حين عُرض فيلم “The Conjuring 2” عام 2016 حقق نجاحاً كبيراً في صالات العرض، خاصةً أنه كان جزءاً من سلسلة أفلام ناجحة عن قصة زوجين يحققان في أحداث غامضة وادعاء عائلة بريطانية وجود روح شريرة تسكن منزلهم وقلبت حياتهم رأساً على عقب.
لكن ما لا يعلمه كثيرون، أن قصة الفيلم مبنية على مجموعة من أحداث غامضة، حدثت فعلاً في لندن، بين عامي 1977 و1979، ادعت فيها عائلة تدعى “هودجسون” مكونة من أم وبناتها الأربع، وجود روح شريرة تسكن منزلهم و”تتلبس” إحدى الفتيات.
ومع أن الادعاءات المشابهة كثيرة، فإن هذه القضية بالذات أثارت جدلاً واسعاً، بسبب وجود كثير من التسجيلات الصوتية والصور، والفيديوهات، التي وثقت ما حدث، واشتراك عديد من الأشخاص المهتمين في تفسير هذه الظواهر الخارقة للطبيعة والأحداث الغامضة، وصحفيين اعتقدوا بصحة هذه الأحداث.
وفريق آخر من صحفيين وأطباء نفسيين وحتى لاعبي خفة، حاولوا إثبات أن ما يحدث لم يكن سوى خدعة من فتاة صغيرة ذكية وموهوبة جداً، وبمساعدة عائلتها للحصول على الشهرة والمال.
القصة الحقيقية لفيلم “The Conjuring 2”
في مقابلة على الهواء عام 2012، وصفت “جانيت هودجسون” الليلة الأولى التي بدأت فيها سلسلة الأحداث الغامضة
في أغسطس/آب 1977، استدعت الأم “بيجي هودجسون”، الشرطة إلى منزلها بمنطقة “إنفيلد” في لندن، مدعيةً أنها شاهدت الأثاث يتحرك وأن اثنين من أطفالها الأربعة قالوا إن أصوات طرقات سمعت على الجدران.
وادعى شرطي في تقريره، أنه بعد وصوله لمنزل عائلة “هودجسون” رأى كرسياً يتحرك وحده! ولكن لم يتمكن من تحديد سبب الحركة.
غادرت الشرطة منزل العائلة المرعوبة، ولكن مزيداً من الأحداث الغامضة حدثت لاحقاً.
Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website
تضمنت الادعاءات خلال الأيام التالية، سماع أصوات مخيفة وعالية، وأثاث يتحرك من مكانه في منتصف الليل.
لجأت “بيجي” في النهاية إلى الصحافة للحصول على المساعدة، وتواصلت مع صحيفة “ديلي ميرور”، التي أرسلت المصور “جراهام موريس” إلى المنزل لالتقاط بعض الصور.
وحين وصل “موريس” الى المنزل لم يكن مستعداً لما سيراه، ومن الجيد أنه كان معه كاميرا لتوثيق ما حدث، فالتقط عدة صور كانت مرعبة لمن يشاهدها.
من بين هذه الصور صورة “لجانيت” ذات الـ11 عاماً ألقتها الروح الشريرة عبر غرفة نومها بينما تشاهدها شقيقتها مارغريت في رعب، تماماً كما حدث في فيلم “The Conjuring 2”.
وقال موريس عن زيارته: “كانت الفوضى في كل مكان، وبدأت الأشياء تتطاير، وكان الناس يصرخون”.
جذبت القصة انتباه الزوجين “إد ولورين وارن” وهما الشخصيتان اللتان تظهران في قصة فيلم “The Conjuring 2″، يصف الزوجان أنفسهما بأنهما محققان في الأحداث الغامضة وقصص الأحداث الخارقة للطبيعة.
زار آل “وارن” منزل “إنفيلد” في عام 1978، وكانوا مقتنعين بأن الأحداث لها تفسير خارق للطبيعة.
لاحقاً وعلى مدار 18 شهراً، قال أكثر من 30 شخصاً، من ضمنهم الجيران وبعض الباحثين النفسيين وصحفيين، إنهم شهدوا بأنفسهم أحداثاً غامضة ورأوا أثاثاً ثقيلاً يتحرك من تلقاء نفسه، وأغراضاً تُلقى عبر الغرفة، وشاهدوا البنات يحلقن عدة مرات على ارتفاع متر من الأرض.
