انتشر مقطع فيديو مترجم بالعربية عن نهج لزيادة محتوى المثلية الجنسية في ديزني تسعى له رئيسة شركة إنتاج الرسوم المتحركة، كاري بيرك، وهي أمّ لطفلين أحدهما متحول جنسياً، والآخر ثنائي الميول الجنسية، ورغم أن المقطع الأصلي لحلقة برنامج ميجين كيلي بُثت في نهاية مارس/آذار 2022، إلا أن انتشار الفيديو فجّر نقاشات وتساؤلات حول محتوى المثلية الجنسية في ديزني والمحتوى الجنسي بشكلٍ عام ضمن أعمال تنتج بشكلٍ أساسي للأطفال، لكن إلى أي حد يشكل هذا المحتوى جزءاً من أعمال ديزني؟
رئيسة ديزني أمّ لطفلين “متحول جنسياً وثنائي الميول” تريد مزيداً من محتوى المثلية
تحدثت رئيسة ديزني في مقطع الفيديو المسرّب من أحد اجتماعات الشركة عن سعي ديزني لوضع أكبر عدد ممكن من المحتوى الداعم لمجتمع الميم (LGBT)، وهو مصطلح يشير إلى مجتمع مثلي الجنس والمتحولين جنسياً في أفلام ديزني، إذ تريد إحدى أكبر شركات الترفيه في العالم أن تصبح هذه الشخصيات موجودة في كل أفلام ديزني.
وبينما كانت كاري بيرك تعبر عن سعادتها وتبكي بدموع الفرح لتوجه ديزني الجديد، خصوصاً مع إشارتها إلى التوجه الجنسي لأبنائها، وموافقتها على رؤية ديزني بأن عدد الأبطال الخارقين من التوجهات الجنسية المثلية محدود، علقت مقدمة البرنامج ميجين كيلي على المكالمة وانتقدت التوجه الجديد لديزني، وتعتبره غير ضروري وتخطياً للحدود، وقالت صراحةً إنها لا تريد أن تمرر هذه الأفكار إلى الأطفال، خصوصاً أنه يمكن صنع أفلام لتعليمهم أموراً أهم مثل اللطف والتسامح ومساعدة الآخرين.
المثلية الجنسية في ديزني بعد قانون يمنع الحديث مع الأطفال حولها
في المكالمة ذاتها التي أثارت ضجة غربياً قبل أشهر، تحدثت موظفة أخرى في الشركة عن قيامها بإلغاء استخدام الضمائر الجنسانية (هو، وهي) في جميع القطاعات منذ صيف 2021، وذلك ضمن وصفها كيف أن ديزني تعتبر بيئة صديقة للمثليين، إذ قالت فيفيان وير، مديرة التنوع والشمول في ديزني: “أزلنا جميع التحيات الجنسانية، لذا، لم نعد نقول سيداتي وسادتي، أولاد وبنات.. بل نقول أهلاً بالجميع أو مرحباً أيها الأصدقاء”، وفق ما نقلته صحيفة New York Post الأمريكية.
ولا تخفي ديزني أجندتها حتى خارج أعمالها، فقد تزامنت هذه القرارات مع قانون وقعه حاكم ولاية فلوريدا (رون ديسانتيس) ليحظر على معلمي مدارس الولاية مناقشة موضوعات الميول الجنسية الأخرى مع الطلاب قبل الصف الرابع، لكن ديزني شجبت وأدانت القانون الذي عُرف باسم “لا تقل مثلي الجنس”.
كما تعهدت بالقتال لإلغائه في بيان قالت فيه: “هدفنا كشركة هو إلغاء هذا القانون من قبل الهيئة التشريعية أو إبطاله في المحاكم، وسنظل ملتزمين بدعم المنظمات الوطنية والحكومية التي تعمل على تحقيق ذلك”، ووقتها أيضاً نظم بعض موظفي ديزني إضرابات واحتجاجات ضد مشروع القانون، كما أرسلت الشركة داخلياً لموظفيها رسائل تؤكد حرصها على “حقوق مجتمع الميم”.
وقد أشار تقرير صحيفة The Guardian البريطانية إلى أن ديزني التي لا تتدخل عادةً في الكثير من القضايا الاجتماعية المثيرة للجدل، وعلقت على هذا القانون، تسهم بملايين الدولارات لدعم السياسيين الجمهوريين والديمقراطيين، واعتبرت ذلك “يضمن علاقة حميمة بين شركة ميكي ماوس وحكومة الولاية”.
أنشطة وأعمال لدعم المثلية الجنسية في ديزني
كانت ديزني تغازل مجتمع المثليين وتدعمهم رمزياً على مدار سنوات، وتحديداً منذ عام 2018، مثل سماحها ببيع الهدايا التذكارية بألوان قوس قزح داخل حدائق الشركة الترفيهية، واستضافة فعاليات واحتفالات لـ”أيام المثليين السنوية”، ورغم تعرضها لهجوم من المشرعين المحافظين، على مدار أشهر لاحقة من رفضها لأي قوانين لا تصب في صالح مجتمع المثليين، إلا أنها استمرت في الدعم واتخذت خطوات أكبر.
Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website
إذ بدأت في مايو/أيار 2022، تسويق وترويج المنتجات المصحوبة بألوان قوس قزح تحت اسم Pride Collection، وقالت إن أرباح مبيعات القمصان وآذان ميكي ماوس والألعاب القطيفة وغيرها من الهدايا التذكارية المباعة ستذهب إلى مجموعة من منظمات الدفاع عن “مجتمع المثليين”، وذلك حتى نهاية يونيو/حزيران 2022، وفق تقرير صحيفة Los Angeles Times الأمريكية.
أما على صعيد الشخصيات التي ظهرت في أفلام ديزني وتدعم أو تمهد لظهور شخصيات مثلية جنسية، فقد بدأ مع فيلم Zootopia عام 2016، الذي ظهر فيه جيران جودي Bucky وPronk باعتبارهما زوجين مثليين، وقد أكد ذلك مخرجا الفيلم، جاريد بوش، وبايرون هوارد، والقاني يعلن ميوله الجنسية المثلية.
أيضاً؛ في عام 2017 في فيلم “الجميلة والوحش Beauty and the Beast” ظهرت شخصية مختلفة عن النسخة المتحركة لعام 1990، حيث ينجذب LeFou إلى Gaston، وخلال المشهد الأخير لرقص الشخصيات، يظهر LeFou وهو يرقص مع رجل آخر، ورغم رفض بعض الدول هذه المشاهد وطلب حذفها من ديزني، إلا أنها أصرت على عدم الحذف، مثل حالة ماليزيا التي أشار لها تقرير هيئة الإذاعة البريطانية (BBC).
لكن؛ بشكلٍ عام فقد وجهت الكثير من الانتقادات لديزني على مدار تاريخها بسبب التلميحات الجنسية عموماً وبعيداً عن المثلية الجنسية في عدد من أشهر أفلامها المقدمة للأطفال بشكل أساسي وإن كان يشاهدها الكبار أيضاً، إذ أردف تقرير لصحيفة The Independent البريطانية 17 عملاً به تلميحات جنسية صريحة أو مبطنة في عدد من أشهر أفلام ديزني، مثل أفلام Toy Story وFrozen إوAladdin وRatatouille.