تنفس الصليبيون الصعداء بعد وفاة خير الدين بربروس، حتى ظهر تورغوت ريس، أمير البحر الذي حرر ليبيا من سطوة فرسان مالطا، تعرف عليه
لقد مات بربروس، وفقدت بذلك تركيا من يقود سفنها البحرية وألويتها إلى طريق النصر ومن يحفظ لها كرامتها في البحر الأبيض المتوسّط، هكذا تحدث قنصل البندقية في يوليو عام 1546 عن الضربة الموجعة التي تلقتها الدولة العثمانية في منطقة نفوذها بحوض البحر الأبيض المتوسّط إثر وفاة قائد أسطولها البحري المجاهد خير الدين بربروس؛ الذي هابت الدولة الأوروبية أسطوله بما فيها إسبانيا والبرتغال
دبّ الأمل في نفوس حكام أوروبا بعد موت القائد العظيم بربروس، ولكنهم لم يهنؤوا بذلك طويلا
إذ سرعان ما خلفه القائد العثماني تورغوت باشا، الذي كان يلقب بوحش البحار الضاري
فهو قائد الأسطول العثماني الذي حرر ليبيا من سطوة فرسان مالطا
ركب السفن منذ صباه، ودرّب على الجهاد في الحوض الشرقي للبحر الأبيض المتوسط، ثم ارتقى في العمل البحري
كلّف بقيادة فرقة المجاذيف ثم عيّن قائدًا لسلاح المدفعية، وبعد ذلك ربّانا لسفينة واحدة، حتى صار رئيسا في البحر على مجموعة صغيرة من السفن الحربية الخفيفة المعدة للهجمات الخاطفة على سفن العدوّ، والغارات المدمرة على المدن الساحلية
أظهر تورغوت باشا قدرات تكتيكية عسكرية، وبسالة منقطعة النظير
عام 1510، هاجم الأسطول الإسباني مدينة طرابلس، واحتلها رغم المقاومة الشديدة التي ابداها الأهالي
استنجد الأهالي المقاومون بالإمبراطورية العثمانية لصدّ فرسان مالطا وانقاذ بلادهم وتحريرها
وجه سليمان القانوني تورغوت إلى طرابلس تحت قيادة سنان باشا ومراد آغا، بعد أن زوّدهم بأسطول قوي بلغ120 سفينة
وفي 15 اغسطس عام 1551، نجح تورغوت باشا في تحرير طرابلس وصار واليا عليها، ثم أعاد اعمار المدينة وبنى الأبراج والأسوار لحمايتها من هجمات الغزاة، وساعد المزارعين وشجّعهم، ووضع خطّة لإنعاش التجارة
رغم هزيمتهم في طرابلس، ظلّ فرسان مالطا مصدر خطر دائم على البحر المتوسط، لذا كان على العثمانيين تنظيم حملة بحرية ضخمة لكسر شوكتهم نهائيا
Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website
جهّزت البحرية العثمانية أسطولا تعداده 280 سفينة، على متنها 30 الف جندي ، بيقادة بياله باشا
ولعظم الحملة العسكرية، أمر السلطان العثماني سليمان القانوني واليه على طرابلس تورغوت باشا بالانضمام إليها
التحق تورغوت ريس بالأسطول العثماني ومعه 28 سفينة و 3 آلاف جندي
ارتكب بياله باشا؛ القائد الأعلى للجيش خطأ عسكريا جسيما، بعدم احتلاله المرتفعات المحيطة بالقلعة، وتركيز جهود قوّاته على أحد حصونها: حصن سانت إلمو، الخطأ الذي تسبب في إصابة تورغوت باشا بشظيّة في رأسه، حين كان في الصفوف الأمامية لمجاهدي الجيش العثماني، فارتقى وحش البحار شهيدا عن عمر يناهز 80 عاما، لينقل إلى طرابلس ويدفن فيها، ولم يتمكن بذلك من رؤية نصر القوّات العثمانية على فرسان يوحنّا
أطلق الصليبيون على الموضع الذي استشهد فيه: نقطه تورغوت، وما زالت النقطة موجودة في جمهورية مالطا حتى اليوم