تشن إسرائيل أكثر حروبها دموية في تاريخ الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وتقول إنها تُحكم سيطرتها على قطاع غزة، وتقترب من تحقيق هدفها وهو “تدمير حماس”، ولكن الحركة الفلسطينية تواصل استهدافها للمدرعات الإسرائيلية وقصف مدن الدولة العبرية، التي لم تستطع استهداف سوى عدد قليل من قادة الحركة أو مقاتليها أو حتى أنفاقها، فإلى أي مدى نجحت استراتيجية حماس العسكرية في الحرب، في ظل التفوق العسكري الإسرائيلي الساحق المدعوم بشكل غير مسبوق من الولايات المتحدة.
وتركز استراتيجية الجيش الإسرائيلي على عزل مدينة غزة والمنطقة الشمالية من القطاع، وهو نهج متأثر بالضغط الأمريكي على إسرائيل للفصل بين المقاتلين والمدنيين الفلسطينيين والتعقيدات المرتبطة بغزو بري واسع النطاق والتوغل ضد دفاع المقاومة الفلسطينية الراسخ، حسبما ورد في تقرير لصحيفة Foreign Policy الأمريكية.
مئة ألف جندي حول القطاع و40 ألفاً لمدينة غزة وحدها
وبينما يحاصر نحو 100 ألف جندي إسرائيلي قطاع غزة، يحاصر أكثر من 40 ألفاً آخرين مدينة غزة وحدها، حيث يزعم المسؤولون الإسرائيليون أن قادة حماس يتمركزون فيها.
ويستهدف المسؤولون الإسرائيليون شبكة الأنفاق الواسعة التي تمكن قوات حماس من الاختباء وتنفيذ العمليات، كما يزعمون أن ضرب عمق مدينة غزة من شأنه أن يضغط على حماس للتوصل إلى اتفاق بشأن إطلاق سراح الأسرى، حسبما ورد في تقرير لصحيفة The New York Times الأمريكية.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، مطلع الشهر الحالي، إن الجيش الإسرائيلي قام فعلياً بتقسيم القطاع إلى قسمين، وادعى مؤخراً أن حماس فقدت السيطرة على شمال غزة، وضمن ذلك مدينة غزة.
ويأمل جيش الاحتلال الإسرائيلي القضاء على قادة “حماس” و”الجهاد” وبنيتهما التحتية في قتال عبر كتلة تلو أخرى أو في الأنفاق.
ولذلك فمن المرجح أن تركز الأسابيع المقبلة، على التطويق والاستنزاف، بدلاً من الهجوم من مبنى إلى مبنى، الذي اختارته القوات الأمريكية كطريقة للهجوم خلال معركتي الفلوجة الأولى والثانية في عام 2004.
في المقابل، يقول قادة حماس إنهم مستعدون لأي سيناريو، وضمن ذلك حرب طويلة الأمد، ويعتبر كثيرون صفقة الأسرى المحتملة نجاحاً جزئياً لاستراتيجية الحركة.
إسرائيل ادّعت إضعاف حماس عبر 4 حروب سابقة ثم ثبت العكس
على مدار الأعوام الـ16 الماضية، شنت إسرائيل أربع حروب ومعارك أصغر لا حصر لها أمطرت فيها غزة بالدمار، ولكن نتيجة استراتيجية حماس العسكرية ازدادت قوتها.
وفي كل مرة كان لديها مزيد من الصواريخ التي قطعت مسافة أبعد، حسبما ورد في تقرير لوكالة أسوشييتد برس “AP” الأمريكية.
وفي كل حرب تدعي إسرائيل أنها قضت على عدد كبير من قادة حماس، ولكن ينجو كبار قادتها، وينجحون في تأمين وقف إطلاق النار والتخفيف التدريجي للحصار الذي فرضته إسرائيل ومصر، حسب الوكالة الأمريكية.
ما مقدار الضرر الذي لحق بالمقاومة حتى الآن؟ إليك رواية إسرائيل والأدلة الملموسة
“من الطبيعي أن نفترض أن القوة النارية والبنية التحتية لحماس قد تدهورت بشكل كبير، أكثر بكثير مما كانت عليه في أي حملة إسرائيلية سابقة”، حسبما قال جان لوب سمعان، زميل أبحاث كبير في معهد الشرق الأوسط بجامعة سنغافورة الوطنية.
واستدرك: “ولكن لأن الهدف كان التدمير الكامل للحركة، وضمن ذلك قيادتها، فإن الحملة بعيدة كل البعد عن تحقيق ذلك”.
وقال مسؤول عسكري إسرائيلي كبير إن الهجوم “ألحق أضراراً بالغة” بـ10 من كتائب حماس البالغ عددها 24، والتي كان قوام كل منها قبل الحرب نحو ألف جندي. وضمن ذلك ما يقرب من 1000 من المسلحين الذين قُتلوا في إسرائيل خلال “طوفان الأقصى”، حسبما نقل عنه تقرير لصحيفة Financial Times البريطانية.
