لأن شهر رمضان شهر الخير والتكافل، اختارت مجموعة من الشباب المغاربة إطلاق مبادرة اجتماعية، أطلقوا عليها اسم “كارني”، وهو الاسم الذي يطلقه المغاربة على دفتر الديون الموجود عند باعة المواد الغذائية.
مبادرة “كارني” تهدف إلى دفع متبرعين ديون الفئات المحتاجة العالقة لدى بائعي المواد الغذائية، حيث يذهب المتبرع إلى البقال ويطلب الدفتر ويدفع ثمنه، وبهذا يكون قد فرَّج كربة شخص آخر في شهر رمضان.
وحتى صباح اليوم الأحد، 10 أبريل/نيسان 2022، شارك في مبادرة دفتر الديون أكثر من 230 شخصاً، حسب ما أعلن عنه الموقع الذي خُصص للمبادرة، هذا العدد الذي من المتوقع أن يتزايد طيلة شهر رمضان.
ما هي مبادرة دفتر الديون؟
يقول أصحاب مبادرة “كارني” إنه “في المغرب معروف أن لدى البقال “كارني” (دفتر) يدوّن فيه ديون الناس. بعض الناس تتراكم عليهم ديون البقال، ولا يعرفون كيف يدفعونها، إنه شهر رمضان، وهو فرصة لتفريج كربة هؤلاء”.
واعتبر المصدر ذاته في بيان أن “مرور المغرب بمرحلة غلاء غير محتملة بالنسبة لعدة أسر فقيرة يحمّلهم فوق طاقتهم، في المقابل يوجد بعض الناس الذين يمكنهم المساعدة ولو بالقليل، وهذه الحملة هي تحفيز وباب للخير يمكن أن يخفف عن هذه الفئة من الناس”.
وبخصوص طريقة مساعدة هؤلاء الأشخاص، يقول أصحاب المبادرة إنه “ينبغي الذهاب إلى البقال وطلب دفتر الديون، ودفع جزء من الديون أو كلها، حسب قدرة كل شخص، ثم التأكد من شطب الدين، قبل أن يتحدى خمسة أشخاص من أجل المشاركة في الحملة وتأكيدها عبر موقع التحدي”.
وأطلقت الحملة موقعاً إلكترونياً، عنوانه https://www.karny.org/about، يحتوي على زر للمشاركة، بالضغط عليه تُعلن فيه أنك قمت بتسديد مبلغ مالي عن أسرة محتاجة، وتتحدى 5 أشخاص من معارفك للقيام بنفس المهمة الإنسانية.
الزر عالي التفاعلية، ويتحول لونه من الأحمر إلى الأخضر عند الضغط عليه، هذا الزر له أهمية في الحملة، على اعتبار أنه يسمح بمعرفة عدد المشاركين، الذي تظل أسماؤهم غير معروفة.
Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website
إسعاد المحتاجين
حمزة الترباوي، منسق مبادرة دفتر الديون، قال إن “الفكرة جاءت عندما رأينا أن رمضان فيه مشكلتان، أول مشكلة هي الغلاء الذي يضرب المغرب في هذه الفترة، وكذلك مشكلة التقاليد، التي تفرض المزيد من المصاريف في هذا شهر رمضان”.
وأضاف المتحدث في تصريح لـ”عربي بوست”: “فكّرنا فقلنا دعنا نخفف الموضوع فيما يخص الديون القديمة، واخترنا ديون البقال، لأننا تخيلنا فرحة إنسان يأتي خجولاً إلى البقال ليطلب المزيد، بينما لا يزال مدِيناً، ثم يتفاجأ بأن تلك الديون لم تعد موجودة وقد دفعها شخص غير معروف”.
نحن مجموعة من الشباب التقينا في فيسبوك، كل واحد في اختصاصه، ما يعني أننا لم نكن مضطرين لدفع شيء سوى 10 دولارات تقريباً لاسم النطاق، بينما المصمم صمم الموقع، والمطور طوره، وأنا الذي تكفلت بالتواصل حوله.
وعن مدة إخراج فكرة المبادرة إلى الوجود قال حمزة في حديثه مع “عربي بوست” إن المشروع احتاج أقل من يومين من أجل تطويره فقط، مضيفاً أن “كل شيء كان متقناً وسريعاً، كان الفريق الصغير يعمل بحماس وهمّة، وهو ما فاجأني شخصياً، لقد أحبوا الفكرة وسارعوا للتنفيذ، وخرج للوجود فجر الجمعة 7 أبريل/نيسان 2022.
أما بخصوص عدد الأشخاص المشاركين في المبادرة فقال حمزة في تصريحه “لقد قررنا في هذه المبادرة ألا ننظر لعدد المشاركين لسبب بسيط، أنهم ليسوا عدد مشاهدات في يوتيوب، ما يعني أن كل رقم يزداد يعني أن أسرة ارتاحت من قرض، وأن دَيْناً قد قُضي”.
وأشار المتحدث أنه بتسجيل كل مشاركة نعرف أن شخصاً كان عليه دين سيسعد بقضائه، ونتمنى أن يصل عدد المشاركات إلى الملايين، لكن نحن ممتنون لكل مشارك على حدة، وفرحون بكل دَين على حدة.