Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website
في الحقيقة أصبح طرح موضوع إقرار “قانون الزواج المدني” مبتذلا في لبنان. بحيث الجميع يشعر بالقرف عن السماع به!
ولكن المصيبة ليست هنا.. بعد أيام من انتهاء الانتخابات اللبنانية وفي حين يغرق الشعب اللبناني بالفقر والجوع والمأساة والظلام, من رحم هذه المعاناة ذهب بعض اللبنانيين لانتخاب وجوه جديدة تحت اسم “التغييريين” الذين توعّدوا بمحاسبة الطبقة السياسية الفاسدة التي حكمت لبنان لعقود وأنهم سيعملون على إقرار قوانين تحاسب هؤلاء وتساعد في تخفيف وقع الأزمة الاقتصادية على الشعب اللبناني. لكنهم خرجوا ليفاجئوا اللبنانيين أن الأولوية ليست للكهرباء ولا للماء ولا لأموال المودعين الذين تبخّرت, بل الأولوية عند هؤلاء هو اقرار قانون ما يسمى بالزواج المدني! وكأن الشاب اللبناني في ظل هذه الأوضاع يستطيع بالأصل ان يرتبط عاطفيًا بأحد عبر خطوبة فكيف بزواج..
في جمهورية تافهة كالجمهورية اللبنانية, يطرح الموضوع دوريا، وفي كل مرة يحتدم النقاش بين غالبية شعبه المسلم وحتى غالبية أهل الكتاب الذين يرفضون مثل هذه القوانين التي تشرّع اختلاط الأنساب وزنى المحارم وبين جماعات إما من أصحاب الشذوذ الجنسية أو جمعيات ملحدة أو جماعات “علمانية” اتت في هذا الزمن لتطرح نفسها بديلة لطبقة سياسية جوّعت وسرقت وأذلّت الشعب اللبناني.
ما هو المسمى بالزواج المدني؟
الزواج المدني (Civil marriage) هو عقد قانوني مدني غير ديني بين طرفين بالغين ينشأ بإيجاب وقبول واتفاق على إنشاء علاقة زوجية وفق فانون الدولة المدني، يتم توثيق هذا الزواج في محاكم الدولة التي تطبق القانون والدستور بين طرفين مسجلين في السجل المدني لديها أو الأشخاص المقيمين فيها.
وكلمة “المدني” في الزواج المدني تشير إلى التخلي عن القواعد الدينية الناظمة للزواج الديني، ما يعني أن الزواج المدني هو زواج يقوم على القانون الوضعي وليس القانون الشرعي ولا تطبّق فيه الحدود الشرعية للزواج الديني مثل دين الزوجين أو حضور ولي أمر الزوجة أو استحالة الطلاق، وينظر في النزاعات القائمة عنه في المحاكم المدني وليس المحاكم الشرعية.
لماذا المدني حرام؟
يواجه الزواج المدني العديد من الانتقادات في الأوساط العربية والإسلامية، كما أن العديد من دور الإفتاء العربية رفضت وحرمت الزواج المدني بشكل مطلق على اعتباره يخالف أحكام الشريعة الإسلامية
ذهب بعض الفقهاء إلى تحريم الزواج المدني تحريماً مطلقاً استناداً إلى الحديث النبوي الشريف (لا نكاحَ إلا بوليّ وشاهدَيْ عدلٍ) فالزواج في الإسلام يخضع لأحكام الشريعة والقرآن الكريم، بينما الزواج المدني يخضع لدستور وقوانين الدولة وإرادة الطرفين.
وهذا ما ذهب إليه مفتي الجمهورية (السابق) عام 2013 (الشيخ محمد رشيد قباني) من إصدار فتوى بـ “أن كل من يوافق من المسؤولين المسلمين في السلطة التشريعية والتنفيذية على تشريع وتقنين الزواج المدني ولو اختياريا هو مرتد وخارج عن دين الإسلام ولا يغسل ولا يكفن ولا يصلى عليه ولا يدفن في مقابر المسلمين”.
لماذا المدني مرفوض؟
- مخالفة التعاليم الدينية: دائمًا ما يكون الزواج المدني مخالفاً للتعاليم الدينية من حيث الشروط والإجراءات والصيغة مما يجعله منتقد من قبل الأشخاص المتدينين والمؤسسات الدينية.
- لا يوجد ضمانات للمرأة: من سلبيات الزواج المدني أنه لا يوفر ضمانات للمرأة بعد زواجها وغالباً ما يكون قصدهم هو المهر والمقدم والمؤخر والنفقة، فكل ذلك لا وجود له في الزواج المدني.
- الجمع بين زوجين من ديانات مختلفة: من سلبيات الزواج المدني أنه غالباً ما يجمع بين زوجين من ثقافة دينية مختلفة وما يتبع ذلك من خلافات على طريقة تربية الأطفال أو مثلاً الاختلاف في الطعام حيث هناك بعض الأطعمة المحرمة في كل دين، مما قد يؤدي إلى نشوء مشاكل بين الزوجين، فضلاً عن انتهاك الضوابط الشرعية للزواج المختلط دينياً.
- رفض المجتمع لهذا النوع من الزواج: ترفض أغلب المجتمعات العربية والإسلامية هذا النوع من الزواج مما يجعل الأسرة الناتجة عن هذا الزواج وخاصة في حالة اختلاف الأديان تشعر بالعزلة.
- رفض أهل الزوجين للزواج المدني: يمكن أن يقف أهل الزوجين عائق لإتمام الزواج المدني والذي غالباً ما يكون بهدف الزواج بين شخصين مختلفين في الدين تمرداً على الدين ومنساقين بالعواطف والمشاعر فغالباً ما يكون الأهل في هذه الحالة رافضين لهذا النوع من الزواج ويجعل الزوجين يتجاوزون الأهل ويعقدون هذا الزواج.