أدان الأزهر الشريف، الإثنين 6 يونيو/حزيران 2022، التصريحات الصادرة عن مسؤولين في حزب “بهاراتيا جاناتا” الحاكم في الهند، والتي حملت إساءة للنبي محمد ﷺ وزوجاته؛ لتنضم بذلك مصر إلى عدة دول عربية استنكرت التصريحات، التي أثارت غضباً واسعاً.
الأزهر، وفي بيان نشره على حسابه الرسمي في موقع فيسبوك، قال إن “الإساءة لرسول الإسلام وأزواجه بذاءة وجهل فاضح بعلم مقارنة الأديان وتاريخ الأنبياء والرسل”.
أضاف الأزهر أنه يدين ويستنكر تلك التصريحات لما حملته من “تطاول وسوء أدب في الحديث عن رسول الله محمد ﷺ وزوجه أم المؤمنين الطاهرة المطهرة السيدة عائشة”.
كان المتحدث باسم حزب “بهاراتيا جاناتا”، نافين كومار، قد أثار غضب المسلمين بحديثه عن النبي محمد وزوجاته، عبر تغريدة كتبها في حسابه على تويتر.
الأزهر أشار إلى أن كلام المسؤول الهندي يكشف عن “جهل فاضح بتاريخ الأنبياء والمرسلين وسيرتهم، وكيف أنهم كانوا يمثلون القمم العليا للآداب والفضائل والأخلاق، وأن الله عصمهم من الوقوع في الرذائل وما تكرهه النفوس الطاهرة المستقيمة”.
اعتبر الأزهر أن تصرف المسؤول الهندي المسيء للنبي محمد “هو الإرهاب الحقيقي بعينه، الذي يمكن أن يُدخل العالم بأسره في أزمات قاتلة وحروب طاحنة، ومن هنا فإن على المجتمع الدولي أن يتصدَّى بكل حزمٍ وبأس وقوَّة لوقف مخاطر هؤلاء العابثين”.
أضاف الأزهر أن “ما يلجأ إليه بعض المسؤولين السياسيين مؤخراً من إساءة للإسلام وإلى نبيه الكريم، نبيِّ العفة والأدب والطهارة، لكسب تأييدِ أصوات في انتخابات الأحزاب، وتهييج مشاعر أتباعهم ضد المسلمين؛ هو دعوة صريحة للتطرف وبث الكراهية والفتنة بين أتباع الأديان والعقائد المختلفة”.
كذلك شدد الأزهر، في بيانه، على أن مثل هذه التصرحات لا تصدر إلا من “دعاة التطرف وأنصار الكراهية والفتنة، وأعداء سياسة الحوار بين أتباع العقائد والحضارات والثقافات المختلفة”، داعياً إلى ضرورة التصدي لـ”المتاجرين بالأديان والمقامرين بالقيم الإنسانية في بورصة الانتخابات والسياسة”.
Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website
غضب كبير من الهند
كانت المملكة العربية السعودية وقطر والكويت ومنظمة التعاون الإسلامي قد شجبت، الأحد 5 يونيو/حزيران 2022، التصريحات الهندية المسيئة للنبي، بعد موجة غضب واسعة شهدتها بلدان عربية.
استدعت كل من قطر والكويت السفير الهندي لدى الدولتين، وأبلغتا نيودلهي رفضهما للتصريحات التي خرجت من مسؤولين بالحزب الحاكم.
بدوره، قال حزب “بهاراتيا جاناتا”، أمس الأحد، إنه أوقف المتحدثة باسم الحزب نوبور شارما عن العمل، رداً على تعليقاتها حول النبي محمد التي أدلت بها خلال مناظرة تلفزيونية.
أضاف الحزب، في بيان على موقعه على الإنترنت، أنه يحترم جميع الأديان قائلاً: “حزب بهاراتيا جاناتا يدين بشدة إهانة أي رموز دينية لأي دين”.
شارما كتبت على تويتر أنها “قالت بعض الأشياء رداً على تعليقات تم الإدلاء بها متعلقة بإله هندوسي، لكن لم تكن هناك نية أبداً لإيذاء المشاعر الدينية لأي شخص”، وأضافت: “إذا كانت كلماتي تسببت في إزعاج أو جرح للمشاعر الدينية لأي شخص على الإطلاق، فإنني أسحب بياني دون قيد أو شرط”.
كذلك أعلن مكتب الحزب طرد نافين كومار، وهو متحدث آخر باسم حزب “بهاراتيا جاناتا”، من الحزب بسبب تعليقاته عن الإسلام، وأضاف بيان الحزب: “حزب بهاراتيا جاناتا يعارض بشدة أيضاً أي فكر يهين أو يحط من قدر أي طائفة أو دين… ولا يروج الحزب لمثل هؤلاء الأشخاص أو لهذه الفلسفة”.
كانت التصريحات الرسمية الهندية قد أدت إلى انتشار وسم #إلا_رسول_الله_يامودي على موقع تويتر، والذي تضمن عشرات آلاف التغريدات المُنددة بإساءة نيودلهي للنبي محمد.