إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونشكره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهد الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أنْ لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولا مثيل له، ولا ضد ولا ند له، وأشهد أنَّ سيدنا وحبيبنا وعظيمنا وقائدنا وقرة أعيننا محمدًا عبده ورسوله وصفيه وحبيبه، صلى الله وسلم عليه وعلى كل رسول أرسله.
أما بعد عباد الله فإني أوصيكم ونفسي بتقوى الله العلي العظيم وأحثكم على طاعة الله واستفتح بالذي هو خير وإن خير الكلام كلام الله عز وجل. يقول الله تعالى في القرءان العظيم: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحاً عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ سورة التحريم ءاية 8 .
أخي المسلم، أخي المصلي، أخي الصائم، ها أنت في شهر رمضان، في شهر الصيام، في شهر التوبة، في شهر الطاعة، في شهر الزهد وكسر النفس، في شهر صفاء الروح، في شهر القرءان والتوراة والإنجيل، في شهر التوبة، هل سألت نفسك ماذا أنا فاعل في رمضان؟ وسؤالي إخوة الإيمان ليس عن فعل واحد في رمضان كمن أخرج زكاة ماله أو جمع عشرات الفقراء وأطعمهم في رمضان، مع عظيم هذا الفعل ولكن ليس هذا ما أسأل كل واحد منكم عنه، وطبعا ليس سؤالي أي شاشة تلفزيونية اخترت لتمضي ليالي رمضان عليها، فبالله عليكم أليس بشىء مؤسف أن تَمضي ليالي رمضان العظيمة المباركة على بعض الناس وهم قابعون على شاشة التلفزة ينتقلون من محطة إلى محطة ومن برنامج إلى برنامج، يضحكون مع ضحك الممثلين ويبكون على بكائهم، ومن الناس من ينتظر الليل ليشبع شهوته بالتوسع بالمطعومات والحلويات، ومن الناس من يبحث عن سهرات الراقصات والمغنيات بدعوى أنه كف نفسه في نهار الصيام فهو يرفه عنها في الليل، أي حال حال هؤلاء الناس؟ لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم. اللهم إن حالنا لا يخفى عليك فغير الحال إلى أحسن يا رب العالمين .
إخوة الإيمان، حري بنا في هذه الأيام الفضيلة المباركة أن نقتدي بحبيبنا وقدوتنا محمد صلى الله عليه وسلم الذي كان متصفًا بالصدق والأمانة والفطانة والصلة والعفاف والكرم والشجاعة وطاعة الله في كل حال وأوان ولحظة ونفس، نعم في كال حال وأوان ولحظة ونفس .
لذلك إخوة الإيمان أحث نفسي وأحثكم على ملء الأوقات بطاعة الله بما يرضي الله تعالى من الفجر إلى أن تنام.
من الفجر ابدأ نهارك بذكر الله، ببسم الله الذي لا يضر مع اسمه شىء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم، ابدأ بأوراد التحصين ثم انطلق إلى المسجد أو المصلى الذي أنار محرابه مدرس ثقة لتتذاكر مع هذا المدرس تفسير القرءان العظيم كتفسير الآية الكريمة: ﴿وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ﴾ ليس لله شبيه ولا مثيل، لتسمع من هذا المدرس: ﴿كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ﴾ لتستحضر في قلبك أنك لا بدّ راحل عن هذه الدنيا فلا تعلق قلبك فيها فتتقي الله في رمضان وفي غير رمضان، فتتقي الله في عملك، في أهلك، في زوجتك، في أولادك، وتعود بعد قضاء نهار العمل في تحصيل النفقة الواجبة، تعود إلى المسجد عصرًا لتتعلم ما أوجب الله عليك من علم الدين حتى تتعلم أركان الوضوء والصلاة والصيام وأحكام العبادات حتى تؤدي الواجب كما أوجبه الله عليك، ولتعرف ما هو الحرام لتجتنبه، فكم وكم من الناس بسبب جهلهم بعلم الدين وقعوا في الحرام بل وقعوا في الكفر والعياذ بالله تعالى لأنهم شبهوا الله تعالى بخلقه أو منهم عند الغضب يشتم الله والعياذ بالله، أو بعد انتهاء شهر رمضان رمى إمساكية شهر رمضان والعياذ بالله رماها في القاذورات مع علمه بما فيها من الآيات والكلمات المعظّمة. ففي حضورك درس العصر نسمع الكثير من المعلومات النافعة لك في الدنيا وفي الآخرة. وإياك ان دخلت المسجد فسمعت المدرس يتكلم بموضوع أنت تعرفه سمعته قبل هذا فتبدأ بالكلام مع زميلك فتشوش على مجلس العلم فإن هذا حرام لا يجوز.
ثم بعد المغرب تقرأ أوراد التحصين والورد الرفاعي أيضًا صباحًا ومساءً ثم انطلق إلى المسجد لصلاة العشاء جماعة وقيام رمضان، وإذا كنت ممن عليه قضاء فإنه بلا عذر شرعي تشتغل بالقضاء ولا تشغل نفسك بالنوافل . فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “دين الله أحق بالوفاء” . وأيضا في المسجد بعد قيام رمضان أو قبله تستمع لكلمة وعظ تتذكر فيها السيدة نفيسة التي حفرت قبرها بيدها في بيتها وختمت القرءان ستة ءالاف ختمة قبل وفاتها، تتذكر الإمام زين العابدين الذي كان يصلي في الليلة الواحدة ألف ركعة من السنن فسمي الإمام السجاد، تتذكر بدر الدين الحسني الذي كان يصلي على النبي في اليوم الواحد ثمانون ألف مرة.
وقبل النوم انصحك بقرءاة سورة تبارك التي قال عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم: “هي المانعة هي المنجية” .
Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website
وعند وضع رأسك على وسادة النوم قل: “اللهم قني عذابك يوم تبعث عبادك” .
اللهم قنا عذابك يوم تبعث عبادك ووفقنا إلى كل خير، اللهم إنا نسألك في هذا الشهر العظيم المبارك أن توفقنا للطاعات العظيمة المباركة يا أرحم الراحمين يا الله.