بعد كل التحذيرات والمخاوف التي عاشها لبنان في الأشهر الأخيرة حول مصير الانتخابات، فتحت صناديق الاقتراع في 15 دائرة أمام الناخبين اللبنانيين، منذ الساعة السابعة صباح اليوم الأحد 15 مايو/أيار 2022، وفق موعدها المحدد.
وهكذا، أصبحت الانتخابات أمرا واقعا، وسيترتب على نتائجها، بعد إغلاق الصناديق ليلا، الكثير من مستقبل لبنان السياسي، وفي موازين القوى بين أقطابه المتصارعة ونخبه الحاكمة.
ويعتقد خبراء أن جوهر هذه الانتخابات يتمحور حول إشكاليات عديدة، ولكن ما يهمنا هنا هو: شكل التمثيل السياسي للطائفة السنية وحضورها في المرحلة المقبلة، التي تخوض الانتخابات لأول مرة في غياب ممثلها الأكبر “تيار المستقبل” وزعيمه سعد الحريري.:
لكن كيف بدت الأجواء في الشارع؟
رصدت الجزيرة نت الجو الانتخابي في كل من دائرة الشمال الثانية التي تضم طرابلس والمنية والضنية -حيث الغالبية السنية- والتي لها 10 مقاعد برلمانية من بين 128 مقعدا، وتتنافس فيها 11 لائحة، وهو الرقم الأعلى للوائح المتنافسة قياسا لبقية الدوائر، ويربطها البعض بنتائج غياب المستقبل.
وأمام عدد من المراكز في طرابلس، تصدر المشهد مندوبو النائب فيصل كرامي، حليف حزب الله الذي شكل لائحة بالتحالف مع كل من جمعية المشاريع الإسلامية وتيار المردة، إضافة إلى عدد كبير من مندوبي وزير العدل السابق أشرف ريفي الذي شكل لائحة بالتحالف مع حزب القوات، وهما يتنافسان مع لوائح أخرى، في طليعتها لائحة شكلها النائب السابق مصطفى علوش الذي انفك عن “تيار المستقبل” وتحظى لائحته بدعم من رئيس الحكومة الأسبق فؤاد السنيورة.
وداخل أحد مراكز الاقتراع، حيث يحضر مندوبون عن معظم اللوائح لمراقبة سير العملية التي تديرها رسميا هيئة الإشراف على الانتخابات (تابعة لوزارة الداخلية)، كان التيار الكهربائي منقطعا، وبدا ملحوظا جهل بعض الناخبين بآلية الاقتراع.
وتقول إحدى المراقبات للجزيرة نت “رصدنا عددا من المخالفات بسبب عدم معرفة بعض الناخبين بآلية الاقتراع، فحاول مندوبون الدخول معهم خلف العازل قبل تدخلنا لمنع ذلك، حفاظا على شفافية العملية وحرية الناخبين”.
وأمام إحدى المدارس في طرابلس، التي تضم مركز اقتراع، يقف الحاج محمد وهو بائع قهوة جوال، ولقد قاطع الاقتراع مبررا ذلك بقوله “لأن لا أحد من المرشحين يمثلني، لا من الطائفة السنية ولا غيرها، بعد عقود عشناها ظلما وذلا”.
ويقول للجزيرة نت “جئت هنا لأسترزق من الناخبين بفنجان قهوة لدى خروجهم من مراكز الاقتراع، وأراقب حماسة الجيل الجديد للاقتراع، وكأنه لا يدرك أن لا أمل في بلدنا”.
دوائر أخرى
واقع الحال، انسحب مشهد الاستقطاب على مختلف الدوائر الانتخابية جنوبا وبقاعا وفي بيروت وجبل لبنان، حيث تدور المعركة بين مختلف القوى السياسية والطائفية. وشهدت بعض المناطق إشكالات محدودة بين بعض مندوبي لوائح، في بعلبك وزحلة وجبيل وغيرها.
وتراقب الانتخابات عدد من الجهات غير الرسمية، وفي طليعتها الجمعية اللبنانية لتعزيز ديمقراطية الانتخابات “لادي” (LADE)؛ إذ لديها 1100 مراقب ينتشرون في مختلف الدوائر، إلى جانب كل من جامعة الدولة العربية، والشبكة العربية للديمقراطية الانتخابية وبعثة أوروبية.
وأعلنت لادي عن رصد عدد من المخالفات خلال عمليات الاقتراع، ومنها انقطاع الكهرباء، وتوقف الاقتراع بعدد من المراكز بسبب إشكالات بين المندوبين، وتعرض بعض المندوبين للاعتداء وانتشار الهتافات الحزبية أمام عدد من مراكز الاقتراع.
Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website