تلقّت الحركة الوهابية صفعة جديدة من الحكومة السعودية إذ اجبرتها على اعادة تنظيف وترتيب مكان ولادة النبي محمد صلى الله عليه وسلم والذي كان مكتبة عامة يفتتحونها جزئيًا ويتّخذونها مقرًّا لنشر كتيّبات ومنشورات تروّج للفكر الوهابي، اعتبر مراقبون ان هذه الصفعة ما هي إلا تمهيد لافتتاحها بشكل كامل في المستقبل القريب وبدون القيود الوهابية.
لطالما دأبت الحركة الوهابية على إهانة كل أثر يعود لسيدنا فخر الكائنات محمد صلوات الله وسلامه عليه. وبعد ان حوّل هذا الفكر الشاذ مكان ولادة الرسول في بادىء الأمر الى مكان للدواب ثم الى مراحيض عامة، افتتحته كمكتبة واغلقته و منعت أي شخص من الاقتراب من هذا المكان على مدى عقود من الزمن.
إن التاريخ الوهابي ممتلىء بمثل هذه الافعال الشنيعة، فمنهم من طالب بإحراق الحجرة النبوية الشريفة، ومنهم من طالب بهدم القبّة الخضراء، ومنهم من وصل به الأمر الى تقديم مشروع نقل جسد اعظم مخلوق طِبّ القلوب ودواءها سيدنا محمد عليه أتمّ الصلاة والتسليم.
بالإضافة الى ما سبَق، اتّخذ الوهابيون ذريعة توسعة المسجد الحرام غطاءًا لهدم واخفاء كل اثر من الاثار التاريخية الاسلامية التي تعود لزمن النبوّة. لذلك، بعض الحجاج الحادبين على المكان يخشون أن تصله التوسيعات الجارية حاليا في الحرم المكي، إلا أن الأمين العام للعاصمة المقدسة مكة المكرمة أسامه بن فضل البار أكد أن التوسيعات الجارية لا تشمل المكتبة، وحتى إذا امتدت مستقبلا إلى تلك المنطقة فسيتم الحفاظ عليها.
في نهاية المطاف، يرتبط عدد غير قليل من مرتادي المسجد الحرام بعلاقة وجدانية مع منطقة مكتبة الحرم والتي يُعتقد انها مكان ولادة الرسول، فما بيديهم من آثار يؤكد لهم أن المكان المذكور هو مكان مولد النبي صلى الله عليه وسلم، وما بقلوبهم من حنين وشوق يدفعهم إلى التردد مرات ومرات إلى تلك المنطقة التي تقع ضمن المسجد الحرام، وربما ما بألسنتهم من دعاء وبعيونهم من دموع كفيل بأن يكون مجاديف لسفينة الأشواق وهي تمخر بحر الأنوار بين المسجد العتيق والبيت الحرام.
Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website