المنطقة تدق طبول الحرب من جديد مع تفاقم الأزمات في اوروبا وأهمها نذر الحرب الروسية الأوكرانية التي تلوح في الأفق بحيث يرى محللون أن لعلها تكون بدايات حرب كونية ثالثة لا تبقي ولا تذر بحيث يكون فيها وبعدها الخراب المهول والتعطّل الشامل والشلل التام للعالم.
فالقارئ للتاريخ وللسيرة يرى أن كثيرًا من الأحداث بالأخص في تاريخنا الحديث جرى ذكرها تفصيلًا أو عرضًا من ضمن علامات قيام الساعة الصغرى والتي تظهر قبل علامات الساعة الكبرى كنزول عيسى المسيح عليه السلام وظهور الأعور الدجال وغيرها من العلامات التي تدل على قرب قيام الساعة وفصل الحساب بين العباد بعد ذلك.
ويهمنا في هذا الصدد ذكر عدد من علامات الساعة الصغرى التي لم تحصل حتى الآن، ولكنها أصبحت قريبة.. بل قريبة جدًا وليس آخرها الحرب.
حسر الفرات عن جبل من ذهب
من أشراط الساعة أيضاً التي أخبر عنها النبي ﷺ -كما تقدم- “حسر الفرات عن جبل من ذهب” [رواه البخاري: 7119، ومسلم: 2894].
وسبق الرد على من حاول العبث بالنص، وقال: أن المقصود هو الذهب الأسود “البترول”.
وقالوا أيضاً: الذي خرج في العراق. فالحقيقة أن البترول هو في باطن الأرض أما الجبل فوق الأرض ولا تحت الأرض
و”يحسر”، أي الفرات يعني الماء ينحسر، فهل استخراج البترول يكون بانحسار الماء؟
وقوله: “ذهب” يعني ذهب. هذا هو النص العربي.
والبترول موجود في أماكن أخرى في العراق، وفي غير العراق، فلماذا يريدون تغيير النص عن معناه العربي الواضح البين، والنبي ﷺ أخبر أن هذا الفرات إذا انحسر عن جبل من ذهب سيسير إليه الناس ويقتتلون عليه. فلما صار وأكتشف البترول من زمان وهو موجود، فإذن ليس هذا المقصود، وإنما يجب أن نكون حذرين من هذه التفسيرات الخاطئة للنصوص الشرعية.
التباهي بالمساجد
وأخبر النبي ﷺ أنه: لا تقوم الساعة حتى يتباهى الناس في المساجد [رواه أبو داود: 449]، مفاخرة ورياءً في تشييدها وتطاولاً.
وقد حكى ابن كثير في عام 66 هـ أن عبد الملك قد بنى بيت المقدس أحسن البناء، أراد أن يصرف الناس عن عبد الله بن الزبير الذي كانت خلافته في الحجاز، ومكة، والمدينة، فماذا فعل؟ بنى بيت المقدس أحسن البناء، وجعل فيه قناديل الذهب والفضة، وغيرها من السلاسل شيئاً كثيراً، ولم يكن يومئذً على وجه الأرض بناء أحسن ولا أبهى من قبة صخرة بيت المقدس، والتها الناس بذلك عن الحرمين”.
ابن كثير يقول: “والتهى الناس بذلك عن الحرمين، وافتتنوا به افتتاناً عظيماً، واغتروا به إلى زماننا هذا”. [البداية والنهاية: 8/280].
تتحول القضية إلى نقوش وزخارف، وتشييد، وتطاول، وتحمير، وتصفير، وألوان، وشغل الناس عن العبادة، وعن الخشوع.
