مع فشل كل محاولات إقناع الكيان الصهيوني بإلغاء أو تغيير مسار مسيرة الأعلام، المقرر انطلاقها اليوم، تتجه الأنظار إلى قطاع غزة، في ظل التهديدات التي أطلقتها فصائل المقاومة، متخوفة من إمكانية اندلاع معركة “القدس 2” على غرار ما حدث العام الماضي.
ورغم استبعاد الخبراء إمكانية تدخل المقاومة ميدانيًا ضد إسرائيل بسبب مسيرة الأعلام، يرون في الوقت نفسه أن الأوضاع قابلة للانفجار في أي لحظة، وربما قد يشهد القطاع حربًا جديدة إذا ما استمرت الانتهاكات في المسجد الأقصى.
ووافق رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت، أمس الجمعة، على تنظيم “مسيرة الأعلام” المقررة يوم الأحد في مسارها المحدد سلفا والذي يشمل المرور في البلدة القديمة من مدينة القدس ومنطقة باب العامود.
ويشار إلى أن أنصار اليمين المتشدد في إسرائيل يحتفلون بما يسمى “يوم القدس”، والذي يوافق هذا العام الأحد المقبل، وهو اليوم أو المناسبة التي حاول اليمين المتشدد خلالها تنظيم اقتحام العام الماضي للمسجد الأقصى، وانطلقت فيها معركة “سيف القدس” في العام الماضي.
مسيرة الأعلام والمقاومة
أكملت الشرطة الإسرائيلية استعداداتها للمسيرة، التي تتزامن مع الذكرى السنوية لاحتلال إسرائيل القدس الشرقية عام 1967، وفق التقويم العبري، وهو ما يسميه الإسرائيليون “يوم القدس”.
وسيتم نشر الآلاف من عناصرها في أنحاء القدس للسماح بتنظيم “مسيرة الأعلام” التي يدعي منظموها أن مرورها عند باب العامود “رمزي” ويؤكد على توحيد القدس بأكملها تحت سيادة إسرائيل، لكن السكان الفلسطينيين في المدينة يرون الإصرار على المرور عبر باب العامود والحي الإسلامي تحديا واستفزازا.
وتوعّدت الكتائب، في بيان لها، القوات الإسرائيلية “بضربات موجعة وإشعال كافة الجبهات والساحات في فلسطين إذا تعرض المسجد الأقصى وقبة الصخرة ومخيم جنين لأي عدوان”.
وذكرت أنها “أصدرت تعليمات لكافة مجموعاتها لتستمر في توجيه الضربات وتنفيذ العمليات ضد الاحتلال في كل زمان ومكان”، داعية “كافة الأجنحة العسكرية للفصائل لتوحيد البنادق وتوجيهها نحو الاحتلال”.
وكانت الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، حذرت من اقتحام المستوطنين الإسرائيليين للمسجد الأقصى عبر “مسيرة الأعلام”، والتي ستنطلق غدا الأحد، داعية الجماهير الفلسطينية إلى حالة الاستنفار العام.
معركة واسعة
اعتبر مصطفى الصواف، المحلل السياسي الفلسطيني المقيم في قطاع غزة، أن إصرار إسرائيل حتى اللحظة الأخيرة على استفزاز الفلسطينيين عبر السماح لمسيرة الأعلام بالمرور كما هو مخطط له، لن يمر مرور الكرام.
وبحسب حديثه لـ “سبوتنيك”، تحركات اليمين المتطرف والمستوطنين، واستباحة الأماكن المقدسة، والمضي قدمًا في استفزاز مشاعر المواطنين، من شأنه أن يشعل بارود الحرب، ليس في جبهة واحدة في مواجهة إسرائيل بل في كافة الجبهات الفلسطينية والجبهات المحيطة في معركة لا أحد يعلم أين ستصل.
رد فوري
في السياق، استبعد الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني مصباح أبوكرش، إمكانية أن تتعامل فصائل المقاومة الفلسطينية ميدانيا بردة فعل فورية تجاه ما يمكن أن يقوم به المستوطنون من جرائم تحت الحراسة الإسرائيلية، فأسلوب الرد المقاوم المرحلي على الجرائم الإسرائيلية سيكون صادما للجميع حسب بعض التقديرات.
وبحسب حديثه لـ “سبوتنيك”، موقف فصائل المقاومة الفلسطينية كان واضحا منذ البداية حيث أعلنت أن أي مساس إسرائيلي بالمسجد الأقصى المبارك أو محاولة تغيير للواقع فيه سيؤدي إلى تفجير
معركة جديدة، وطبيعي جدا أن يكون اختيار توقيت القيام بذلك متروكا لتقديرات جهات الاختصاص في هذه الفصائل التي ترصد جيدا الأوضاع في الميدان والرسائل الموجهة التي تردها عبر الإعلام العبري وغيره من وسائل الإعلام التي لا تريد للمقاومة الفلسطينية النجاح والتقدم.
وتابع: “يد المقاومة الفلسطينية في غزة على الزناد وهذا بحد ذاته يربك حسابات الحكومة الإسرائيلية ومستوطنيها رغم كل محاولات إثباتهم عكس ذلك، كل العالم يتابع الحدث في فلسطين لأن فيها فصائل مقاومة قادرة على الفعل وهو ما أثبتته معركة سيف القدس التي زلزلت فيها صواريخ المقاومة أركان هذا الكيان وجعلته يفقد الشعور بالأمن والاستقرار”.
ويرى أبوكرش أن الوضع قابل للانفجار في أي لحظة لكن حسابات ذلك ستكون مدروسة ولن تخضع لأي ردات فعل عاطفية كما يعتقد البعض أو يحاولون جر المقاومة الفلسطينية لها.