دعت صحيفة “The Times” البريطانيين للتفكير على الطريقة الإيطالية من أجل التعامل مع مشكلة ارتفاع درجات الحرارة، وقالت إنه قد يصبح سمة أساسية لصيف البلاد مستقبلاً، لذلك ربما يجدر بالبريطانيين أن يتعلموا من خبرة الإيطاليين بعض الحيل لمواجهة الحر.
التقرير الذي نشرته الصحيفة البريطانية، الأحد 21 أغسطس/آب 2022، أشار إلى أن الأعمال في إيطاليا توقفت الأسبوع الماضي بمناسبة عطلة “فيرَّاغوستو” التي يحتفل الإيطاليون بها كل عام في 15 أغسطس/آب بعد أسابيع من العمل الشاق في الزراعة.
خلال هذه الفترة من السنة في إيطاليا تخلو المدن وتغلق المتاجر ويتوجه ملايين الناس إلى الشواطئ في ذروة الصيف الإيطالي وارتفاع درجات الحرارة.
هذه الطقوس السنوية جزء من طريقة إيطاليا للتعامل مع الحر الشديد الذي يحلَّ بها عادة في هذا الوقت من الصيف، وهو الحر نفسه الذي ضربت بريطانيا نفحة منه هذا الشهر.
لمواجهة ارتفاع درجات الحرارة، يأكل الإيطاليون البطيخ ويرتدون بذلاً من الكتان وينتعلون أحذية بدون كعب، لكن الأمر لا يقتصر على ذلك، فالإيطاليون يلجأون إلى تغييرات قد لا تبدو واضحة، لكنها مؤثرة، في بيوتهم وسياراتهم ونظام يومهم.
حسب كاتب المقال، فإنه يجب البدء بالتخلص من تلك السجادة الممتدة من الحائط إلى الحائط، فلطالما اشتكى الإيطاليون الحكةَ والحر كلما لاقوا المفروشات العملاقة التي تزدحم بها بيوت البريطانيين، وسرعان ما يعربون عن توقهم إلى بيوتهم في الوطن؛ حيث الأرضيات الخشبية أو المبلطة هي القاعدة العامة، أو حتى الرخام البارد الذي يمكنك التمدد عليه إذا اشتد الحر ولم يعد لك من مفر.
كما أشار إلى أن النوافذ الزجاجية المعرضة للشمس مشكلة أخرى، ولهذا السبب تشيع الستائر الخارجية لدى الإيطاليين، خاصة في جنوب إيطاليا. فالأوْلى بك لتلطيف الحر أن تبقيَ الستائر مغلقة خلال النهار لحبس الهواء البارد في المنزل.
الاستثناء من ذلك، يوضح كاتب المقال، هو المدة ما بين الساعة 7 صباحاً والساعة 8:30 صباحاً، فالنوافذ تُفتح حينها لالتقاط أي نسيم بارد قبل أن تهيمن درجات الحرارة المرتفعة على الأجواء.
Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website
أضاف أنه إذا كنت تفكر في شراء سيارة للاستمتاع بها في الصيف، لا تشترِ سيارة مكشوفة، فهذه السيارات ليست مناسبة لك، بل هي لأهل أوروبا الشمالية المحرومين من الشمس معظم أوقات السنة، فيلتمسونها بإزالة غطاء السيارة حينما تشرق.
الغالب على السائقين الإيطاليين أنهم يرون أن استعمال السيارة المكشوفة في ظل درجات الحرارة التي تبلغ 40 درجة مئوية هو نوع من الانتحار. ولا عجب أن أكبر سوق في أوروبا للسيارات المكشوفة ليس إيطاليا ولا اليونان ولا إسبانيا، وإنما بريطانيا.
بمجرد جلوسك بين يدَي عَجَلة القيادة، فلا تظنن أن النظارات الشمسية أداة كمالية للترفيه أو ضرباً من ضروب الموضة، بل هي أحد اللوازم التي ستحتاج إليها في طريقك.
كما يقول: “عليك أن تفكر أيضاً في شراء درع عاكس للشمس وتركيبه على الزجاج الأمامي للسيارة، وإلا فأنت مضطر إلى الانتظار عشر دقائق قبل أن تتمكن من لمس عجلة القيادة كلما عدت إلى سيارتك بعد تركها مدة في الشمس”.
بعيداً عن السجاد والنوافذ والسيارات، ثمة تغييرات أوسع نطاقاً يجدر بالمجتمع البريطاني أن يبدأ في التفكير فيها لمواجهة الحر، مثل إبقاء المتاجر مفتوحة في ساعات المساء المبكرة -كما يحدث في إيطاليا- وتغيير مواعيد العطلات المدرسية الصيفية، بحيث تبدأ في يونيو/حزيران لحماية الأطفال من الحر في الفصول الدراسية خلال ذروة الصيف، وتقليل وقت الإجازة في الأشهر الباردة.