كما سمع العديد وسجلوا أصوات طَرق وصوتأً أجش. وكانت قمة الأحداث المرعبة حين بدأت “جانيت” تتحدث بصوت مختلف ومخيف، وادعت أنها روح رجل مات في هذا المنزل، يدعى بيل ويلكينز.
وكما في فيلم “The Conjuring 2″، تواصل شبح “بيل ويلكينز” مع المحققين من خلال جانيت، بصوت خشن ينبعث من الفتاة الصغيرة بينما “شفتاها بالكاد تبدوان كأنهما تتحركان”. ادعى صوت “الروح” أنه مات بسبب نزيف في غرفة المعيشة.
وتأكد المحققون لاحقاً أن رجلاً بهذا الاسم قد مات بالفعل في المنزل قبل سنوات عديدة.
تفسيرات متشككة
شكك كثيرون بوجود روح شريرة، وكان لهم تفسير آخر لتلك الأحداث الغامضة.
بالنسبة للصور التي التقطها المصور “جراهام موريس” وتظهر فيها “جانت” تحلّق في الهواء، فهو لم يكن موجوداً في الغرفة.
ولكن ترك الكاميرا تلتقط الصور بشكل تلقائي كل 15 ثانية وجادل المشككون بأن جانيت كانت تقفز في الهواء، خاصةً أنها كانت بطلة في الرياضة المدرسية!
وأن الأحداث لم تحدث في ظل ظروف خاضعة للمراقبة، وكثيراً ما يرى الناس ما يتوقعون رؤيته، حيث تؤثر عليهم حواسهم من خلال تجاربهم ومعتقداتهم السابقة.
وبالفعل تم الإمساك بالفتاتين في عدة مناسبات وهما يقومان بتلفيق الأدلة، تم تصويرهما ذات مرة، وهما يقومان بلي الملاعق التي زعمتا لاحقاً أن روح بيل هي التي قامت بثنيها.
أما صوت “الروح الشريرة” المزعومة فكان قدرة جانيت على التحدث من بطنها، خاصةً أن طريقة كلام “الروح الشريرة” كانت عبارة عن عبارات ومفردات طفل، وأن الدافع من وراء هذا كله هو نيل الأسرة الشهرة والحصول على المال من الصحافة.
جانيت نفسها، وهي اليوم سيدة في الأربعينيات من عمرها، اعترفت في بعض اللقاءات بأنها وشقيقتها مارستا فعلاً الخداع أحياناً، لكن نسبة الأمور المفبركة من قبلهما لا تتجاوز 2% من مجمل الأحداث التي وقعت في المنزل.
وهما قامتا بذلك لسببين: الأول هو امتحان واختبار قدرات الأشخاص الذين كانوا يحققون في القضية؛ لمعرفة ما إذا كانتا فعلاً بارعتين في عملهما أم أنه مجرد دجل.
وأنها لم تكن تستطيع تحريك الأثاث الثقيل حين كانت طفلة، ولم تكن تستطيع أن تعرف، بأي شكل من الأشكال، بوفاة رجل في منزلهم قبل سنوات.
والسبب الثاني هو إرضاء الزوار الكثيرين الذين كانوا يأتون إلى المنزل، وهم يتوقعون رؤية أمور غريبة، وما عدا ذلك تصر جانيت على أن أغلب ما حدث في المنزل حقيقي.
بحلول عام 1979، لم يعد هناك أحد مهتم بقصة أسرة “هودجسون”، بينما لم يتمكن الخبراء من الاتفاق على تفسير منطقي، وعلى الرغم من النهاية السعيدة في فيلم “The Conjuring 2″، فإن القصة الحقيقية لم تنته قط.
في عام 2015 أخبرت “جانيت” الصحافة بأن الأمور بدأت “تهدأ” في خريف عام 1978 عندما زار كاهنٌ المنزل.
لكن الأسرة التالية التي انتقلت للعيش أبلغت عن حوادث غريبة أيضاً، من ضمن ذلك سماع أصوات في الطابق السفلي ومشاهدة شبح رجل يسير في الغرف.
المصدر: عربي بوست