كشف تقرير لموقع Middle East Eye البريطاني، الجمعة 17 ديسمبر/كانون الأول 2021، عن جانب من الأهوال التي ارتكبتها الهند ضد المدنيين في كشمير، كالاختفاء، وقتل المئات، والكثير من الجرحى، والعمى بسبب طلقات الخرطوش، علاوة على الرقابة المستمرة والوجود العسكري القمعي والخطير والدائم.
فقد زادت الأوضاع سوءاً بسبب قرار رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، في عام 2019، إلغاء كلِّ المادة 370 تقريباً من الدستور الهندي، والتي وضعت أساس العلاقة الحسَّاسة لكشمير مع الهند على مدار سبعة عقود، وبسبب هذه الخطوة المثيرة للجدل، أُزيلَ الحكم الذاتي المحدود الممنوح لكشمير، التي تسيطر عليها الهند، وضمن ذلك عَلمها وحرية تمرير القوانين الخاصة بها.
مع ذلك، فإن الهجمات التي تشنُّها القوات الهندية على الكشميريين في الشطر الخاضع للسيطرة الباكستانية لم يُبلَغ عنها. وحتى الوقت الذي أُعلِنَ فيه وقف إطلاق النار في فبراير/شباط الماضي، يقول القرويون إنهم عاشوا في خوفٍ دائمٍ من التعرُّض للقصف أو إطلاق النار من مواقع هندية. وقالت مصادر عسكرية باكستانية لموقع Middle East Eye البريطاني، إن 67 مدنياً قد قُتِلوا على الجانب الباكستاني من خطِّ السيطرة -الحدود الفاصلة بين جزء كشمير الذي تسيطر عليه الهند، وذلك الذي تسيطر عليه باكستان- في السنوات الخمس الماضية، بينما أُصيبَ 398 مدنياً.
عند الاتصال بالجيش الهندي من أجل التعليق، لم يردَّ بشكلٍ مباشرٍ على هذه الأرقام، لكنه قال إن القوات الباكستانية تسبَّبَت في سقوط عشرات المدنيين على الجانب الهندي من الخط في السنوات الأخيرة، إذ سقط 22 قتيلاً و71 مُصاباً بإصاباتٍ خطيرة في عام 2020.
سافَرَ ديفيد هيرست، رئيس تحرير موقع Middle East Eye، والصحفي بيتر أوبورن، إلى خط السيطرة مع الجيش الباكستاني، إذ استقلَّا مركباتٍ مدنية؛ لتجنُّب جذب الانتباه من المواقع العسكرية الهندية في التلال، وهناك تحدَّثا إلى العديد من ضحايا القصف الهندي، وسمعا قصصهم المروِّعة.
إصاباتٌ وعمليات بتر
خَرَجَ عمر أجيد، الطالب بالمدرسة والبالغ من العمر 13 عاماً، من باب منزله لجلب الكتب المدرسية من الفناء. أصابته رصاصةٌ في رقبته.
كان المزارع نظيم خان (55 عاماً)، نائماً في حديقته عندما أصابته رصاصةٌ في فخذه. وكان عبد العزيز (62 عاماً)، نائماً أيضاً في حديقته عندما أُصيبَ بشظايا متعدِّدة من انفجار قذيفة هاون تسبَّبَت في إعاقةٍ دائمةٍ له.
Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website
فيما أُصيبَ المزارع محمد صادق (45 عاماً)، بعيارٍ ناري هندي في أثناء رعي الماشية، وكان الشاب “دارامصال” يقطع الحطب عندما أصابته رصاصةٌ هندية في الكتف اليمني، وكان ياسرا ياسا، البالغ من العمر 9 أعوام، يلعب مع أصدقائه حين انفجرت قذيفة هاون هندية، وبُتِرَت ساقه من جرَّاء الإصابة.
كذلك، أُصيبَ نور أحمد دين (67 عاماً)، ويعمل حفَّار قبور، بشظيةٍ من قذيفة هاون، والشخص الذي كان يحفر قبره لقي حتفه بالأساس متأثِّراً بجراحه من رصاصةٍ هندية.
فَقَدَ قيصر سلرام إحدى ساقيه عندما داس على لغمٍ مضاد للأفراد أسفل الجبال. لقد كان لاعب كريكت رائعاً من قبل، وهو الآن يصرُّ على الاستمرار في اللعب، قائلاً: “مازلتُ رجل مضربٍ جيِّداً”.
لم يرتكب أيٌّ من الأشخاص الذين تحدَّث إليهم هيرست وأوبورن أيَّ خطأ. كانت جريمتهم الوحيدة هي العيش بالقرب من خط السيطرة، الذي وصفه الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون، بأنه “أخطر مكانٍ في العالم اليوم”. وكان يشير إلى خطر أن تؤدِّي التوتُّرات إلى حربٍ بين القوَّتين النوويَّتين، وهو خطرٌ يظلُّ قائماً حتى يومنا هذا.