لقت صحف عربية ولبنانية على انتخابات مجلس النواب اللبناني، التي تبدأ باقتراع اللبنانيين في الخارج يوم الجمعة 6 مايو/أيار، مركّزة إلى حد كبير على مستقبل السُّنة في ظل “عزوف” رئيس تيار المستقبل سعد الحريري عن المشاركة في العملية السياسية التي قابلها مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان بالدعوة إلى “المشاركة الكثيفة” خلال خطبة عيد الفطر .
وتناول عدد من الكتاب مستقبلَ الحريري بعد الانتخابات. فبعضهم يرى أن كلام دريان هو رسالة موجهة إلى رئيس تيار المستقبل. ويؤكد آخرون أن مقاطعة الحريري “ستعيد تكريسه زعيما للطائفة”.
ويرى كُتاب أن السفير السعودي وليد البخاري وسمير جعجع ورئيس الوزراء السابق فؤاد السنيورة “يخوضون معركة منع المقاطعة السنية”.
وكان المفتي دريان قد حذر، في خطبة عيد الفطر، من خطورة الامتناع عن المشاركة في الانتخابات النيابية، معتبرا إياها “الفرصة المتوفر لتحقيق التغيير… الذي يجب أن يكون نحو الأفضل عبر الاختيار الأصلح”.
من يرث الحريري؟
ما أن مرت أربعة أيام على تعليق الحريري عمله السياسي، حتى أعلن شقيقه الأكبر بهاء الحريري، 55 عاما، دخوله المعترك السياسي لاستكمال “مسيرة الرئيس الشهيد رفيق الحريري”.
لكن ردود الفعل على هذا الإعلان توحي بأن الطريق لن تكون بالضرورة ممهدة لبهاء. فعلى سبيل المثال، خرج النائب عن تيار المستقبل نهاد المشنوق معلقا على الإعلان بالقول إن “الارتكاز إلى بطاقة الهويّة لا يعني أنّه (بهاء الحريري) قادر على قيادة المشروع، ويحمل الخبرة في معرفة مسيرة الوالد ومتابعتها”.
جاء ذلك بينما كانت تقارير قد أشارت إلى رفض العائلة تسليم بهاء دفة القيادة، بعدما تم طرح اسمه كخليفة محتمل لأخيه الأصغر أثناء احتجاز الأخير في السعودية عام 2017
تركيبة بلا أحد أعمدتها
لا يقتصر جدل البحث عن خليفة للحريري على مستقبل عائلته السياسية فحسب. إذ أنه في ظل النظام السياسي القائم في لبنان والمعتمد على المحاصصة الطائفية، يتوزع الثقل السياسي في البلاد على زعماء الطوائف السياسية، الذين تشكل رئاستهم للأحزاب مدخلا لزعامتهم الطائفية والعكس صحيح.
لكل من هؤلاء الزعماء نفوذ في الدولة وقاعدة جماهيرية خاضعة للتمدد والتقلص أحيانا.
من هنا فإن انسحاب الحريري من المشهد، أثار تساؤلات حول مستقبل الدور السني في الانتخابات النيابية من دونه.
تراجعت الشكوك بعدما أعلن مفتي الجمهورية عبد اللطيف دريان، ورئيسا الحكومة الحالي نجيب ميقاتي، والسابق فؤاد السنيورة أن لا مقاطعة سنية للانتخابات. فترى زعماء السنة -وهم على قائمة اغنى اغنياء العرب – يخرجون بكل وقاحة للمطالبة بدعم الطائفة, والأغرب من ذلك دور دار الفتوى اللبنانية في دعم طبقة سياسية نهبت ويتّمت الطائفة
هزة للنخبة الحاكمة
ويبقى السؤال الأبرز متعلقا بما إذا كان غياب الحريري منفذا لإضعاف قبضة النخبة الحاكمة في لبنان.
فبالنسبة للنخبة السياسية، اعتزال أحد أركانها، يفتح الكوة في جدار تركيبتها، ويترك فراغا يستوجب ملأه.
لكنها لا تستبعد في الوقت ذاته أن يفسح انسحاب الحريري مجالا لدخول لاعبين جدد إلى الخارطة السياسية اللبنانية، فبرأيها، “يمكن أن يشكل انسحاب الحريري خللا على صعيد التمثيل الطائفي والتوازنات، أو إمكانية ظهور أشكال جديدة من التنظيمات السياسية أو المسلحة لملئ الفراغ”. وذلك بسبب الشهوة الكبيرة للحركات العلمانية والماسونية والإخوانية لملئ هذا الفراغ
Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website