حكم تطوّر الأسلحة وزيادة فتكها، وصناعة الطائرات والدبابات وغيرها من المركبات العسكرية، كانت معارك الحرب العالمية الأولى والثانية ضمن المعارك الأكثر ضحايا في تاريخ البشرية.
لكن بالنظر إلى شدّة المغول وطبيعتهم القتالية، فإن إحدى معاركهم دخلت ضمن قائمة أكثر المعارك في عدد الضحايا.
كان هجوم السوم، أو معركة السوم، إحدى المعارك الملحمية للحرب العالمية الأولى في منطقة السوم بفرنسا بين القوات الفرنسية والبريطانية من جانب والقوات الألمانية من جانب آخر.
ودارت رحى المعركة في الفترة بين الأول من يوليو/تموز 1916 وحتى 18 نوفمبر/تشرين الثاني من العام نفسه. حصدت المعركة أرواح 1.2 مليون شخص من المدنيين والعسكريين.
كان اليوم الأول من معركة السوم من أسوأ الأيام في تاريخ الجيش البريطاني، فقد قُتِّل فقد حوالي 57.470 جندياً بريطانياً ذلك اليوم.
يُعيد هذا اليوم أيضاً إلى الأذهان هزيمة الجيش الثاني الألماني، الذي طرده من مواقعه الجيش السادس (اسم الجيش الميداني الفرنسي في الحربين العالميتين الأولى والثانية).
اشتهرت المعركة بتركيزها على القوة الجوية، فمع نهاية المعركة نجحت قوات الحلفاء في اختراق ستة أميال من الأراضي التي تحتلها ألمانيا.
8- معركة ستالينغراد (1942 – 1943): بلغ عدد القتلى 1.25 مليون
Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website
شكلت معركة ستالينغراد نقطة تحول كبرى في الحرب العالمية الثانية، نظراً لأنَّ القوات الألمانية عانت من هجوم كبير وهزيمة ساحقة في روسيا.
وقعت المعركة عندما أمر هتلر قواته، التي كانت تتقدم ناحية القوقاز، بالعودة وشن هجوم على مدينة ستالينغراد الروسية. ولعل كرهه الشديد للديكتاتور الروسي جوزيف ستالين هو الذي السبب وراء قراره بمهاجمة المدينة.
لم تكن القوات الروسية أيضاً مستعدة للاستسلام، ولمّا كانت المدينة تحمل اسم ستالين، تحولت المعركة إلى معركة شخصية بين قائدي البلدين.
كانت العواقب مميتة؛ فالقوات المتناحرة قاتلت بشراسة، بل ودخلت أحياناً في معارك بالأيدي عندما كان كل طرف منهما يحاول الاستيلاء على الشوارع أو استعادتها.
انتهت المعركة بهزيمة ساحقة عانت منها القوات الألمانية، التي أُجبرت آنذاك على الانسحاب الكامل من المنطقة. وأُزهقت 1.25 من الأرواح خلال معركة ستالينغراد.
7- العملية إتشي-غو (1944): بلغ عدد القتلى 1.3 مليون
العملية إتشي-غو، التي نتج عنها قتلى يُقدر عددهم بحوالي 1.3 مليون قتيل، أطلقتها القوات اليابانية في 19 أبريل/نيسان 1944.
كان الهدف من هذه العملية السيطرة على طريق السكك الحديدية بين بكين الصينية وهونغ كونغ، وكذلك مهابط طائرات الحلفاء في جنوب الصين، حيث كانت تطلق القوات الأمريكية الطائرات من هناك لقصف الأراضي اليابانية وموانئ الشحن.
كان الهدف الآخر تدمير إمدادات الطعام والمحاصيل لمفاقمة الأزمة الغذائية السيئة بالفعل في الصين. بيد أنَّ النجاح الذي حققته القوات اليابانية كان هامشياً، نظراً إلى أنَّ القوات الأمريكية ظلّت قادرة على قصف اليابان من جزيرة سايبان والقواعد الأخرى في المحيط الهادئ.
6- معركة الاستيلاء على برلين (1945): بلغ عدد القتلى 1.3 مليون
كان هذا تتويجاً للسلسة النهائية من الأحداث التي أدت إلى سقوط أدولف هتلر والألمان النازيين. بدأت معركة برلين في 16 أبريل/نيسان 1945، عندما أطلق الديكتاتور الروسي جوزيف ستالين 20 كتيبة عسكرية، و8522 طائرة، و6300 دبابة. وأُرسلت هذه القوات بهدف نهائي متمثل في سحق القوات الألمانية المدافعة والاستيلاء على برلين.
