أعلنت السلطات في دولة كينيا أنها عثرت حتى الآن على 403 جثث في قرية كيليفي، وهم من أتباع من يطلقون على أنفسهم “طائفة الجوع حتى الموت” الدينيّة، بموجب تعليمات زعيمهم الروحي التي تنص على الصوم عن الطعام والشراب حتى الموت.
طائفة الجوع حتى الموت الدينية في كينيا
قبل نحو عدّة أعوام، بدأت مقاطع فيديو للقس بول ماكنزي راهب كنيسة “Good News International” في كينيا، بالانتشار على مواقع التواصل الاجتماعي، لتظهره وهو يلقي عظاته الغريبة أمام تجمعات كبيرة من أتباعه، كما كتب على لافتة على الشاشة: “نحن على وشك الفوز بالمعركة، لا أحد يعود إلى الوراء، فالرحلة على وشك الانتهاء”.
أحد الفيديوهات التي نُشرت على موقع “يوتيوب” بقناة حملت اسم كنيسته، حمل اسم “أطفال نهاية الزمن”، بينما أظهرت فيديوهات أخرى عمليات طرد الأرواح الشريرة التي يتجول فيها الأتباع، وهم غالباً من النساء، على الأرض بينما “يعذب” القوى الشيطانية بداخلهم، وفقاً لما أكدته شبكة BBC البريطانية.
وتضم قنوات يوتيوب هذه الآلاف من المشتركين، وتعرض صفحة فيسبوك التي أنشأتها كنيسته العديد من مقاطع الفيديو.
وليس من الواضح متى تم تصوير تلك الخطب، ولكن هناك إشارة إلى حدث قادم في نيروبي في يناير/كانون الثاني عام 2020، وهو ما يتعارض مع ادعاء القس ماكنزي أنه أنهى أنشطته الدعوية في العام الذي سبقه.
شعارهم اقتلوا أطفالكم ليصلوا إلى الجنة
ماكنزي متهم بأنه أمر أتباعه بتجويع أطفالهم وأنفسهم حتى الموت حتى يتمكنوا من الوصول إلى الجنة قبل نهاية العالم.
وعلى الرغم من عدم وجود دليل مباشر في مقاطع الفيديو التي نشرها القس، فإنّ هناك العديد من الإشارات التي كانت بمثابة إشارة كقوله: “هناك أناس لا يريدون حتى أن يعظوا عن يسوع، يقولون إن أطفالهم يبكون لأنهم جائعون، دعوهم يموتوا. هل هناك مشكلة؟”.
ونفى القس ماكينزي في مقابلة مع صحيفة “الأمة الكينية” قبل أشهر أنه أجبر أتباعه على الصوم.
Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website
من جهته، قال تيتوس تاتانا وهو واعظ سابق في طائفة الجوع حتى الموت إن الأطفال قتلوا أولاً، عبر تجويعهم، إذ أمروا أن “يصوموا في الشمس حتى يموتوا بأسرع وقت ممكن”.
وأضاف تيتوس وفقاً لما نقله موقع “عربي 21“، أن الرجال والنساء تلوهم في خطة الانتحار.
وتحدث تيتوس، الذي يساعد الشرطة في تحقيقها، عن “المعاملة الوحشية” التي تعرض لها الأطفال، قائلاً إنهم حبسوا في الأكواخ، خمسة أيام دون طعام ولا ماء.
لا علاج ولا مدارس ولا مكياج.. ابتعدوا عن الأنشطة الدنيوية!
في حين أكدت صحيفة The Guardian نقلاً عن سكان محليين قولهم إنه في السنوات التي سبقت إغلاق الكنيسة في عام 2019، أصبحت تعاليم ماكنزي مثيرة للجدل أكثر فأكثر.
وأضافوا: “لقد أطلق صوتاً في دعواته للناس بعدم تناول الطعام، أو الانخراط في ما سماه أنشطة “دنيوية” مثل الذهاب إلى المدرسة، والبحث عن الخدمات الطبية، واستخدام النساء لمستحضرات التجميل”.
أثارت رسالته الجديدة معارضة من المجتمع، وبحسب ما ورد ساهمت في إغلاق كنيسته، ولكن ليس قبل أن يكون قد جمع أتباعاً أقوياء ومخلصين.
