ما إن وصل آل السعود إلى السلطة في الحجاز مجددا عن طريق قيام عبد العزيز آل سعود باغتيال حاكم الرياض من آل الرشيد ذبحا بالسيف، حتى وصلت حملاتهم إلى المدينة المنورة، وبدؤوا بإزالة آثارها العمرانية ذات القيمة الدينية الكبيرة. وفي مقدمتها أضرحة الأئمة والصحابة في مقبرة البقيع.
وفي الثامن من شهر شوال من العام 1344 للهجرة هدموا اضرحة الائمة من اهل البيت “عليهم السلام” في بقيع الغرقد وهم: الحسن المجتبى وعلي السجاد ومحمد الباقر وجعفر الصادق (عليهم السلام جميعا).
هدم سوّى الأضرحة بالأرض وأدى الى نهب ما كان فيها من آثار قيّمة وحوّلها تالياً إلى أرضٍ مقفرة. انتشار الخبر بسرعة وما رافقه من عزم آل سعود والوهابيين على هدم قبر النبي “صلى الله عليه وسلم” دفع العالم الاسلامي إلى الخروج بتظاهرات عارمة استنكارا لفظائع السلطة الجديدة.
لكن الفكرة التي حال العالم الاسلامي دون تطبيقها عملياً لا تزال تراود عتاة الوهابيين، حيث اعتبر خالد المولد وهو أحد المنتسبين للدين الوهابي، اقامة الاضرحة على قبور الائمة بانه عمل منكر، على حد زعمه.
وبالطبع لم تكن فعلتهم هي الأولى من نوعها فقد قاموا بعملية تدمير للآثار في العام 1220 لكنها بنيت من جديد بعد القضاء على الدولة السعودية الأولى.
خطورة ما يقوم به آل سعود والوهابية أنه يقضي على الآثار التاريخية التي لها أهمية دينية فائقة باعتبارها دليلا محسوسا على الفترة التأسيسية في الحقب الإسلامية المختلفة لاسيما عصر صدر الاسلام.
يذكر أن البقيع هي المقبرة الرئيسة لأهل المدينة المنورة منذ عهد النبي محمد (صلى الله عليه وسلم)، ومن أقرب الأماكن التاريخية إلى مبنى المسجد النبوي حالياً، ويقع في مواجهة القسم الجنوبي الشرقي من سوره، وتضم رفات الآلاف من أهل المدينة ومن توفي فيها من المجاورين والزائرين أو نقل جثمانهم على مدى العصور الماضية، وفي مقدمتهم الصحابة وأشهرهم سيدنا عثمان ابن عفان رضي الله عنه وأرضاه، وعدد من آل بيت النبوة (صلى الله عليه وسلم)، وقامت الحكومة السعودية بهدم القباب التي كانت مبنية في البقيع على قبور بعض الصحابة بداعي بأنها “شركية”.
وهذه أسماء القباب الشريفة التي هدموها في الثامن من شوال سنة (1344) في البقيع خارجه وداخله:
Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website
1: قبة أهل البيت “عليهم السلام” المحتوية على ضريح السيدة فاطمة الزهراء -على قول بعض الروايات-
ومراقد الأئمة الأربعة الحسن السبط، وزين العابدين، ومحمد الباقر، وابنه جعفر بن محمد الصادق عليهم الصلاة والسلام، وقبر العباس ابن عبد المطلب عم النبي، وبعد هدم هذه القباب درست الضرائح.
2: قبة سيدنا إبراهيم ابن النبي صلى الله عليه وسلم
3: قبة أزواج النبي صلى الله عليه وسلم
4: قبة عمات النبي صلى الله عليه وسلم
5: قبة حليمة السعدية مرضعة النبي صلى الله عليه وسلم
6: قبة سيدنا إسماعيل ابن الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام
7: قبة أبي سعيد الخدري
8: قبة فاطمة بنت أسد
9: قبة عبد الله والد النبي صلى الله عليه وسلم
10: قبة سيدنا حمزة خارج المدينة
11: قبة علي العريضي ابن الإمام جعفر بن محمد خارج المدينة
12: قبة زكي الدين خارج المدينة
13: قبة مالك أبي سعد من شهداء أحد داخل المدينة
14: موضع الثنايا خارج المدينة
15: مصرع سيدنا عقيل بن أبي طالب عليه السلام
بالإضافة إلى كل هذه الآثار التي تم هدمها، إلى حد كبير جميع الآبار التي توضأ منها النبي أو وضع من ريقه الشريف فيها تم ردمها وأغلب المصليات التي صلى فيها النبي صلى الله عليه وسلم إما تم إغلاقها أو قاموا بصب الرصاص عليها,