على الرغم من أنَّ القوات الألمانية المستنزفة فعلياً قاومت مقاومة شديدة، فلم تكن تضاهي القوات الروسية العتيدة التي حاصرت مدينة برلين بحلول 24 أبريل/نيسان.
دارت معارك من شارع إلى شارع ومن منزل إلى منزل، مما تسبب في بحيرات هائلة من الدماء وبلغ عدد عندما انتهى كل شيء 1.3 مليون.
وفي النهاية، أعلنت القوات الروسية انتصارها، وعندما علم “الفوهرر” أي هتلر أنَّ آخر أيامه اقتربت، تزوج من عشيقته المرافقة له منذ وقت طويل في مخبأه تحت الأرض وبعدها انتحر كلاهما. إذ إن وصول الروس واستيلائهم على برلين قبل تمكن الأمريكيين من الوصول، حمل أثراً جيوسياسياً هائلاً في الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي، التي ستستمر خلال العقود التالية.
5- عملية بارباروسا (1941): بلغ عدد القتلى 1.4 مليون
تعتبر عملية بارباروسا واحدة من أكبر العمليات العسكرية في تاريخ البشرية، وقد أطلقها أدولف هتلر في 22 يونيو/حزيران 1941 ضد الاتحاد السوفيتي
وُجهت أكثر من 3 ملايين من قوات المحور و 3500 دبابة نحو الاتحاد السوفيتي، بهدف الاستيلاء على دول البلطيق ولينينغراد في الشمال وموسكو في القلب، إضافة إلى الموارد الاقتصادية للاتحاد السوفيتي التي تقع عند الامتدادات الجنوبية للحملة.
شجع النصر الرئيسي الذي حققته ألمانيا على فرنسا دول المحور على التخطيط للعملية بارباروسا. بالرغم من قدرة القوات الألمانية القوية على قهر القوات السوفيتية غير المتأهبة في بداية الأمر، ما أدى إلى خسائر ثقيلة في الأرواح والأراضي وإمدادات القتال في صفوف الروس، لم يكن الاتحاد السوفيتي على استعداد للاستسلام.
مع نهاية العملية بارباروسا، قوبلت القوات الألمانية برد ثقيل من القوات السوفيتية، ما أدى في هذه المرة إلى خسائر كبيرة في صفوف الجبهة الأمامية من القوات الألمانية. قُتل حوالي 1.4 مليون شخص خلال هذه العملية الفتاكة.
4- هجوم الربيع الألماني (1918): بلغ عدد القتلى 1.55 مليون
خلال الفصول الأخيرة من الحرب العالمية الأولى، شن الألمان سلسلة من الهجمات، أُطلِّق عليها “هجوم الربيع”، على الجبهة الغربية، وبدأت في 21 مارس/آذار 1918.
كان هناك أربعة محاور رئيسية شاركت في هذه الهجمات. وكانت العملية “ميخائيل” أبرز هجوم فيها، واستهدفت تطويق القوات البريطانية التي تدافع عن السوم، فيما كان الهدف من العمليات الأخرى إبعاد قوات التحالف عن الهدف الرئيسي في السوم.
ورغم هذا، فإنَّ الرد من جيش التحالف القوي، والعجز عن نقل الإمدادات والتعزيزات الألمانية، والخسائر الشديدة في صفوف الألمان، أدت جميعها إلى انسحاب القوات الألمانية أواخر أبريل/نيسان 1918. وقُتِّل حوالي 1.55 مليون شخص.
3- معركة دنيبر (1943): بلغ عدد القتلى 1.58 مليون
في عام 1943، بدأت معركة دنيبر، التي تُعد إحدى أكبر معارك الحرب العالمية الثانية، بمشاركة ما يصل إلى 4 ملايين جندي من كلا الجانبين، وعلى امتداد 1400 كيلومتر من الجبهة الشرقية.
وفي هذه المعركة، تمكن الجيش الأحمر من استعادة الضفة الشرقية لنهر دنيبر من القوات الألمانية. وقد وصل عدد ضحايا المعركة إلى 1.58 مليون قتيل، مما يثبت أنَّها واحدة من أشد المعارك فتكاً في الحرب العالمية الثانية.