ستعثرون على ألف شخص ميت من الجوع
ووفقاً لوكالة أنباء الأناضول التركية، فإنّ المسؤول الأمني في منطقة “كيليفي” بكينيا حيث عُثر على الجثث، رودا أونيانشا، أوضح أنَّ أعمال البحث لا تزال جارية عن مقابر تضم جثث الأشخاص الذين توفوا بسبب الصيام، مؤكداً أنّ السلطات أوقفت زعيم طائفة الجوع حتى الموت بول ماكينزي وزوجته جويس مويكامبا.
وقد استخرجت معظم الجثث من مقابر حفرت على عمق قليل من سطح الأرض، بينما عُثر على عدد قليل من أعضاء الطائفة أحياء ومصابين بالهزال لكنهم توفوا في وقت لاحق.
وفي إطار التحقيق نفسه، أوقفت السلطات 37 شخصاً، فيما تم إنقاذ 95 آخرين.
فيما يُعتقد أن عدداً من أتباع جماعة “غود نيوز إنترناشونال تشورتش” لا يزالون يختبئون في غابة وهم يواجهون خطر الموت في حال عدم العثور عليهم بسرعة.
وكانت السلطات الكينية قد أطلقت تحقيقاً بحق راهب كنيسة “Good News International” بول ماكنزي، لتسببه بوفاة العديد من الأشخاص عبر أمرهم بالصيام والبقاء جياعاً “أملاً بلقاء النبي عيسى”.
ماكنزي وهو زعيم “جماعة الجوع” قد اعترف للشرطة في بداية التحقيقات أنهم سيعثرون على قرابة ألف جثة لمتوفى إثر الجوع.
ويواجه القس الكيني عدة اتهامات من بينها تحريض أتباعه على الموت جوعاً، والإرهاب والاتجار بالأطفال.
ليست المرة الأولى التي يُعتقل فيها القس، ولكنّ!
بدأ رصد السلطات الكينية لنشاطات القس ماكنزي، قبل نحو 6 سنوات، لتقوم باعتقاله في عام 2017 بتهمة “التطرف” بعدما حث عائلات على عدم إرسال الأطفال إلى المدارس، مدعياً أن الكتاب المقدس لا يعترف بالتعليم.
وفي مارس/آذار 2023، قبض عليه مجدداً بعدما قضى طفلان جوعاً تحت رعاية والديهما، وقد أُطلق سراحه بكفالة قدرها 100 ألف شلن كيني (نحو 700 دولار) قبل أن يسلم نفسه للشرطة بعد اكتشاف مقبرة جماعية (201 جثة) لأتباعه في مايو/أيار 2023 أطلق عليها “عملية شاكاهولا”.
عيسى علي وهو طفل يبلغ من العمر 16 عاماً، انضم في عام 2014 إلى كنيسة Good News International، عندما كان يبلغ من العمر 8 سنوات فقط.
ووفقاً لصحيفة The Guardian فإنّ عيسى علي كان من أطفال طائفة الجوع حتى الموت الذين استطاع القس أن يؤثر عليهم بطريقة كبيرة، لدرجة أنه كان سيفعل أي شيء سيقوله.
الطفل عيسى علي كان من بين 73 طفلاً اتهم القس بالتطرف بسببهم في قضية عام 2017 التي استغرقت 4 سنوات لتنتهي عندما أسقطت التهم الموجهة إليه.
الآن يدعي الطفل عيسى علي أنّ القس ضغط عليه وعلى أطفال آخرين للإدلاء بشهاداتم لصالحه، قائلاً لهم إنهم “سوف يصابون بنيران السماء” إذا لم يفعلوا ذلك.
مُبيناً أنه بعد ذلك حاول أن ينأى بنفسه عن الكنيسة، وأنه واجه تهديدات وتعرض للضرب المبرح من قبل أحد حراس القس الشخصيين، حتى تمكن من الهرب بعد تدخل والده، فيما بقيت والدة علي من بين أتباع القس الملتزمين.
ويقول عيسى علي إنّه في إحدى المرات طلب القس بول ماكنزي من أتباع طائفة الجوع حتى الموت بمن فيهم والدته المكوث في قطعة أرض مساحتها 800 فدان في “شاكهولا”، وهي غابة نائية تبعد حوالي 80 كيلومتراً عن مدينة ماليندي من أجل أن ينتظروا هناك عودة يسوع.
وتابع: “بالفعل التزم عدد من الأتباع وأقاموا في تلك المنطقة “قرى مصغرة” في الغابات، أطلق القس عليها اسم مدن توراتية، مثل القدس وصيدا والناصرة”.