Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website
تعتبر المثليَّة الجنسيَّة أحد أبرز مظاهر الشّذوذ الجنسيّ الّتي تنتشر بشكلٍ لافتٍ في المجتمعات الغربيَّة، والّتي تسرَّبت إلى مجتمعاتنا العربيَّة والإسلاميَّة.
وفيما كان الحديث عن المثليّة الجنسيَّة من الأمور المرفوضة في مجتمعاتنا سابقاً، بسبب الاعتبارات الدّينيّة والأخلاقيّة وحتّى الاجتماعيّة، تجاوز اليوم الأمر إلى حدِّ المطالبة بتشريع زواج المثليّين وتقبّلهم في المجتمع، تحت عنوان “حقّ الإنسان في التَّعبير عن ميوله الشَّخصيَّة والجنسيَّة”.
وفيما يحاول البعض أن يصوِّر هؤلاء المثليّين أنّهم أشخاص لم يختاروا ميولهم، وهم بمثابة ضحايا، تؤكِّد العديد من الدّراسات العلميَّة، أنَّ ما يعيشه هؤلاء ليس سوى حالة نفسيَّة مرتبطة بعدَّة أسباب، لها علاقة بحياة الإنسان الطّفوليّة وبيئته العائليّة وما إلى ذلك. وبين النظريّتين، تبقى الكلمة الفصل للشَّرع الإسلاميّ، الَّذي يعتبر أنَّ المثليَّة الجنسيَّة هي سلوك مخالف للطَّبيعة والفطرة الإنسانيَّة، واضعاً إيَّاها في إطار الأمراض الَّتي تحتاج إلى علاجٍ وتدخّل سريع لإنقاذ مجتمعاتنا من الضَّياع.
في هذا التَّحقيق، سنقف عند هذه الظَّاهرة مع كلام مرجع المسلمين الأزهر الشريف، والمتخصِّص في علم النَّفس العائليّ الأستاذ أحمد يوسف.
الأزهر الشريف
حذّر مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية من حملات مُمنهَجة تستهدف ما سمّاه “تطبيع الشذوذ الجنسي”، واصفًا ذلك بأنه “فاحشة مُنكَرة، وانحلال أخلاقي بغيض، ومخالفة لتعاليم الأديان، وانتكاس للفطرة الإنسانية السويّة، وإمعان في المادّية وتقديس الأهواء”.
وأشار إلى أن الشذوذ الجنسي فاحشةٌ مُنكرةٌ، مخالِفةٌ للفطرة الإنسانية، وهادِمة للقيم الأخلاقية، وسلوكٌ عدواني، يعتدي به فاعلُه على حقِّ الإنسانيَّة في حفظ جِنسِها البشري، وميولها الطبيعية بين نوعيها، وعلى حقِّ النشء في التربية السَّوية بين آباء وأمهات، وسقوط في وحل الشهوات الهابطة التي حرَّمتها وحذَّرت من ممارستها الشرائعُ الإلهية، والأعرافُ المستقيمة، والفطرةُ الإنسانية السَّوية؛ لما يؤدي إليه هذا السلوك الهمجي اللاإنساني من سَحْقٍ لكلِّ معاني الفضيلة والكرامة، واستجابة لغرائزَ وشهوات دون قيدٍ، أو ضابط، أو وازعٍ من ضمير
رفض القرآن للشذوذ الجنسي
وأوضح أن المتأمل في الآيات الكريمة يقف على أوصاف القرآن الكريم لهذه الفاحشة بما يَنفي عنها صِلتها بالتَّمدُّن أو التَّحرُّرِ أو التَّنوير -على عكس ما يُروَّج له-؛ بل إن امرأة لوط عليه السلام عُدّت من أهل المعصية رغم أنها لم تفعل أفعالهم، وأصابها من العذاب ما أصابهم، حينما تقبَّلت مُنكرَهم، واعتبرته حريةً شخصية.
وقال سيدُنا رسول الله ﷺ في هذه الفاحشة: «لَعَنَ اللَّهُ مَنْ عَمِلَ عَمَلَ قَوْمِ لُوطٍ». [أخرجه الحاكم]
ولفت إلى أن محاولات فرض ثقافة الشذوذ الجنسي على العالم الإسلامي بدعوى قبول الآخر، وكفالة الحقوق والحريات هو من قبيل التَّلاعب بالألفاظ، والتَّنكُّرِ للدِّين والفِطْرة والقيم الإنسانية، والعودةِ إلى عهود التَّسلط الفكري في أزمنة الاستعمارِ وفرضِ الوصاية على الشُّعوب والأمم؛ مُشدّدًا على ضرورة احترام ثقافات الدول والمجتمعات، وأهمية تمسُّك المُجتمعات الإسلامية والعربية بهُوِيَّتها، وقِيَمِها، وتعاليم دينها الحنيف.
أسباب المثليّة الجنسيَّة
يشرح الاختصاصيّ في علم النّفس العائليّ، الأستاذ أحمد يوسف، حقيقة المثليَّة الجنسيّة، انطلاقاً من تمييزه بين نوعين من المثليّين: النّوع الأوّل الّذي يعاني اضطراباً هرمونيّاً، نتيجة مشكلة خلقيَّة في الجسد، بحيث لا يمكن معرفة جنس الشَّخص، وهي شريحة جدّاً قليلة، أمّا النّوع الثّاني، فهو يعاني الاضطراب في الهويَّة الجنسيَّة، نتيجة مشاكل نفسيَّة مكتسبة.
ويوضح قائلاً: “المثليَّة الجنسيَّة هي اضطراب في الهويَّة الجنسيَّة، ينشأ من مشاكل نفسيَّة يعانيها الإنسان في هويّته العاطفيَّة منذ طفولته ويكبر عليها، فيصبح لديه ميول مزدوجة نحو الجنس الّذي ينتمي إليه”.
ويعتبر الأستاذ يوسف أنَّ ما نراه اليوم من انتشارٍ لحالة المثليّين، إنما هو بسبب الاضطرابات النّاشئة لديهم خلال اكتساب الهوية الجنسيَّة والعاطفيَّة والجنسيَّة والنفسيَّة، وليس بسبب المشاكل العضويّة الّتي يعمل على معالجتها طبّياً، ويقول: ” كان الأساس في علم النّفس، اعتبار الشّذوذ الجنسيّ حالةً مرضيّةً، إلا أنّه اليوم يعمل على خلط أساسيّ ما بين الجانب المرضيّ والجانب الحقوقيّ لهؤلاء، بحججٍ مختلفة، حتى يعترف بهم كأشخاصٍ طبيعيّين، وهذا لا يمكن القبول به أبداً، فالمثليّون مرضى يحتاجون إلى العلاج والمتابعة، حتى يتخلَّصوا من هذا الاضطراب النفسيّ”.
وفيما يتعلَّق بالأسباب الّتي تعزِّز هذا السّلوك، يشير يوسف إلى أنَّ حالات الشّذوذ الجنسيّ تنتشر أكثر في المجتمعات العربيَّة المنغلقة، وهي موجودة ليس فقط بين الرّجال، وإنما أيضاً تطاول النّساء، ولكنَّها أقلّ بروزاً إلى الواجهة، بسبب حساسيّة الموضوع ودقّته.