يرتبط عيد الأضحى في مصر بطقوس وعادات لا تقتصر فقط على نحر الأضاحي، بل تمتد إلى تناول أطباق شهيرة بينها “الفتة”، وزيارة المقابر ومعايدة الأهل والجيران.
ويتمسك المصريون بالعديد من المناسك الدينية والاجتماعية في عيد الأضحى تبدأ مبكراً حيث تعمد الأسر المصرية على إعداد بيوتها بالصورة المناسبة للاحتفال، ومن ثم شراء مستلزمات العيد من ملبس ومأكل.
ويطلق على عيد الأضحى اسم “العيد الكبير” نظراً لزيادة عدد أيام الإجازة به (عادة 4 أيام) مقارنة بعيد الفطر (3 أيام).
كما يطلق عليه “عيد اللحمة” حيث لا يخلو بيت من اللحوم؛ فحتى الأسر الفقيرة، التي لم تتمكن من شراء الأضحية، تجمع ما يمكنها من المال لتنفقه على شراء اللحمة التي يعد وجودها على مائدة المصريين أبرز معالم عيد الأضحى.
صلاة العيد
ومع فجر أول أيام العيد يرتدي المصريون الملابس الجديدة ويغلب عليها “الجلابيب” البيضاء لمحاكاة حجاج بيت الله الحرام، ويبدأون في التوافد على الساحات لأداء صلاة العيد والاستماع إلى الخطبة، ومن ثم تبادل التهاني داخل الساحات.
العيدية
بمجرد انتهاء رب العائلة من صلاة العيد حتى يجد أولاده وأطفال العائلة الصغار مصطفين بملابسهم الجديدة وابتسامة الترقب على وجوههم في انتظار العيدية (مبلغ مالي رمزي اعتاد الكبار على منحه للأطفال فرحاً بقدوم العيد).
وتكون الفرحة لدى الأطفال أكثر حينما تكون النقود جديدة؛ حيث يتجه غالبية المصريين للبنوك قبيل العيد لتغيير النقود إلى أخرى أصغر في الفئة وأجدد في الشكل.
نحر الأضاحي
عقب الصلاة يتوجه رب الأسرة إلى المنزل بصحبة الجزار لذبح الأضحية وسط جمع من الأهل والأقارب وحتى الأطفال الذين ينتظرون هذا المشهد سنوياً كنوع من أنواع البهجة داخل البيوت.
Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website
وعند إتمام عملية الذبح، يتجمع الفقراء والمحتاجون أمام منازل ذبح الأضاحي؛ لنيل نصيبهم من اللحوم.
زيارة المقابر
ظاهرة مصرية وعادة متوارثة يقبل عليها العديد من المواطنين خلال الأعياد وتنقسم إلى ليلتين في الريف (دلتا النيل/شمال) فتبدأ بالأطفال والرجال يوم وقفة عرفات.
ويصطحب الآباء أبناءهم إلى المقابر حاملين بعض الشموع والورود لوضعها على مقابر ذويهم والدعاء لهم وتوزيع الصدقات على الفقراء والمحتاجين بمحيط المدافن.
وصباح العيد، تذهب النساء بالجلباب الأسود إلى المقابر دون الرجال، وأحياناً تجد عدداً من مقرئي القرآن يفترشون طرقات المدافن يطلبهم البعض لقراءة بعض الآيات القرآنية كنوع من الصدقات على موتاهم.
الفتة والكبدة
عقب إتمام عملية الذبح، تبدأ بعض الأسر في إنضاج الكبدة الخاصة بالأضحية لتزين مائدة الإفطار، فيما تنظم أخرى طبقي “الفتة”، و”الرقاق”، وتعدان من الأكلات المصرية الشهيرة، والمعروفة تاريخياً.
و”الفتة” هي خبز يقطع إلى فتات صغيرة، يكسوها أرز ومرق اللحم والصلصة الحمراء أحياناً، فيما “الرقاق” عبارة عن رقائق مصنوعة من دقيق القمح، تطعّم بمرق اللحم وتُحشى بلحم مفروم.
زيارة الأقارب والجيران
في ريف مصر(دلتا النيل/شمال) وصعيده (جنوباً) بشكل خاص، يبدأ الأهالي عقب تناول الإفطار في المرور على كل بيت بالقرية أو على الأقل في حدود الجيران، للسلام على أهله وتهنئتهم بالعيد.
ولا تستغرق عملية المعايدة على كل بيت إلا دقائق معدودة، لكن تلك العادة غالباً ما تختفي في المدن الكبرى كون الغالبية لا تعرف بعضها البعض.
الحدائق والميادين
وتشهد الحدائق والمتنزهات العامة إقبالاً كبيراً من قبل الأسر المصرية خلال أيام العيد للفسحة والتنزه؛ حيث تزدحم الميادين بالباعة والوسائل الترفيهية التي تلقى عامل جذب كبير وخاصة من قبل الأطفال، فيما تنتشر الكثير من ألعاب الأطفال، بينها دمى على شكل “خراف” تلقى رواجاً خلال عيد الأضحى.
بهجة ممتدة منذ الفراعنة
تلك الطقوس المرتبطة بعيد الأضحى، يعتبرها، أستاذ الأدب الشعبي والمتخصص في الفلكلور الشعبي، خالد أبوالليل، مترسخة ومتغلغلة لدى المصريين، لا سيما في الريف والمناطق الشعبية.
ويضيف أبو الليل، للأناضول، أن المصريين حتى بعد هجرتهم من الريف للمدن حافظوا على تلك الطقوس، وإن قلت نظراً لتغيرات اجتماعية واقتصادية إلا أنها موجودة حتى أن بعضهم يعود للقرية للشعور ببهجة العيد.
ويشير إلى أن غالبية العادات امتداد للثقافة الفرعونية وما بعدها، وتطورت بفعل عامل الزمن ومستحدثات الأمور.
Source: Arabic Post