شهد يوم السابع من رمضان أحداثاً تاريخية هامة، فقد عقد فيه أول صلاة جمعة في الجامع الأزهر في العام 972 (361 هـ)، وبعدها بعام صارت القاهرة عاصمة للفاطميين.
وفي نفس اليوم من العام 1200 (596 هـ) صار السلطان علاء الدين بن خوارزم شاه سلطاناً على كل إيران، وفي 7 رمضان 1553 (960 هـ) قام القائد البحري العثماني تورغت بك بالاستيلاء على جزيرة كورسيكا بالقرب من سواحل جنوى الإيطالية.
أول صلاة جمعة في 7 رمضان 361 هـ- 972م.
الجامع الأزهر هو أهم المساجد في مصر، وظلَّ جامعاً وجامعة أكثر من ألف سنة، منذ بناه جوهر الصقلي بأمر الخليفة الفاطمي المعز لدين الله الفاطمي، الذي وضع حجر الأساس فيه عام 970 (359 هـ).
وعُقدت أول صلاة جمعة في الجامع في السابع من رمضان 972 (361 هـ)، بعد أن تم بناؤه في عامين، وبذلك صار جامعاً للعبادة، وجامعة للعلم، وهو أقدم وأكبر الآثار الفاطمية الباقية بمصر.
عمارة الجامع الأزهر
استفاد الفاطميون من التراث المعماري المصري، بدءاً من قدماء المصريين واليونان والرومان وحتى العهد القبطي، كما استفادوا من تصاميم فاطمية جاءت مع الفاطميين من إفريقية (تونس الحالية)، ويظهر هذا الخليط المعماري في بناء الجامع، الذي أضاف له المماليك والعثمانيون قباباً ومآذن إضافية.
بدأ الجامع بثلاثة أروقة فقط، بمساحة أقل من مساحته الحالية، لكن أضيفت إليه أروقة ومدارس، فتوسَّعت مساحته وأصبح شاهداً على تاريخ فن العمارة الإسلامية منذ الفاطميين مروراً بالمماليك والعثمانيين.
وأهمل الأيوبيون السنة الجامع الأزهر، لأنه كان يرمز للشيعة الإسماعيلية “الفاطميين”، لكن في عصر المماليك اعتنى السلاطين بالأزهر، وقاموا بتجديده، ورد ما اغتُصب منه، وترميم ما تصدَّع، فعادت إليه الحياة.
وأنشأوا المدارس الملحقة به مثل المدرسة الطيبرسية التي أنشأها الأمير علاء الدين طيبرس، نقيب جيوش الناصر قلاوون، والمدرسة الأقبغاوية التي أنشأها الأمير علاء الدين أقبغا من أمراء السلطان قلاوون أيضاً، وكانتا آية في البهاء المعماري بمحراب مميز، وأنشأت لاحقاً المدرسة الجوهرية بواسطة الأمير جوهر خازندار السلطان الأشرف برسباي.
Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website
وبنى السلطان قايتباي البابَ الحالي المعروف باسمه، وأقام السلطان قنصوة الغوري المئذنة الأعلى بالجامع على طراز فريد ذي رأسين.
وأضاف عبدالرحمن بن كتخدا رواق القبلة، وباب المزينين (المدخل الرئيسي الحالي للجامع)، وباب الصعايدة، وهي أكبر إضافة معمارية جرت للجامع ولا تزال قائمة حتى الآن.
الأزهر.. جامعة وجامع
بدأ الأزهر نشاطه التعليمي مع وظيفته العبادية، فقد أمر الخليفة الفاطمي بتعيين فقهاء للتدريس بالأزهر، وأجرى لهم الرواتب، والسكن، وأوقف السلاطين المماليك أوقافاً ضمنت استمرار الحياة العلمية في الجامعة الأزهرية.
وفي عهد المماليك جرى تدريس المذاهب السنية، بعد أن كان المذهب الشيعي هو الذي يُدرَّس في الأزهر في زمن الفاطميين.
وكان العلماء يدرسون الفقه وعلوم الكلام واللغة والحديث والمنطق بطريقة منتظمة لها مناهج وسنوات، لكن كان بعض الطلاب ينقطعون عن الدراسة، ثم يعاودون الانتظام.
أول شيخ للأزهر
عرف منصب شيخ الأزهر متأخراً في عهد العثمانيين، بدءاً من الشيخ محمد الخرشي المالكي، الذي توفي (1101هـ – 1690م، وكان للأزهر سابقاً نظار إداريون لرعاية شؤون الجامع والموظفين، بلا دور علمي أو مكانة رمزية خاصة.
الأزهر والقاهرة
أسس جوهر الصقلي وهو قائد فاطمي من أصول يونانية صقلية، مدينة القاهرة لتكون مقراً للخلافة الفاطمية التي جاءت من إفريقية (تونس).
وبعد دخول الخليفة المعز لدين الله الفاطمي المدينة أخذت اسمها الحالي، وأصبح جامعها هو جامع القاهرة، قبل أن يتغير لاحقاً إلى الأزهر، تيمناً بفاطمة الزهراء ابنة النبي محمد، حسب أرجح الآراء.
القاهرة تصبح عاصمة فاطمية
في السابع من رمضان 973 (362 هـ)، صارت القاهرة حاضرة الدولة الفاطمية (العبيدية)، حيث أعلنها الخليفة المعز لدين الله عاصمة لدولته، بعد أن كانت مدينة المهدية هي حاضرة الدولة الفاطمية.