2- هجوم بروسيلوف (1916): بلغ عدد القتلى 1.6 مليون
كان هجوم بروسيلوف، الذي وقع بين شهري يونيو/حزيران وأغسطس/آب من عام 1916، نجاحاً كبيراً للروس، الذين كانوا يعانون قبله هزائم كبيرة على أيدي القوات الألمانية وحلفائها من قوات دول المركز. ففي فبراير/شباط من العام نفسه، كانت القوات الألمانية تحاصر مدينة فردان الفرنسية، وتعاونت بعض قوات دول الحلفاء الأخرى لصرف الألمان نحو مناطق أخرى كي تسمح لفردان بالتعافي.
وبينما شنَّ البريطانيون آنذاك هجوماً على القوات الألمانية على طول نهر السوم، أثبت الروس سرعتهم الكبيرة للغاية في التحرك، وهاجموا القوات الألمانية في بحيرة ناروتش. بيد أنَّ الروس مُنيوا بفشلٍ كبير في هذه المحاولة، ما أدى إلى تعرُّض القوات الروسية لمذبحةٍ جماعية على أيدي القوات الألمانية.
ثم جرى التخطيط لشنِّ هجومٍ آخر بالقرب من مدينة فيلنا الليتوانية، وفي الوقت الذي بدأ فيه تنفيذ هذا الهجوم، حاول الجنرال أليكسي بروسيلوف – الذي كان ضابطاً مُحنَّكاً في سلاح الفرسان وقائداً كُفءاً للجيش الجنوبي الغربي – إقناع رؤسائه بالسماح لقواته بشنِّ هجومٍ على الألمان.
وبالفعل وافق القادة على رغبته، ومن ثَمَّ، قاد بروسيلوف هجماتٍ شرسة على الجيش النمساوي المجري الرابع، وهزمه تماماً. وكان الهجوم في غاية القسوة وخلَّف حوالي 1.6 مليون قتيل، ما اضطر القوات الألمانية إلى سحب خططها الخاصة بشنِّ هجماتٍ مستقبلية، والإسراع بدلاً من ذلك إلى مساعدة الإمبراطورية المجرية التي كانت حليفتها ضمن دول المركز.
ثم انتهى هجوم بروسيلوف أخيراً في 20 سبتمبر/أيلول من عام 1916 مع بدء نفاد الموارد الروسية. وحين وضع الهجوم أوزاره تماماً، أصبح هو المعركة الأشد فتكاً من حيث عدد الضحايا في التاريخ الحديث.
1- الاجتياح المغولي لبغداد (1258): بلغ عدد القتلى نحو مليونين
بالرغم من أن المعارك التسع السابقة دارت جميعها في الحربين العالمية الأولى والثانية، فإن أشد المعارك المسجلة في التاريخ فتكاً من ناحية أعداد القتلى دارت رحاها في وقت أبعد من ذلك. فقد وقعت في عام 1258، عندما أسقطت قوات المغول مدينة بغداد.
حدث ذلك بين 29 يناير/كانون الثاني و 10 فبراير/شباط من عام 1258، لكن العنف كان كافياً لينتج عنه خسائر في الأرواح قُدرت بحوالي مليوني شخص، من المدنيين والعسكريين على السواء.
وكان من قاد اجتياح بغداد هولاكو خان، شقيق الإمبراطور مونكو خان.
لم تكن الأوامر الأولى المرسلة من الإمبراطور المنغولي مونكو خان تطلب الإطاحة بالخلافة العباسية في بغداد، بل بدلاً من ذلك كان الغرض إقناع الخليفة العباسي آنذاك المستعصم بالله للاستسلام بهدوء للقوات المنغولية.
غير أن الخليفة رفض الانصياع، ما أدى إلى حصار المدينة، ونهب المدينة بالكامل لاحقاً عن طريق الغزاة المغول.
أجبرت المدينة التي غمرتها الدماء على الاستسلام للدمار المنغولي بعد 12 يوماً فقط من الهجمات الأولية. ووضعت هذه المعركة أيضاً نهاية للعصر الإسلامي الذهبي وكثير من إنجازاته الثقافية والعلمية والمعمارية.