يحتفل المحبون والعشاق، في 14 فبراير من كل عام، بمناسبة يسمونها بعيد الحب، وهو اليوم الذي رحل فيه «فالنتين»، إلا أن نفس التاريخ يحمل ذكرى أخرى لرحيل علامتين من علامات الوطن العربي، الأول هو المنشد المصري سيد النقشبندي، والثاني رئيس وزراء لبنان رفيق الحريري.
وبهذه المناسبة، يستعرض موقع «ملفات أهل السنة والجماعة» ملامح من حياة المنشد الديني سيد النقشبندي ورئيس وزراء لبنان رفيق الحريري، خلال السطور التالية.
«مثل النور الكريم الفريد الذي لم يصل إليه أحد»، كلمات وصف بها الدكتور مصطفى محمود في برنامج العلم والإيمان، الصوت الملائكي الراحل الشيخ سيد النقشبدي.
مقطوعة فنية متناغمة الألحان تشعر بها عندما تستمع لصوت «النقشبندي»، فهو صوت يخرج من قلب خاشع لتسمعه بقلبك ووجدانك وليس أذنيك، فقاد فاض حب الله من قلبه حتى ملأ به قلوب مستمعيه، ليعيش معه الجمهور حالة خاصة جدًا من الحب.
وبالبحث عن كلمة (نقشبندي) يتبين أنها مكونة من مقطعين هما (نقش) و(بندي) ومعناها القلب، أي: نقش حب الله على القلب، والنقشبندي نسبة إلى فرقة من الصوفية يعرفون بالنقشبندية ونسبتهم إلى شيخهم بهاء الدين نقشبند.
يرتبط هذا الصوت الشجي حتى الآن، بفرحة من نوع خاص تحدث عنها الرسول في حديثه، فما إن تنطلق أناشيده وابتهالاته حتى تعلن بقرب آذان المغرب في رمضان، وانفراجة الإفطار بعد ساعات من الإمساك عن كل الشهوات، فيترنم بصوته العذب في كل بيت ومسجد مصري قبل الآذان، ليرتبط صوته بـ«فرحة الصائم عند الإفطار» التي ذكرها النبي.
«مولاي»
Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website
ولم يتعمق الحب في قلب الجمهور فقط للنقشبندي، بل أيضًا تمكن من قلب الرئيس الراحل أنور السادات، والذي كان يستشعر عظمة صوت مبتهلنا الراحل، ويفضل أن يفتح بصوته الحفلات.
وفي مرة دعا «السادات» النقشبندي لحضور خطبة ابنته، وبحس فني، شعر الرئيس الراحل أن لقاء هذا المنشد مع الموسيقار الفريد بليغ حمدي، سينتج عملا عظيما تتحدث عنه الأجيال، وبالفعل صدق حدسه.
وقال السادات لوجدي الحكيم وبليغ حمدي: «أنا عايز أسمع النقشبندي مع بليغ»، بحسب رواية الحكيم. وبعد أيام حضر النقشبندي لمبنى الإذاعة برفقة الحكيم، وظل يردد: «على آخر الزمن يا وجدي، يلحن لي بليغ»، معتقدًا أنه سيقدم له لحنًا راقصًا.
يقول وجدي الحكيم إن الشيخ النقشبندي ظل طيلة الوقت ممتعضًا، وبعد نصف ساعة من جلوسه مع بليغ في الاستوديو، دخل الحكيم ليجد الشيخ يصفق قائلا: «بليغ ده عفريت من الجن»، لينتج الاثنين الأسطورة الابتهالية «مولاي».
عن عمر يناهز 56 عامًا، توفي إثر نوبة قلبية في 14 فبراير عام 1976، وكرمه الرئيس الراحل محمد أنور السادات عام 1979 بمنحه وسام الدولة من الدرجة الأولى، بعد وفاته.
رفيق الحريري
حالة حب أخرى، عاشها الشعب اللبناني، مع رئيس الوزراء الراحل رفيق الحريري، والتي وصلت إلى احتجاجات شعبية بعد اغتياله منذ 16 عاما، أفضت إلى إنهاء الوجود العسكري السوري الذي دام هناك 29 عاما، وأفرز تحالفات سياسية استمر بعضها حتى وقتنا الحالي، أطلقت عليها وسائل الإعلام وقتها «ثورة الأرز».
لم يحبه كثير من الشعب اللبناني من فراغ حسب متابعين للشأن اللبناني، فهو شخص عصامي بنى نفسه بنفسه، لم يرث السلطة، بل وصل إليها بحب من حوله، وقدرته على حل المشكلات، فقد علق الشعب اللبناني آماله على «الحريري» بعد فترة الحرب الأهلية اللبنانية، بسبب إنجازاته من قبلها.
ولم يخذل الحريري أهل لبنان، فقد لعب دورا هاما في تطوير البلدة على مدار عدة أعوام، ففي عام 1989 لعب الحريري دورا في التوصل لاتفاق الطائف بين الفرقاء في لبنان، وعاد إلى بلاده مع نهاية الحرب الأهلية التي دامت 15 عاما (1975-1990).
تولى الحريري بعدها رئاسة الحكومة اللبنانية بين عامي 1992 و1998، وترأسها مجددا عام 2000 حتى استقالته عام 2004.
أعاد الحريري لبنان إلى الخريطة المالية العالمية وحصل على قروض دولية لإعادة تأهيل المرافق والبنية التحتية، وتركزت خطته التي عرفت باسم «هورايزون 2000» على إعادة إعمار وسط بيروت، وأحيا صناعة السياحة في البلاد.
ومن أهم إنجازاته أيضًا تقديم منح طلابية للدراسات الجامعية لأكثر من 36000 شاب وشابة من كل الطوائف اللبنانية على مدى 20 عاما خلال الحرب اللبنانية وبعدها، إضافة إلى المساعدات لضحايا العدوان الإسرائيلي على لبنان ومساعدة دور الأيتام والعجزة وإنقاذ جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية من الديون.
ولقي الحريري مصرعه في 14 فبراير عام 2005، إثر انفجار شاحنة محملة بالمتفجرات لدى مرور سيارته قرب فندق سان جورج ببيروت أثناء عودته من جلسة برلمانية