تُعد دولة الأولياء في مصر دولة متشعبة لها زعاماتها الروحية، وملايين من الأتباع والمُريدين، والأعلام والأناشيد.. هُنا الوالي هو المُرشد والمُعلم والدليل، وفي إحدى المرّات طُرح على العلماء سؤال «من هو الولي؟»، فقالوا «هو والى الله بالطاعات، فإذا واليت الله بالطاعة، فأنت ولي ويكون الله وليًا لك، أي يتولاك بالرعاية».
ويرصد موقع «ملفات أهل السنة والجماعة» رحلات أشهر أولياء الله الصالحين إلى المحروسة، وفقًا لكتاب «رحلة أولياء الله في مصر المحروسة» للكاتب سعيد أبو العينين.
قليلون هّم الذين يعرفون أن «رفاعي مصر» هو أحد أحفاد الإمام الرفاعي، ويطلق عليه أبناء الطريقة الرفاعية في مصر، أبناء «الرفاعي الصغير»، الذي يُسمى بالشيخ على أبو شباك، ابن أحمد الصيّاد، حفيد الإمام الرفاعي.
وتذكُر كتب السيرة الرفاعية أن أحمد الصياد، حفيد الإمام الرفاعي، أحب الأحفاد إلى قلب جده، الإمام الرفاعي، طاف أحمد الصياد بعد وفاة جده، بكثير من البلاد الاسلامية، ثم جاء إلى مصر عام 683 هجرية.
ويذكُر الباحثون أن أحمد الصياد، تزوج من حفيدة الملك الأفضل، أحد أمراء المماليك في عهد السلطان المنصور، سيف الدين قلاوون، فأنجب منه ولده «علي»، وقد رحل أحمد الصياد، حفيد الإمام، أحمد الرفاعي عن مصر، قبل أن يولد ابنه، فبقي في كنف أمه وأهلها في مصر، واتخذ طريقة جده الصوفية، وأخذ يدعو لها، وجعل من سكن أسرته وعائلته فى منطقة «سوق السلاح» مقرًا للطريقة.
تقول الدكتورة، سعاد ماهر، إن على أبو شباك، حفيد الرفاعي، لم يكن أول من دعا إلى الرفاعية في مصر، سبقه في ذلك الشيخ أبو الفتح الواسطي، الذي وفد إلى مصر من العراق في أوائل القرن السابع الهجري، أي قبله بنصف قرن تقريبًا، وأقام بمدينة الإسكندرية وبدأ ينشر الصوفية على الطريقة الرفاعية.
أما عن مسجد الرفاعي في مصر وقصة بنائه، يقول الرفاعية إن خوشيا هانم، أم الخديوي اسماعيل، كانت قد أصيبت بلدغة ثعبان أثناء مشاهدتها لحفل ملكي في قصر ابنها الخديوي اسماعيل، وأن الذي عالجها كان أحد الرفاعية، فقررت بناء هذا المسجد باسم الرفاعي، وأوقفت 20 ألف فدان للأنفاق عليه.
جاء بناء المسجد، بحيثُ يُقارن بجمال مسجد السلطان حسن، الذي يجاوره في ضخامته وارتفاعه وفى دقة زخارفه وروعتها وجمالها، وللمسجد مئذنتان، ترتفعان في رشاقة وجمال فوق قواعد مستديرة، تُشبه برجين ضخمين على جانبي مدخلي المسجد، وبين المئذنتين، توجد قبة الشيخ يحيي الأنصاري.
وفى مسجد الرفاعي، توجد مقابر الخديوي اسماعيل وزوجاته وبناته وأولاده، وفيه دُفن جثمان الملك فاروق عندما نقلت رفاته من إيطاليا، وفيه أيضًا دفن شاه إيران في نفس المكان الذي كان قد دُفن فيه والده من قبل، عندما توفى في منفاه بالحبشة.
وقيل إنه عندما نُقلت رفاته إلى طهران، أيام الملك فاروق، اكتشفوا سرقة سيفه الذي كان موضوعًا إلى جوار رفاته، واتُهم الملك فاروق وقتها بسرقة السيف.
وكالعادة، في كل عام، يتوافد أبناء الطريقة الرفاعية في مصر، على مسجد الإمام الرفاعي للاحتفال بمولده، ويزحف عشرات الألوف من الأتباع والمريدين والمحبين للإمام الرفاعي من مختلف مدن وقرى مصر، يزدحم بهم المسجد، والشوارع المحيطة، والميدان الكبير الذي يطُل على المسجد، تقام السرادقات، تُنحر الذبائح، ترتفع البيارق والرايات بأسماء شيوخ الطريقة الرفاعية وتُدق الطبول، وتقام حلقات الذكر، وتتهدج الأصوات بالأناشيد الدينية والابتهالات.
قيل عن أحمد الرفاعي أيضًا، إنه في لحظات مرضه الأخير، تجمع أحباؤه ومريدوه حوله، فقال: «لا تسبوني»، فتعجب تلاميذه ومحبوه ومريدوه، وقالوا لهُ «كيف نسبك وأنت إمامنا»، فأجاب «تقولون قولاً لم أقله، وتفعلون شيئًا لم أفعله، اعلموا أن كل شيء خرج عن الكتاب والسنة، فليس منّا».
Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website