اقرأ ايضًا ” “المسيح الدجال”.. هذه صفاته وكيفية النجاة من فتنته” عبر الضغط هنا
فناء قريش
ومن أشراط الساعة أو مما سيحدث قبل قيام الساعة أيضاً أن قبيلة قريش ستفنى. ولن يبقى منها أحد! فقال النبي ﷺ: أسرع قبائل العرب فناء قريش -أسرع قبائل العرب فناءاً قريش-، ويوشك أن تمر المرأة بالنعل، فتقول: إن هذا نعل قرشي. وإسناده صحيح وكذا صححه أحمد شاكر [رواه أحمد: 738].
فناء قريش وهي رأس العرب سيكون بين يدي الساعة، ومن أشراط الساعة. ومعلوم أن الخلافة فيهم، ولكن إذا أراد الله أن يهلكوا لم يبق في الأرض قرشي واحد.
اقرأ ايضًا “هل ستنتهي الحرب في الشام؟ كيف استشرف النبي محمد مستقبل المنطقة؟” عبر الضغط هنا
Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website
كثرة الروم
من أشراط الساعة أيضاً مما سيكون كثرة الروم، فقد قال النبي ﷺ: تقوم الساعة والروم أكثر الناس، ومن الذي حدث بذلك؟ المستورد الفهري يقول لعمرو بن العاص: تقوم الساعة والروم أكثر الناس، فقال له عمرو بن العاص: أبصر ما تقول؟ قال: أقول لك ما سمعت من رسول الله ﷺ، فقال عمرو بن العاص: إن تكن قلت ذاك إن فيهم لخصالاً أربعاً: إنهم لأسرع الناس كرة بعد فرة” -يعني إذا انهزموا سريعاً ما يرجعون- ”وإنهم لخير الناس لمسكين وفقير وضعيف” -فإذن عندهم التبرعات، وعندهم صدقات، وعندهم كفالة للفقير، والضعيف فيهم، والمسكين، قال: “وإنهم لأحلم الناس عند فتنة” - يعني لو حدثت أمور عظيمة فإن هؤلاء القوم يحتفظون بشيء من عقولهم، وعندهم حلم في مواجهة الحوادث الضخمة، قال: ”والرابعة حسنة جميلة، وإنهم لأمنع الناس من ظلم الملوك”. [رواه مسلم: 2898].
ومن تأمل الأنظمة الديمقراطية الموجودة عندهم فإن فيها شيئاً من الحماية من الظلم، ولما قامت الثورة الفرنسية كانت بذلك إيذاناً بانتهاء عصر الإقطاع، والملوك والكنيسة، وتسلطها على الناس، والطبقية، والفلاحين، والضعفاء، وحصول أمور من الحرية على الكفر والإباحية، والظلم الباقي عندهم، أشياء ضخمة لكن المقصود عند القوم إيجابيات ذكرها على ما فيهم من الكفر، والشرك، والظلم، والإباحية، والتجبر على الأمم الأخرى، لكن الشاهد من أشراط الساعة أن يكثر الروم، وفي المقابل يقل العرب. “العرب يومئذً قليل”. [رواه مسلم: 2945]. العرب يومئذ قليل
اقرأ ايضًا “علامات الساعة: فتنة الشام” عبر الضغط هنا
الملحمة مع النصارى
فأما بالنسبة للملحمة مع النصارى التي أخبر عنها النبي ﷺ عن ربنا بالوحي: وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ [البقرة: 120]، وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا [البقرة: 217].
وكان النصارى قد حاربوا المسلمين من قديم وقتلوا “فروة بن عمرو الجذامي” لما أسلم، و “صفاقر” الأسقف لما شهد شهادة الحق، وحشدوا مائتي ألف في مقابل ثلاثة آلاف في معركة مؤتة، وقاتل المسلمون النصارى في معركة اليرموك، ثم جاءت الحملات الصليبية على دمياط المصرية، وعلى حلب، وحمص، والشام، ومذابح بيت المقدس، ثم أغاروا على بلاد الأندلس المسلمة، واستعملوا فيها السيف، وهكذا جاءت الحملات تترا، وتحالف النصارى مع التتر في بعض الأحيان، واستمرت الحملات الصليبية، وجاءت الحملات بجيوشها الجرارة، واستولوا على بيت المقدس في عام 493، ثم جاءت الحملة الصليبية الثانية، والثالثة 586، والرابعة 600، والخامسة 615، والسادسة 626، والسابعة 647، و897 سقطت غرناطة، ثم جاءت الحملات الصليبية على العالم الإسلامي، كما جاءت حملة نابليون في 219هـ.
