توفي صباح اليوم يوسف القرضاوي، القيادي الاخواني، رئيس ما يُسمى بالاتحاد العالمي لعلماء المسلمين سابقا ،عن عمر ناهز 96 عامًا. ومع وفاته اعاد روّاد مواقع التواصل الاجتماعي طرح ابرز فتاويه في السنين السابقة التي أدت بشكل أو بآخر إلى سفك دماء عشرات الآلاف من المسلمين والأبرياء وإلى استباحة الدول العربية والإسلامية, فهنا يعود السؤال إلى الواجهة: هل يجوز الترحّم على القرضاوي؟
لعل هذا السؤال قد يعتبره البعض من المواضيع الحساسة والشائكة خصوصًا لتزامنه مع إعلان وفاة القرضاوي. ولكن لأهمية الموضوع من الناحية الشرعية أولًا ومن الناحية الأخلاقية ثانيًا كان حريّ بنا أن نطرحه في هذا الوقت ونحن على يقين أن هذا المقال سيجد من يعارضه ومن يؤيده على حد سواء.
ولإزالة الالتباس وايضاح الصورة قبل أن نبيّن حكم الترحّم عليه, نرى من باب اللزوم عرض بعض فتاويه في ما يخص أحوال المسلمين وغيرها, من باب المقال لا الحصر:
فتوى انضمام المسلم للجيش الأميركي لقتال المسلمين في افغانستان والعراق: افتى القرضاوي بعد اسبوعين فقط من حوادث 11/9 لجيش أمريكا (و لغير جيش امريكا)، بغزو بلاد المسلمين مستعينة بالمجندين المسلمين في صفوفها (المصدر: مجلة السنة ومجلة منبر التوحيد وجريدة الشرق الأوسط العدد 8356 بتاريخ 14)
الدعوة للجهاد في سوريا وليبيا والعراق: لا يخفى على المتابع فتاوى القرضاوي وخطب الجمعة التي تسلّق فيها المنابر في العديد من الدول ودعى من قصره العامر في الدوحة على بعد رمية حجر من السفارة الأميركية هناك إلى وجوب القتال في سوريا واستحسان أن يفجّر الشخص نفسه هناك. وهذا ما حصل, فلينظر المتابع الآن إلى وضع تلك البلاد وليحكم بنفسه
تحريم قتال الصهاينة لتحرير الأراضي الفلسطينية: بعد مرور شهر من العدوان الصهيوني على غزة عام 2014 خرج القرضاوي عن صمته وصرّح عبر قناة الجزيرة حينها بأنه لا جهاد في فلسطين وأنه لا وجود لأي ضرورة تستوجب فتح باب الجهاد في فلسطين، في الوقت الذي قال إنه يجب تركيز جهود شباب المسلمين على الجهاد في سوريا
هذه ابرز 3 فتاوى له حيث تم تسميتها بفتاوى الدم والتي تسببت بقتل آلاف مؤلفة من المسلمين ولا شك أن دماء الأبرياء في عنقه, فهل هذا يستحق الرحمة؟
في حينها, استنكر علماء الأزهر فتوى القرضاوي المعادية للمقاومة الفلسطينية ضد اليهود، حيث قال محمود مهنا عضو هيئة كبار العلماء، إن القرضاوي يواصل تحريضه وإثارة الفتن بين البلدان الإسلامية والعربية لتنفيذ مخطط التقسيم، مؤكدا أنه وصل إلى سنّ الخرف، فلا يجوز أن يقاتل المسلم أخاه، ودور المسلمين هو التدخل كمصلحين في سوريا للصلح بينهم وليس بمزيد من التخريب والدمار وإزهاق الأرواح، مستدلا بقول اللّه تعالى: «وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما»، كما طالب الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الشريعة بجامعة الأزهر، المؤسسات العلمية في العالم الإسلامي بتطبيق ما قرره أئمة الفقه التراثي بالحجر على المفتي الماجن، وهذا ما ينطبق على القرضاوي بعد فتواه الأخيرة حسبه.
Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website
على الصعيد نفسه, في سنة 2005 توفي بابا الروم الكاثوليك يوحنا بولص الثاني، فدعا له يوسف القرضاوي قائلا: “ندعو الله تعالى أن يرحمه ويثيبه؛ بقدر ما قدَّم من خير للإنسانية وما خلّف من عمل صالح أو أثر طيب”. لن نخوض كثيرًا في هذا ولكننا نكتفي بهذه الآية. قال الله تعالى: “مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ {التوبة:113}
هذا وقد ثبت في مواضع أخرى مخالفة القرضاوي لإجماع المسلمين تعدّت الـ 107 مسألة دينية في الفروع والأصول, في العقيدة وفي الفقه. وليس آخرها فتواه المثيرة للجدل في الزكاة ومصارفها. يُتلخّص من كل ما مضى أنه طالما لم يظهر هذا الرجل توبته وندمه مما اقترفت يداه في حق المسلمين.. فلا شك, لا يستحق الرحمة