإنسانية، والعودة إلى عهود التّسلط الفكري في أزمنة الاستعمار وفرض الوصاية على الشّعوب والأمم”.
وشدّد على “ضرورة احترام ثقافات الدول والمجتمعات، وأهمية تمسُّك المُجتمعات الإسلامية والعربية بهويّتها، وقيمها، وتعاليم دينها الحنيف، فليس كل ما تراه الكيانات المنحرفة عن ركب الفطرة والقيم الإنسانية قيمة من القيم، هو كذلك في واقع الأمر!”
وتابع البيان “فقد ترى هذه الكيانات بعض السلوكيات حسنا وهو في ميزان الأديان، والقيم الشرقية الحضارية، في منتهى السوء والقبح”.
وقال المركز إن “على شبابنا في الدول الإسلامية أن يعلموا أن الأديان والرسالات الإلهية تشكّل حائط صدٍّ لوقايتهم من هذه الأوبئة التي تهبّ عليهم بين الحين والحين ممن لا يقيمون أي وزن لهَدْي السماء، ودعواتِ المرسلين والأنبياء، وحكمة العقل، ونداءات الضّمير”.
وأضاف البيان “يشدّ مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية على أيدي الآباء والأمهات، والقائمين على المؤسسات الإعلامية والثقافية والتربوية والتعليمية، فيما يضطلعون به من أدوار تربوية نحو النّشء بما يعزّز قيمهم الدينية والمجتمعية القويمة والراقية، ويحصنهم من الوقوع في براثن هذه الهجمات”.
ونبّه المركز من “خطر المحتويات الإباحية، ودورها في نشر الشذوذ الجنسي، وتفشّي الرذائل والظواهر المجتمعية المشينة والمرفوضة، التي يحتاج علاجها إلى أوقات طويلة، ونيّة صادقة، وجهود مضنية ومتكاتفة”.
وختم مركز الأزهر بيانه بالتنبيه إلى أنّ “مواجهة هذه السلوكيات التي أجمعت الأديان والشرائع على تحريمها، وتجريم ارتكابها، وحظر موادّها الإعلامية والترويجية، كل ذلك من أوجب الواجبات الشرعية على المسؤولين وعلى الآباء والأمهات، ورجال التعليم والإعلام؛ لتحصين المجتمع والشباب من الوقوع في هذا المنزلق المدمّر”.