تُعد جزر المالديف واحدة من أشهر الوجهات السياحية في العالم، خاصة لأولئك الباحثين عن إجازة رومانسية، أو قضاء شهر العسل على شواطئ ذات رمال بيضاء ساحرة.
لكن إلى جانب كون هذه الجوهرة في المحيط الهندي هي أشهر وجهة سياحية، لجزر المالديف تاريخ فريد وبوتقة ثقافية فريدة من نوعها من التأثيرات السريلانكية والماليزية والشرق أوسطية والإندونيسية والإفريقية، ويعيش شعبها حياة “إسلامية محافظة”، تختلف جذرياً عن المنشورات السياحية الترويجية للجزر.
1– تاريخ تأسيسها
على الرغم من ندرة سجلات تاريخ ما قبل الإسلام في جزر المالديف، فإن هناك بعض الأدلة الأثرية التي تشير إلى أن الجزر كانت مأهولة بالسكان منذ 1500 عام قبل الميلاد، من قبل الشعوب البوذية الذين تعود أصولهم، على الأرجح، إلى سريلانكا وجنوب الهند.
وتشير بعض المصادر إلى أن إنشاء المملكة الأولى في جزر المالديف كان من قبل ابن ملك منطقة “كالينجا” الهندية، الذي نُفي إلى الجزيرة التي كانت تسمى “ديفا معاري” في ذلك الوقت، ثم أصبح الإسلام دين الدولة بعد أن وصل إلى جزر المالديف سنة 1153 رجل مغربي يُدعى أبا البركات يوسف البربري حاملاً معه رسالة الإسلام.
وتعاقب عليها الاحتلال الأجنبي من الهولنديين عام 1656 إلى أن طردهم البريطانيون عام 1796، ثم نالت المالديف استقلالها في عام 1965.
2– الجزر قد تختفي يوماً ما
جزر المالديف هي “أرفع” دولة على وجه الأرض، بمتوسط ارتفاع 1.5 متر عن مستوى سطح البحر، وهو الأمر الذي يجعلها في خطر أن تغمرها المياه لو ارتفع منسوب البحار بسبب الاحتباس الحراري، وهو ما دفع رئيس جزر المالديف آنذاك “محمد نشيد” لعقد اجتماع وزاري غير تقليدي في 2009 في قاع البحر.
وقع الوزراء الأحد عشر وثيقة تدعو إلى تخفيضات عالمية لانبعاثات الكربون، باعتبار هذا الاجتماع صرخة رمزية للمساعدة على محاربة ارتفاع مستويات سطح البحر التي تهدد بغمر معظم المناطق المنخفضة في جزر المالديف بحلول عام 2100.
وبعد الاجتماع بيعت ملابس الغوص التي ارتداها الوزراء الذين حضروا الاجتماع بعد التوقيع عليها لجمع الأموال لحماية الشعاب المرجانية، كما اقترح الرئيس “نشيد” إنشاء صندوق لمساعدة السكان إذا احتاجوا إلى مغادرة الجزر يوماً ما.
Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website
3– أقل من خمس الجزر مأهولة بالسكان
في حين أن هناك حوالي 1200 جزيرة، إلا أن 200 منها فقط مأهولة بالسكان الذين يبلغ تعدادهم 400.000 نسمة، وحتى عام 2009 كان من المستحيل على السياح زيارة الجزر المأهولة بسبب الحظر الذي فرضته الحكومة عام 1984.
بدأت السياحة في جزر المالديف عندما تم افتتاح عدد قليل من المنتجعات في السبعينيات، وسرعان ما توافد الغواصون وراكبو الأمواج والسياح على الجزر، لمشاهدة الشعاب المرجانية تحت الماء وركوب الأمواج.
مع نمو السياحة وانتعاش المنتجعات بالسياح الأوربيين بدأت الحكومة تقلق بشأن حماية “سلامة الثقافة الإسلامية” في البلاد، فأصدرت قانوناً يحظر إقامة السياح في أي مكان آخر غير المنتجع. ولا يُسمح لهم بزيارة الجزر المأهولة بالسكان المحليين.
منذ رفع هذا الحظر عام 2009، يمكن للزوار رؤية الثقافة المحلية للسكان ما وراء المنتجعات والأكواخ الفاخرة.
4- نسبة المسلمين هي 100%
%100 من الشعب المالديفي مسلم، كما ينص دستور عام 2008 على أن الإسلام هو الدين الرسمي للدولة ولا يجوز لغير المسلمين أن يصبحوا مواطنين، ويحظر على مجلس الشعب سن أي قانون يخالف تعاليم الإسلام.
لذا هناك انقسام واضح في أنماط حياة السائحين الموجودين في المنتجعات والسكان المحليين، فالمسلم المالديفي يلتزم بقواعد اللباس التي تنص على الاحتشام، وفقط في منتجعات الجزيرة ستجد سائحين يرتدون البكيني.
وعلى الرغم من السماح بالكحول في المنتجعات التي تخدم السياح، فإنه يحظر تداولها أو بيعها في الجزر المأهولة كما أن الشعب لديه نسبة منخفضة جداً من الأمية لا تتجاوز 1%.
5- شواطئها من أندر الشواطئ في العالم
تشتهر شواطئ جزر المالديف البيضاء والنقية بجمالها المذهل، ولكن إلى جانب مظهرها الجميل، هناك سبب آخر لكون هذه الشواطئ مميزة للغاية – فهي مصنوعة من المرجان.
وعلى عكس معظم الشواطئ المكونة من الرمل والحصى الصغيرة، يتكون الشاطئ المرجاني من الطحالب المجففة وقطع المرجان المطحونة التي تجرفها الأمواج، وتتحول إلى اللون الأبيض بفضل أشعة الشمس، كما أنه على عكس الرمال العادية، رمال شواطئ المالديف لا تكون حارة جداً بسبب أشعة الشمس، وهذا النوع من الشواطئ نادر جداً ويشكل حوالي 5٪ فقط من شواطئ الكوكب.
وتعد جزر المالديف مركزاً لأنواع مختلفة من الحياة البحرية، أبرزها سمكة “قرش الحوت”، ويمكن أن يصل طول هذه المخلوقات الهائلة إلى 6 أمتار، والتي على الرغم من حجمها، فإنها لا تشكل أي خطر على البشر، وتعيش على نظام غذائي من العوالق.
6- كانت عملتها من صدف البحر!
في القرن التاسع عشر، استخدمت الأصداف باعتبارها نوعاً من أنواع العملات، وكانت جزر المالديف مليئة بها، لكن ليس فقط أي صَدَفة قديمة إنما نوع محدد اسمه “صدفة كاوري” المستوطنة في المحيط الهندي، والتي كانت متاحة بسهولة في جزر المالديف وظهرت معها تجارة كاملة “للأموال الصدفية” في الجزر، فأصبحوا يشترون ويبيعون بضائعهم باستخدام تلك الصدفات، واليوم ستجد رسم “صدفة الكوبري” على عملاتها المعدنية، ولكن لم يعد لـ”صدفات كاوري” أي قيمة مادية اليوم.