قال عمرو خالد في المدينة الرياضية في تجمّع له مع من انخدعوا به: [دخول الجنة مرتبط بالنبي، كل المؤمنين من كل الأديان، كل عبر الصراط، كل الذين نجوا عبر الصراط] اهـ .
الرد
في هذه العبارة ضلالتان خطيرتان لا يتفوه بهما طالب علم صغير فضلا عن العلماء والعقلاء.
الضلالة الأولى: قال كل المؤمنين يعبرون الصراط والصواب أنه ليس كل المؤمنين يعبرون الصراط فالمعلوم أن بعض المؤمنين لا بد وأن يعذبوا في نار جهنم بعد وقوعهم عن الصراط ولا يخلدون في نار جهنم إذ لا يخلد فيها إلا الكافر والأدلة على ذلك كثيرة من الكتاب والسنة والإجماع فمن المعلوم من الدين بالضرورة أن عصاة المؤمنين الذين ماتوا من غير توبة منهم من يغفر الله لهم بفضله ومنهم من يعذبهم بعدله وقد قال تعالى {إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء} [ سورة النساء] والدليل على صحة ما نقول ما رواه البخاري عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أنه قال [يخرج من النار من قال لا إله إلا الله وفي قلبه وزن ذرة من الإيمان]. اهـ .
وأما الضلالة الأخرى: فيعتبر أن كل الأديان فيها مؤمنون ففي هذا الكلام خلط وخبط. فليعلم عمرو وغيره أن الإسلام هو دين جميع الأنبياء من أولهم ءادم إلى ءاخرهم محمد عليهم الصلاة والسلام ، فالأنبياء دينهم واحد أي عقيدتهم واحدة فكلهم يؤمنون بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وبالقضاء والقدر خيره وشره من الله تعالى أما من حيث الشرائع فشرائعهم مختلفة أي يوجد بعض الإختلاف في مسائل العبادات والمعاملات وغيرها من مسائل الفروع وإنما جاء هذا الإختلاف بسبب إختلاف مصالح العباد بين أمة وأخرى ولذلك يقال شرائع سماوية ولا يقال أديان سماوية إذ أنه لا يصح إطلاق لفظ “مؤمنون” إلا لمن دان بدين واحد الذي هو دين الأنبياء جميعا وهو دين الإسلام فدين الإسلام هو الدين السماوي الوحيد فلو قال المؤمنون هم أتباع الأنبياء ولو إختلفت شرائعهم لما اعترضنا عليه في هذا لأن كل الأنبياء والذين إتبعوهم بإحسان هم مؤمنون حقا لكن لا يقال المؤمنون من الأديان المختلفة لأن الإسلام هو دين جميع الأنبياء.
ألم يقرأ عمرو خالد قوله تعالى {إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ (19)} [سورة ءال عمران] ألم يسمع بقوله تعالى {وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ (85)} [سورة ءال عمران] أما بلغه قوله تعالى عن سيدنا عيسى {فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللّهِ آمَنَّا بِاللّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ (52)} [سورة ءال عمران] وقول الله تعالى عن سيدنا سليمان {إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (30) أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ (31)} [سورة النمل]، ألم يبلغه أن النبي عليه الصلاة والسلام قال عن الأنبياء [دينهم واحد] رواه البخاري . فإن كان بلغه ومع ذلك حرّف أو كان لم يبلغه ومع ذلك تكلم في مثل هذا الأمر الذي هو أصل في الدين بغير علم فهو-في الحالين- غير أهل ليؤخذ منه علم الدين. وصدق الجنيد البغدادي رضي الله عنه حيث قال:
فساد كبير عالم مُتـَهَتـّك….وأعظم منه جاهل مُتـَنـَسّك
هما فتنة في العالمين كبيرة….لمن بهما في دينه يتمسكُ
Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website