وينسب بناء القاهرة للفاطميين، لكن كثيراً من أحيائها قديم، مثل مدينة أون القديمة، وموقعها حالياً منطقة المطرية وعين شمس شمالي القاهرة، ومدينة بابليون في القاهرة القبطية التي أنشأها الفرعون رمسيس الثاني، وكذلك مدينة الفسطاط التي أنشأها عمرو بن العاص بعد فتح مصر، وصارت عاصمة مصر وقتها.
وكذلك وجد في القاهرة قبل الفاطميين مدينة القطائع، وهي المدينة التي أسسها أحمد بن طولون في القرن التاسع الميلادي، لتصبح بذلك ثالث عاصمة إسلامية في مصر بعد الفسطاط والعسكر (التي أنشأها العباسيون).
علاء الدين الخوارزمي يصبح سلطاناً على كل إيران
في 7 رمضان 596 هـ أصبح علاء الدين محمد الخوارزمي سلطاناً على كل إيران، بعد أن استعان بجماعات من المقاتلين الأتراك والمغول والإيرانيين.
كان السلطان علاء الدين محمد بن خوارزم أميراً للخوارزميين، حينما وجد دولة السلاجقة تنهار، فتوسَّع على حسابها ومدَّ نفوذه إلى أراضيها.
فاستولى على معظم إقليم خراسان، وقضى على دولة الخطا سنة 1209 (606 هـ)، واستولى على بلاد ما وراء النهر، وعلى أجزاء من أفغانستان، وبلغت الدولة الخوارزمية بذلك أقصى اتساعها في عهده، من حدود العراق لحدود الهند.
لكن ظهور المغول على مسرح الأحداث في القارة الآسيوية غيَّر مجرى الأحداث، فقد أخضع جنكيزخان بدو المغول، ووضع نظاماً قانونياً، وبنى جيشاً هائلاً، وتطلَّع لتوسيع ملكه فاصطدم بالخوارزميين.
وبسبب الصراعات بين السلطان الخوارزمي والخليفة العباسي الناصر لدين الله، فقد السلطان الخوارزمي عدداً كبيراً من جنوده وفرسانه، فقبل شروط جنكيزخان على معاهدة تجارية، فشلت سريعاً، وقتل السلطان رُسل جنكيز خان، فغضب الأخير ودخل في حرب مع السلطان، أدت لنهاية الدولة الخوارزمية في النهاية بعد جولات من النصر والهزيمة.
سقطت مدينة أترار المحصنة، ثم سقطت بخارى وسمرقند بأيدي المغول، الذين أسروا والدة السلطان محمد خوارزم شاه، وهرب السلطان وحيداً إلى جزيرة نائية مليئاً باليأس والأحزان على المصير المظلم، وترك الحكم لابنه جلال الدين الذي حارب المغول من بعده.
تورغت بك يستولي على كورسيكا
في 7 رمضان 1553 (960 هـ) – قام القائد البحري العثماني تورغت بك بالاستيلاء على جزيرة كورسيكا ومدينة كاتانيا في صقلية، بعد معركة مع حاميتها، وحرّر آلاف الأسرى المسلمين، ثم قام بتسليم كورسيكا للفرنسيين الذين لم يستطيعوا الاحتفاظ بها طويلاً أمام هجمات أساطيل الإيطاليين والإسبان.
وكورسيكا هي جزيرة جميلة وكبيرة، تقع بالقرب من سواحل روما وجنوى الإيطالية، لكنها تابعة لفرنسا، ولذلك قصة قديمة.
في عام م 1553 اجتمعت القوات الفرنسية والعثمانية والقوات الكورسيكية المنفية للاستيلاء على جزيرة كورسيكا من جمهورية جنوى، جنوبي إيطاليا، التي كانت تملك أسطولاً بحرياً متطوراً.
وكان للجزيرة أهمية كبيرة في شمال ووسط البحر المتوسط، وكانت نقطة توقف في رحلات المتوسط، خاصة بين إسبانيا وإيطاليا، وكانت تدار منذ 1453 من قبل بنك القديس جورج الجنوي.
والتحالف الفرنسي – العثماني هو تحالف عسكري بحري، تم تأسيسه في العام 1536 بين ملك فرنسا فرانسيس الأول والسلطان التركي للإمبراطورية العثمانية سليمان القانوني. كان التحالف الاستراتيجي وأحياناً التكتيكي أحد أهم التحالفات الأجنبية في فرنسا، وكان مؤثراً بشكل خاص خلال الحروب الإيطالية. استمر لفترة متقطعة لأكثر من قرنين ونصف القرن، حتى الحملة النابليونية على مصر العثمانية، في 1798-1801.
وكنوع من الاستفادة من التحالف دخل الملك الفرنسي هنري الثاني في حرب كبرى بالمتوسط، مع إمبراطور هابسبورغ النمساوية كارلوس الخامس في العام 1551، وفي الأعوام التالية استفاد الملك الفرنسي من دعم الأسطول العثماني في الحرب البحرية ضد هابسبورغ، خاصة أن العثمانيين هزموا أسطول جنوى في العام 1552.
وكان التحالف استثنائياً، وتسبَّب في انقسام العالم المسيحي الأوروبي، وبلغ التحالف ذروته بحلول عام 1553، حينما احتلا كورسيكا معاً، لكن الملك الفرنسي أعاد الجزيرة لجنوى في اتفاقية لاحقة عام 1559م.