ويقدر المسؤولون الإسرائيليون أن 5000 من مقاتلي حماس الذين يبلغ عددهم نحو 25000، قد قتلوا حتى الآن، حسبما ورد في الصحيفة البريطانية.
في المقابل نقل موقع قناة “سكاي نيوز عربية” عن وسائل إعلام إسرائيلية، قولها إنه حتى أمس الأربعاء، اليوم الـ46 للحرب، لم يتمكن الجيش الإسرائيلي إلا من استهداف 10% فقط من البنية التحتية لـ”حماس”.
بينما عدد من استُشهد من مقاتلي حماس يقدَّر بألف مقاتل، حسب الجنرال كينيث إف ماكنزي جونيور، القائد المتقاعد بالجيش الأمريكي.
ما يقوله المسؤول الإسرائيلي عن أن الاحتلال قتل 5 آلاف مقاتل من حماس، ليس فقط لا دليل عليه، بل العكس، هناك أدلة تدحضه.
فهل قُتل أغلب هؤلاء في الغارات، فإذا كان الأمر كذلك فإنه لم يتم عرض أي صور عقب الغارات تُظهر عدد من قُتلوا من حماس، بل لم يعلن الجيش الإسرائيلي عن غارة محددة على نفق أو موقع لـ”حماس”، استُشهد فيه مئات من قادتها.
في المقابل، هل استُشهد هذا العدد خلال هجمات إسرائيل البرية على الأنفاق، فهذا أمر أكثر سهولة في الإثبات، إذ يمكن تصوير جثامين مقاتلي حماس الذين قتلتهم إسرائيل في الأنفاق، ولكن الجيش الإسرائيلي لم يعرض سوى صور محدودة للأنفاق التي اكتشفها، ومنها الصور البائسة لنفق أسفل مستشفى الشفاء، حاول الاحتلال تضخيم الأمر رغم أن الصور لا تظهر شيئاً ذا أهمية والنفق بنته إسرائيل خلال احتلالها الطويل لغزة، حسب رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود باراك نفسه.
تقارير عن تأثر عمليات إطلاق الصواريخ بالغزو البري
يقول محللون غربيون إن للغزو الإسرائيلي تأثيراً كبيراً على قدرة حماس على إطلاق الصواريخ على إسرائيل، حيث تراجع معدل إطلاق الصواريخ بعدما كان في الأيام الأولى للحرب، تشن بانتظامٍ هجمات ضخمة على مدن مثل تل أبيب وعسقلان وغلاف غزة.
ولكن قبل يومين من الهدنة أطلقت حماس رشقات قوية ضد تل أبيب وعسقلان، ورغم أنه بالتأكيد قلل القصف من قدرة المقاومة على إطلاق الصواريخ، فإنه يجب الوضع في الاعتبار أن الفصائل الفلسطينية تتحسب في استهلاك الصواريخ، لأنها تتحضر لمعركة طويلة.
ليست هناك تقارير ذات قيمة عن استشهاد عدد كبير من قادة حماس
ويقول الجنرال كينيث إف ماكنزي جونيور، القائد المتقاعد بالجيش الأمريكي، إن القيادة المركزية للجيش الإسرائيلي تعتبر أن الجيش الإسرائيلي حقق بعض أهدافه، مثل قمع إطلاق حماس للصواريخ على إسرائيل وتقليل المخاطر التي تتعرض لها قواتها.
لكن الجنرال ماكنزي يرى أنه لا يزال من غير الواضح ما عدد كبار قادة حماس الذين قتلهم الجيش الإسرائيلي.
ما مقدار الأنفاق التي اكتشفتها ودمرتها إسرائيل؟
إخفاق إسرائيل في تحرير أسير واحد مؤشر على أنها لم تصل إلى الأنفاق الحيوية والأكثر سرية أو عمقاً، ويعد دليلاً على نجاح استراتيجية حماس العسكرية.
وقتلت الغارات الإسرائيلية أكثر من 50 أسيراً إسرائيلياً، حسب حماس، وهو عدد يمثل نحو خُمس عدد الأسرى تقريباً، وقد يعني ذلك نظرياً إمكانية تصور أن الاحتلال قصف أو دمر خُمس الأنفاق، ولكن يجب ملاحظة أن عدداً كبيراً من الأسرى الإسرائيليين الذين قُتلوا في الغارات يرجح أنهم كانوا في منازل أو أنفاق أقل عمقاً، لأن أغلب من ماتوا حسب ما أعلنته المقاومة كان في بداية الحرب.