ثم جاء ما يسمى بالاستعمار الفرنسي والبريطاني، وغير ذلك، وقامت دولة إسرائيل، أقاموا دولة اليهود، وفرقوا بلاد المسلمين.
المعارك مع النصارى هذه مستمرة معروفة على مر تاريخ المسلمين، معارك كثيرة لكن ستنتهي هذه المعارك بمعركة كبيرة هائلة أخبر عنها النبي ﷺ.
هذه الملحمة الكبيرة الهائلة جاءت في أحاديث منها:
حديث عوف بن مالك في صحيح البخاري قال: أتيت النبي ﷺ في غزوة تبوك، فسلمت فرد، فقال: أدخل، فقلت: أكلي يا رسول الله؟ قال: كلك، فدخلت، فقال: أعدد ستاً بين يدي الساعة: موتي، ثم فتح بيت المقدس، ثم موتان يأخذ فيكم كقعاص الغنم، ثم استفاضة المال حتى يعطى الرجل مئة دينار فيظل ساخطاً، ثم فتنة لا يبقى بيت من العرب إلا دخلته، ثم هدنة تكون بينكم وبين بني الأصفر من هم؟ الروم النصارى فيغدرون فيأتونكم تحت ثمانين غاية يعني راية تحت كل غاية اثنا عشر ألفاً [رواه البخاري: 3176].
سيكون بيننا وبين بني الأصفر في المستقبل هدنة، صلح على ترك القتال، بعد أن كان هناك قتال.
وفي رواية: ستصالحون الروم صلحا آمنا [رواه أبو داود: 4294] -يعني سيأتي علينا وقت مع الصليبيين سيكون بيننا هدنة وصلح آمن، ذا أمنٍ نأمن فيه ويأمنون فيه-.
وجاء في رواية لأبي داود: فتغزون أنتم وهم عدوا من ورائكم من يكون: لعلها الهند، الصين؟ عدو من ورائنا.. فتنصرون، وتغنمون، وتسلمون، ثم ترجعون، حتى تنزلوا بمرج ذي تلول [رواه أبو داود: 4294] -مرج دابق إنه ذو تلول- أرض واسعة فيها نباتات كثيرة ترعى فيها الدواب، والتلول: كل ما اجتمع من الأرض من رمل أو تراب.
هذا المكان الذي يسمى مرج دابق قريب من الحدود السورية التركية اليوم، سينزل فيه عسكر المسلمين- ثم هدنة تكون بينكم وبين بني الأصفر، فيغدرون، فيأتونكم تحت ثمانين غاية، تحت كل غاية اثنا عشر ألفاً.
وسبب الغدر هذا أنه بعد الهدنة، بعد أن نقاتل نحن وإياهم عدواً آخر، في هذه الهدنة التي بيننا وبينهم سينزل المسلمون في مرج ذي تلول، أو في مرج دابق، هذا الموضع قرب بلدة حلب في سوريا اليوم المعروف، فيرفع رجل من أهل النصرانية الصليب انظر كيف بداية المعركة ستكون بتحدي.. قضية تحدي فيرفع رجل من أهل النصرانية الصليب، فيقول: غلب الصليب هو الذي انتصر فيغضب رجل من المسلم فتأخذه الحمية، كيف يرفع الصليب ويقول: الصليب انتصر؟ فيدقه يأخذ الصليب يكسره فعند ذلك تغدر الروم وتجمع للملحمة [رواه أبو داود: 4294].