حذرت دراسة أوروبية حديثة من مخاطر تنظيم الإخوان واختراقه للمجتمع الألماني عبر محاولة “التعاون الخبيث” مع أحزاب اليسار والسياسيين في البلاد، وقالت إن “أيدلوجية الإخوان لا تتوافق أبدا مع المبادئ التي يكفلها الدستور الألماني”.
ونبهت دراسة الصادرة عن المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب ومقره ألمانيا من أن تنظيم الإخوان وغيره من تنظيمات الإسلام السياسي تسعى إلى استغلال الديمقراطية والجاليات المسلمة بهدف التقرب لصانعي القرار الألماني والأحزاب لتحقيق أهداف سياسية وإعادة تشكيل المجتمع الألماني.
تقارب خبيث
وقالت الدراسة التي تلقت “سكاي نيوز عربية” نسخة منها، إن “الإخوان يحاولون العمل على التقارب الخبيث من الأحزاب والشخصيات السياسية الألمانية، وتعزيز حضورهم في المجتمعات الإسلامية الأوروبية من خلال المشروعات الاقتصادية والاجتماعية لصالح التنظيم الدولي”
وتوضح أن “أحزاب اليسار الألماني تعرضت في يونيو الماضي، للعديد من الاتهامات بسبب طريقة التعامل مع الإخوان، وتبني مواقف ضعيفة حيال أنشطتها، حيث إنها لا تدرك مدى خطورة التساهل مع تلك التنظيمات.
لكن الدراسة عادت للإشارة إلى أن “أحزاب اليسار بدأت تنتبه مؤخرا لخطورة الإخوان، وأصبحت تتخذ مواقف متشددة ضده، بما يمثل بداية مرحلة جديدة في مكافحة التنظيمات التكفيرية ومسايرة دول الاتحاد الأوروبي إزاء التيارات المتطرفة كالإخوان والوهابية”.
150 قياديا إخوانيا
وذكر “كريستوف دي فريس” عضو البرلمان الألمانى (البوندستاج) – بحسب الدراسة – أن حزبي الاتحاد الديمقراطي المسيحي والاتحاد المسيحي الاجتماعي سيتخذا موقفا واضحا في محاربة هؤلاء، علاوة على مطالب برلمانية منذ 2020 لأحزاب اليسار بإنهاء صمتها عن “إرهاب الجماعات”، ورفض أي تسامح مع تنظيمات الإخوان وحزب الله، بالإضافة إلى مطالبات حزب الخضر باتخاذ إجراءات قوية ضد هؤلاء.
Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website
وفي سياق تحذيراته من خطورة الإخوان، نقلت دراسة المركز الأوروبي تقريرا للاستخبارات الألمانية في 24 فبراير الماضي، يرصد تزايد أعداد القيادات الإخوانية في العاصمة برلين، بشكل كبير، مشيرة إلى وجود 150 عنصرا إخوانيا قياديا في عام 2022، مقارنة بـ 100 فقط في عام 2019.
كما حذرت هيئة حماية الدستور في 10 يناير الماضي، من خطر انتشار تنظيم الإخوان في البلاد، حيث ارتفع عدد عناصر التنظيم الرئيسية في ألمانيا من 1350 في عام 2019 إلى 1450 في 2020
ويشتد “الخناق” على تنظيم الإخوان في ألمانيا يوما بعد آخر، بعد الانتباه لمدى خطورة الدور الذي يلعبه التنظيم في نشر التطرف والإرهاب على نفس خطورة التغلغل الوهابي بين الجاليات هناك.
وقرر “المجلس الأعلى للمسلمين” في ألمانيا مؤخرا، طرد منظمة “الجماعة الإسلامية الألمانية”، إحدى “الواجهات” التي يتستر خلفها تنظيم الإخوان” في البلاد، بعد أن كان قد علق عضوية نفس المنظمة في ديسمبر من عام 2019.
ونهاية نوفمبر الماضي، صدر تقرير رسمي عن البرلمان الأوروبي، تحت عنوان “شبكات الإخوان في أوروبا”، تناوَل بشكل مفصل خريطة التغلغل الإخواني في 10 دول أوروبية، وركّز التقرير على عدة أفكارٍ تمثّل المرجعية الإرهابية لدى التنظيم، وهي مشروع التمكين الإخواني ومفهوم الوطنية لدى التنظيم والتمويلات.
وعلى الصعيد الرسمي، عززت عدة دول أوروبية إجراءات مكافحة الإرهاب والتطرف على أراضيها، في مقدمتها النمسا وألمانيا وفرنسا التي حظرت نشاطات وشعارات عدة منظمات إرهابية خلال الفترات الماضية