بعد أن انفضحت ازدواجية المعايير الأوروبية في التعاطف فقط مع أصحاب البشرة البيضاء والعيون الزرقاء والديانة المسيحية فقط، يعلّمنا التاريخ درسًا ان هذه القيم ما هي إلا قناع مخادع ارتداه الغرب لإخفاء حقيقة الصورة. وفي هذا التقرير نعرض أبرز المجازر التي حصلت في اوروبا ولم يكن للضمير الأوروبي والإنسانية الأوروبية مكان أو حضور. لم تكن مجزرة سربرنيتشا هي المجزرة الوحيدة التي شهدتها القارة الأوروبية ضد المسلمين على مر التاريخ. فقد سبقها وتلاها عدد كبير من المجازر وحالات الاضطهاد العرقية ضد المسلمين خاصة نتيجة دينهم وعرقيتهم.
غروزني
شهدت الساحة الشيشانية العديد من المجازر التي ارتكبتها القوات الروسية خلال 6 سنوات، مقسمة على حربين منفصلتين، الأولى كانت بين عامي 1994 و1996، والثانية بين عامي 1999 و2000 وانتهت بوضع الشيشان تحت السيادة الروسية، فيما خلفتا آلاف القتلى وأضعافهم من المصابين، ولكنهم لم يحصلوا على هاشتاغ حينها أو تعاطف الإعلام الحربي ولم توضع العقوبات الهائلة على روسيا ولا مقاطعة..
وقد شكلت الحربان عنوانًا لطموحات الاستقلال لدى الشعوب المنضوية سابقًا تحت الاتحاد السوفيتي التي تعامل معها الوريث الروسي بوحشية مفرطة، غير مبال بالدماء التي أريقت على تراب تلك الدول، إذ كان الشعار الأبرز هو عودة الإمبراطورية المنهارة والزود عن سمعتها بين دول المنطقة وسكانها.
وكعادة الوحشية الروسية فقد تسببت الغارات المتواصلة التي شنتها قواتها ضد السكان المدنيين في البلاد إلى حمل أكثر من 200 ألف شيشاني (60% من إجمالي عدد السكان) على الهرب إلى إنغوشيا المجاورة، هذا بجانب تفشي جرائم السلب والنهب وهتك الأعراض في مشاهد نددت بها المنظمات الحقوقية واعتبرتها انتهاكات ترتقي لجرائم الحرب.
صقلية
تمكن المسلمون من فتح جزيرة صقلية بالكامل عام 901م وذلك بعدما كان الروم يستخدمون هذه الجزيرة كقاعدة لهم لشن الغارات على تونس وبلاد شمال إفريقيا.
منذ عام 1039 م ونتيجة انشقاقات في صفوف المسلمين في صقلية بدأ النورمانديون – وهم حكام جنوب إيطاليا- في شن الهجمات على الجزيرة حتى تمكنوا من الاستيلاء عليها بالكامل عام 1091م.
وعلى عكس المسلمين، فقد بدأ النورمانديون يشنون ألوانًا عديدة من الاضطهاد ضد المسلمين حتى أن الحجاج المسلمين الذين يمرون بالجزيرة كانوا يكتمون إسلامهم خشية من بطش النورمانديين بهم.
وقد قال ابن جبير في وصف أحوال المسلمين بالجزيرة “هم غرباء عن إخوانهم المسلمين تحت ذمة الكفر، ولا أمن لهم في أموالهم ولا في حريتهم وأبنائهم”.
Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website
قام النورمانديون بعمليات تهجير قسري للمسلمين حيث نقلوا 20 ألف مسلم من الجزيرة إلى جنوب إيطاليا، وذلك في أعقاب هجرة الكثير من المسلمين من الجزيرة فرارًا بدينهم.
الحاكم النورماندي فريدريك الثاني بدأ حملة الاضطهاد المنظم ضد المسلمين من أجل إرضاء البابوات الذين كانوا متعصبين ضد الوجود الإسلامي في صقلية، فبدأ عمليات قمع منظم وانتقام ممنهج ضد المسلمين الذين تمردوا على عمليات الاضطهاد هذه.
في عام 1240 م اختفى الإسلام بشكل نهائي من الجزيرة بعد عمليات الترحيل النهائية للمسلمين إلى مدينة لوتشرا
الأندلس
هي إحدى أكبر العلامات في التاريخ الشاهدة على أبشع ما تعرض له المسلمون من عمليات اضطهاد بمختلف الأشكال.
تمكن المسلمون من فتح الأندلس منذ عام 711م، حيث تمكنوا من جعلها إحدى منارات العلم والثقافة المميزة في العالم كله ليتهافت الأوروبيون عليها وينقلوا علوم وثقافة المسلمين إلى أجزاء مختلفة من القارة الأوروبية.
