يؤمن المسلمون أن آدم هو أبو البشر، وأنه خرج من جنته ليهبط إلى الأرض، وأنه هو من بنى البيت الحرام في مكة، لكن أي أرض تلك التي هبط بها؟، ظل هذا السؤال ممتدا في الكتب القديمة والحديثة المتعلقة بتاريخ الإنسان الأول آدم عليه السلام، لكن كيف كانت الرؤية الإسلامية؟.
يجب الإشارة إلى أن بعض الروايات في الكتب الإسلامية، تأثرت بـ الإسرائيليات والتوراة والكتب القديمة، إليك بعض الروايات الإسلامية:
صحيح ابن خزيمة
يقول حدثنا أبو حازم وهو مولى ابن عباس عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن آدم أتى البيت ألف أتية لم يركب قط فيهن من الهند على رجليه. (ألف أتية تعنى ألف مرة).
الجامع لأحكام القرآن للإمام القرطبي
يقول القرطبي في تفسيره المشهور باسم تفسير القرطبي” “اهبط آدم سرنديب في الهند بجبل يقال له “بوذ” ومعه ريح الجنة فعلق بشجرها وأوديتها فامتلأ ما هناك طيبا، فمن ثم يؤتى بالطيب من ريح آدم عليه السلام، وكان السحاب يمسح رأسه فاصلع، فأورث ولده الصلع”
تفسير البحر المحيط لـ أبى حيان الأندلسي
في تفسيره لآيات الحج في سورة البقرة قال عن جبل “عرفات” وفى تعيين المعرفة أقاويل، فقيل لتعارف آدم وحواء بها، لأن هبوطه كان بوادي سرنديب، وهبوطها كان بجدة، وأمره الله ببناء الكعبة، فجاء ممتثلا، فتعارفا بهذه البقعة.
كتب التاريخ لـ ابن الأثير
ومن الكتب التي انشغلت بهذا الأمر هو كتاب الكامل في التاريخ لابن الأثير، الذى تحدث تحت عنوان (ذكر خلق آدم عليه السلام) “قيل إن الله تعالى أهبط آدم قبل غروب الشمس من اليوم الذى خلقه فيه وهو يوم الجمعة مع زوجته حواء منِ السماء فقال على وابن عباس وقتادة وأبو العالية: إنه أهبط بالهند على جبل يقال له نوْد من أرض سرنديب وحواء بجُدَة. قال ابن عباس: فجاء في طلبها، فكان كلما وضَعَ قدمه بموضع صار قرية وما بين خطوتيه مفاوز، فسار حتى أتى جمعاً فازدلفتْ إليه حواء فلذلك سميت المزدلفة، وتعارفا بعرفات فلذلك سميت عرفات. واجتمعا بجمع فلذلك سميت جمعاً. وأهبطت الحية بأصْفَهَان وإبليس بمَيْسَان”.
ويتابع “ابن الأثير” قال ابن عباس: فلما أهبط آدم على جبل نود كانت رجلاه تمسّ الأرض ورأسه بالسماء يسمع تسبيح الملائكة فكانت تهابه، فسألت الله أن ينقص من طوله فنقص طوله إلى ستين ذراعاً”
مقدمة ابن خلدون
كتب ابن خلدون في مقدمته الشهيرة، وأما غير هذه المساجد الثلاثة المعروفة ويقصد (الحرام والنبوي والأقصى) فلا نعلمه في الأرض إلا ما يقال من شأن مسجد آدم عليه السلام بسرنديب من جزائر الهند، لكنه لم يثبت فيه شيء يعول عليه.
Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website
رحلة ابن بطوطة
وصل ابن بطوطة إلى جزيرة سرنديب قبل ثمانية قرون، وقال عنها “ليس مرادي منذ وصلت هذه الجزيرة، إلا زيارة القدم الكريمة، قدم آدم عليه السلام، وهم يسمونه “بابا”، ويسمون حواء ” ماما “.
وهنا وجبت الإشارة إلى أن سرنديب هو الاسم القديم لجزيرة سيلان في الهند. وكان اسمها سيلان بعد الاستقلال عن الهند عام 1948 إلا أنه أصبح سيرلانكا منذ عام 1972 وتقع في المحيط الهندي جنوب الهند (شبه الجزيرة الهندية).