قبل عيد رأس السنة الميلادية من كل عام، ينبري المشعوذون والدجالون لحجز أماكنهم، نساءً ورجالاً، في برامج القنوات التلفزيونية، الفضائية منها والأرضية، حيث يسرد الواحد منهم أو منهن، حصيلة ما سيحصل في السنة المقبلة من أحداث سواء على الساحة المحلية أو العربية أو الدولية…
ومن المؤسف أن شريحة كبرى من المواطنين يصدقون هذه الأكاذيب والخزعبلات، لاسيما إذا صدقت إحدى هذه الوقائع بالصدفة في العام الجديد، فيظن النّاس البسطاء أن المشعوذ الذي أطلقها يعلم بالغيب، مع أن علم الغيب كله إلا يعلمه إلا واحد في الكون هو الله رب العالمين..
حتى النبي محمّد صلى الله عليه وسلم ، أحب البشر إلى الله وأقربهم إليه لم يكن يعرف الغيب كله، حيث يقول في حديثه الشريف: «لو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير».
إليكم هذه القصة التي تحتوي على حكمة بالغة:
أثناء الحرب العالمية الثانية وفي عز المعركة دخل أحد الضباط على الزعيم السوفياتي ستالين، وقال له هناك عرّاف في الخارج يريد مقابلتك، ويقول أن عنده من المعرفة والتنبؤات التي تفيدنا في حربنا.
صرخ به ستالين قائلاً: أخرج واقتله على الفوز.
فما كان على الضابط إلا تنفيذ الأمر، فخرج وقتل العراف..
ثم دخل على قائده، وقال له: لماذا قتلناه وربما كان يخدمنا؟
Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website
فرد عليه ستالين بجملة بسيطة: لو كان يعلم أننا سنقتله لما أتى ليموت…
كل الذين يشتغلون بما يسمى علم «الزايرجة» أو علم الأبراج، أو البلورة السحرية، كاذبون مشعوذون دجالون، وجميع الكتب التي يصدرونها هي والقمامة سواء، والذي يؤسف عليه هو تضييع الأوقات سدى في تأليف هذه الكتب واصدارها وتسويقها لضعاف العقول
قال الله تعالى في كتابه الكريم: {وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس الا في كتاب مبين}، ويقول عز وجل: {ان الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غداً وما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير}، وقوله أيضاً: {ولله غيب السموات والأرض واليه يُرجع الأمر كلّه فاعبده وتوكل عليه وما ربك بغافل عمّا تعملون}.
وحيث إن عدد المشاهدين الذين يصدقون هذه الترهات التي يسميها أصحابها «تنبؤات» مرتفع جداً قياساً إلى عدد مشاهدي البرامج الأخرى لذلك نلاحظ أن شهية أصحاب المحطات التلفزيونية تنفتح على استضافة هؤلاء المعتدين على علم الغيب بالله سبحانه وتعالى وحدهم، وتفتح لهم الاستديوهات وتكرمهم وتحسن استضافتهم وتوفر لهم الاستقبال اللائق بعلمهم ونبوغهم باعتبار أنهم يعرفون ما لا يعرفه النّاس، وذلك جلباً للإعلانات.
وفي الختام، صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ يقول: «من صدّق كاهناً أو عرّافاً أو منجماً، فقد كفر بما أنزل على محمد»، وفي حديث آخر يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم : «من أتى عرّافاً فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة»..
هل يعرف المسلمون ذلك؟