كشفت الحرب الروسية على أوكرانيا عن فصل جديد من فصول العنصرية والتنميط والاستشراق الإعلامي، وأظهر العديد من تغطيات وسائل إعلام كبرى مثل “فرينش إم إس إم” (French MSM)، و”بي بي سي” (BBC)، و”آي تي في” (ITV)، “سي بي إس” (CBS)، عن نظرة دونية للشعوب المسلمة وشعوب الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، في مقابل الترويج لتفوق حضاري للشعوب الأوروبية.
كما كشفت التغطية الإعلامية للأحداث في أوكرانيا ونزوح آلاف اللاجئين عن “فكر عنصري” لكثير من المسؤولين الغربيين الذين كانوا يدّعون الترويج للمساواة بين الناس، عندما طالبوا بفتح أبواب أوروبا أمام اللاجئين الأوكرانيين لأنهم “ليسوا عراقيين أو سوريين”، بينما اتهم أجانب من ذوي البشرة السمراء وعرب حرس الحدود الأوكراني بالتمييز ضدهم.
“ليسوا مثل العراقيين والسوريين”!
فقد اضطر مراسل شبكة CBS الأمريكية، شارلي داجاتا، إلى تقديم اعتذار بعدما أثار تعليقه من غضب عبر وسائل التواصل الاجتماعي، واتهامه بالعنصرية.
قال المراسل إنه لا يمكن مقارنة غزو أوكرانيا بالحرب في العراق أو أفغانستان، لأن حرب أوكرانيا “أكثر تحضراً وشعبها شعب أوروبي”. وأوضح أن “أوكرانيا متحضرة نسبياً، وأوروبية، فهي مدينة لا تتوقع فيها حدوث الحرب أو تأمل ألا يحدث ذلك”.
لم يكن داجاتا وحده، فقد قال رئيس وزراء بلغاريا كيريل بيتكوف، في تصريح متلفز: “اللاجئون الأوكرانيون ليسوا من اللاجئين الذين اعتدنا عليهم، لذلك سنرحب بهم، هؤلاء أوروبيون أذكياء ومتعلمون”. وتابع: “ولا يملكون ماضياً غامضاً، كأن يكونوا إرهابيين”.
فيما تضمنت برامج لقناة BFM الفرنسية اليمينية، خطاباً شبيهاً منذ بداية الغزو الروسي، شمل أوصافاً مثل: “فنحن لا نتحدث عن سوريين يهربون من قصف نظامهم المدعوم من بوتين، بل نتحدث عن أوروبيين يقودون سيارات كسياراتنا”.
بينما قالت صحيفة “التلغراف” البريطانية: “هذه حرب مختلفة، إنها حرب ضد أناس أوروبيين يشبهوننا ويستخدمون النتفليكس وإنستغرام وليست حرباً ضد بلاد بعيدة وفقيرة”.
البشرة البيضاء إلى الأمام العرب والأفارقة في آخر الطابور
“أنظروا إليهم كيف يهددون بإطلاق النار علينا! نحن الآن على الحدود الأوكرانية البولندية. الشرطة والجيش يرفضون عبور الأفارقة للحدود، إنهم يسمحون للأوكرانيين فقط بالعبور. البعض منا قضى ليلتين هنا بالطقس البارد بينما عاد الكثيرون منا إلى مدينة لفيف”.
Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website
هذه واحدة من شهادات اللاجئين غير الأوكران، الذين هربوا من الغزو الروسي لأوكرانيا باتجاه الحدود المجاورة، مرفقة بفيديو يظهر كيفية تعاطي الشرطة والجيش مع اللاجئين من جنسيات غير أوكرانية، بالأخص الأفارقة.
منذ العام 2010، دفعت التوترات في المنطقة العربية، العديد من الشعوب إلى الهجرة، سوريون ويمنيون وليبيون وعراقيون تجمعوا على حدود أوروبا هرباً من الحرب التي كان الغرب أداة رئيسية فيها بطريقة مباشرة عبر التدخل المباشر وطريقة غير مباشرة عبر اختراع دين وهابي خرج من رحمه تنظيمات تكفيرية خدمت الأجندة الغربية. أعداد كبيرة منهم لا زالت مستقرة في تركيا عاجزة عن الدخول إلى الأراضي الأوروبية. اندلعت تظاهرات في القارة الأوروبية مطالبة بعدم استقبال المزيد من اللاجئين بحجة عدم قدرة أوروبا على استيعابهم، بشكل رئيسي لأسباب اقتصادية.
مع بداية الأزمة الأوروبية، تداعت الدول الأوروبية وفتحت صدرها للاجئين الأوكران، مظهرة قدرة فائقة على استيعاب أعداد ضخمة من اللاجئين الانسانيين.
القيم التي تطبق في أوروبا لا تنطبق خارج حدود القارة. يظهر ذلك جلياً في دعم الأوروبيين لأي وسيلة مقاومة يتخذها الأوكرانيون لمواجهة الغزو الروسي لبلادهم، بينما ينظرون إلى الفلسطينيين كإرهابيين، حتى مبررات العمل الانساني وتوجهاته تختلف. فالمنظمات غير الحكومية تقدم المساعدات في أوروبا بهدف العمل الانساني ومساعدة اللاجئين، أما في الدول النامية فإن لهذه المنظمات أجندتها السياسية والتي من أول أهدافها منع اللاجئين من الدخول إلى الأراضي الأوروبية.