في عام 1492م سقطت مدينة غرناطة آخر معاقل المسلمين في الأندلس لتكون بمثابة بداية النهاية للوجود الإسلامي في الأندلس.
بدأت محاكم التفتيش التابعة للكنيسة في شن إحدى أكبر حملات الاضطهاد في التاريخ، أدت إلى تطهير إسبانيا من كل ما هو إسلامي وإبادة المسلمين وآثارهم.
أجبرت محاكم التفتيش المسلمين على اعتناق المسيحية وخيروا المسلمين إما الرحيل إلى شمال إفريقيا أو التحول للمسيحية.
أصدرت محاكم التفتيش قوانين تنص على حظر استخدام اللغة العربية أو استخدام الملابس العربية أو إقامة أي مهرجانات أو احتفالات إسلامية.
الملك الإسباني فيليب الثاني أصدر قرارًا بهدم جميع الحمامات العامة التي بناها المسلمون الذين تميزوا بشكل واضح بالنظافة والوضوء. كما تم حظر الختان والوقوف تجاه القبلة والاغتسال والوضوء.
الملك الإسباني أصدر أوامره بحظر حيازة القرآن الكريم أو أي كتاب مكتوب باللغة العربية، ومن يضبط ومعه مثل هذه الكتب كان يتعرض لأشد أنواع العقاب.
قام الكهنة المسيحيون بجمع الأطفال المغاربة بين سن 3- 15 عامًا ووضعهم في مدارس خاصة لتعليمهم العقيدة المسيحية واللغة القشتالية.
أيضًا تعرض المسلمون لعملية واسعة لمصادرة لأموال من أجل إرغام المسلمين على العيش في حالة من الفقر والجوع. كما ضاع الكثير من التراث العلمي والثقافي للمسلمين في الأندلس عبر عمليات تجميع الكتب العربية وحرقها في الميادين العامة.
وصل الأمر إلى حد أن من كان يغتسل يوم الجمعة كان يعرف بأنه لا يزال مسلمًا ويحكم عليه بالموت، ونفس الأمر لمن وجدوه متزينًا في يوم العيد.
البلقان
مع أواخر القرن السابع عشر شهدت الإمبراطورية العثمانية تراجعًا واضحًا في قوتها؛ مما جعلها تفقد العديد من الأراضي في أوروبا ومنطقة القوقاز لصالح كل من اليونان وصربيا وبلغاريا ورومانيا.
بالطبع كان لا يزال هناك مسلمون في هذه المناطق، فقامت القوى المسيحية بتطوير الأيدولوجيات القومية وتصوير المسلمين على أنهم شوكة في الظهر تستعد للانقضاض عليهم مرة أخرى. هذا الأمر أدى إلى زرع فكرة ضرورة التخلص من المسلمين من أجل النهوض بالدول والحفاظ على الكيان المسيحي.
خلال الحرب الروسية التركية تمكن قائد الجيش الروسي من الوصول إلى قلعة أزماييل عام 1790م، فقام باجتياح المدينة وقام بعمليات سفك للدماء بمساعدة البلغاريين. الإحصائيات التاريخية تشير إلى مقتل حوالي 40 ألف مسلم على يد الجيش الروسي في هذه المجزرة.
الصحافة الألمانية التي غطت هذه الحرب رصدت المجازر المروعة التي ارتكبت في حق الأطفال والنساء وكبار السن.
كذلك تم رصد عمليات اغتصاب للنساء وتشويه للجثث وحالات تحويل المساجد للكنائس بشكل كبير.
الإحصائيات التاريخية تشير أيضًا إلى أنه بين عامي 1821 – 1922م تم قتل قرابة 5 مليون مسلم نتيجة الجوع والأمراض وعمليات الاضطهاد، بالإضافة إلى تهجير 5 مليون آخرين.
بلغت عمليات الاضطهاد هذه ذروتها خلال حرب البلقان بين عامي 1912 – 1913م حيث تعرض قرابة 3 مليون مسلم إلى القتل والطرد من منطقة البلقان.
تم طرد غالبية المسلمين في منطقة موريا والذي يصل عددهم إلى 300 ألف مسلم، وذلك أثناء اندلاع الثورة اليونانية.
تم قتل حوالي 1000 مسلم خلال فترة التمرد التي شهدتها بلغاريا عام 1876م.
من بين أبرز المجازر التي تعرض لها المسلمون الأتراك كانت مجزرة نافرين التي راح ضحيتها شعب مدينة نافرين بالكامل البالغ عدده 30 ألف شخص عدا 160 منهم تمكنوا من الهرب، وذلك على أيدي اليونانيين رغم الاتفاق بتهجير شعب نافرين إلى مصر.
أيضًا هناك مجزرة تريبوليتشا التي راح ضحيتها 35 ألف شخص، واتخذ عدد كبير من النساء كعبيد وذلك على مدى 3 أيام من القتل دون تفرقة بين أطفال ونساء وشيوخ.