وقال الجيش الإسرائيلي مؤخراً الأربعاء، إن مهندسيه القتاليين دمروا ممرات نحو 400 نفق. لكن المسؤولين يقرون بأن هذا ليس سوى تأثير محدود في النظام الذي يعتقد أن طوله يزيد على 500 كيلومتر. ويزعمون أنه “بمجرد أن يسيطر الاحتلال على غزة بأكملها سيستغرق الأمر على الأرجح ما يقرب من عام لتطهير القطاع بأكمله، واستكشاف جميع بنيته التحتية تحت الأرض، والعثور على جميع صواريخه وقذائفه”.
تطور أساليب حماس قلل الضرر الواقع على الأنفاق
ويقول أستاذ العلوم السياسية في جامعة ملبورن الأسترالية سيمون برات، إن البنية التحتية العسكرية تضررت، لكنها سليمة إلى حد كبير، ضمن نظام واسع من الأنفاق تحت الأرض. وأضاف: “إسرائيل لم تنجح حتى اليوم في تحقيق هدفها بسبب كثير من الصعوبات والعراقيل، منها التطور الأمني والمعلوماتي لدى حماس في الفترة الأخيرة، مما يمكنها من تنفيذ عملية الاختباء بشكل محكم”.
وهناك مؤشرات على تطور كبير لدى الفلسطينيين في عملية بناء الأنفاق لجعلها أعمق وأكثر حصانة، بل صنع أنفاق وهمية تستخدم كفخاخ.
عدد القتلى الإسرائيليين أقل من توقعات الاحتلال، ولكن هل هو حقيقي، ولماذا يُقلق ذلك بعض قادته؟
وقتل أكثر من 70 جندياً إسرائيلياً في العملية البرية، حسب الأرقام الرسمية، في مؤشر على أن الجيش الإسرائيلي يتحرك بحذر على الأرض.
لكن هناك شكوكاً في صحة هذه الأرقام، حيث قال مدير المقبرة العسكرية الإسرائيلية في “جبل هرتزل” بالقدس الغربية، ديفيد أورين باروخ، إن لدينا جنازة عسكرية كل ساعة، وكشف قبل أيام عن دفن 50 جندياً إسرائيلياً، في وقت سابق، خلال 48 ساعة (دون تحديد تاريخ).
وعدد القتلى السبعين (لو صدق) في صفوف القوات الإسرائيلية أقل بكثير مما توقعه المخططون العسكريون.
ولكن بالنسبة لقلة من القادة والمحللين الإسرائيليين، فهذا العدد القليل مثير للقلق وليس الارتياح، فهو كاشفٌ أن المعركة الحقيقية لم تبدأ بعد، ومن ثم نجاح استراتيجية حماس التي تهدف إلى إطالة المعركة والحفاظ على قوات المقاومة سليمةً قدر المستطاع.
وتيرة القتال تسير بالطريقة التي تريدها حماس، وإليك استراتيجية الحركة
تقوم استراتيجية حركة حماس على استدراج الاحتلال إلى عشرات المعارك الصغيرة في البيئة المناسبة لها.
إذ يلاحَظ أن المقاومة الفلسطينية لم تخض حتى سوى عدد قليل من المعارك الكبيرة، التي أثمر بعضها عن تراجع ولو مؤقت للاحتلال مثلما حدث قبل أيام عندما واجه الجيش الإسرائيلي مقاومة غير مسبوقة في الزيتون وجباليا دفعته إلى التراجع ولو مؤقتاً.
ولكن أغلب عمليات حماس عمليات محدودة، تشتبك فيها مجموعات صغيرة مكونة من بضعة أفراد مع المدرعات والدبابات الإسرائيلية، وأحياناً هذه المجموعات تكون عبارة عن ثلاثة أفراد: حامل للقذائف المضادة للدبابات، ومساعد له، ومسلح يحمل بندقية أو رشاشاً.
وهذا هو محور استراتيجية حماس، ففي ظل تفوق إسرائيل في المدرعات والطيران، خاصةً أن الجنود الإسرائيليين متحصنون في مركباتهم، فإنها تعمد إلى تنفيذ هجمات محدودة ولكن نوعية وبشكل يومي وبوتيرة تبدو ناجحة، لاستهداف المدرعات الإسرائيلية عن قرب، لأن التدريع المكثف للمدرعات الإسرائيلية، خاصةً الدبابة ميركافا، ومحدودية قدرات قذائف المقاومة يعنيان الحاجة للاقتراب من العدو عبر الأنقاض أو الأنفاق، كما تظهر فيديوهات المقاومة.
ويقول مستشار كلية القادة والأركان في مصر محمد الشهاوي، لـ”سكاي نيوز عربية“، إن حماس ما زالت قادرة على منع القوات الإسرائيلية من توسيع التوغل البري في عدد من المناطق وسط وجنوب القطاع، كما تنفذ الحركة بشكل يومي، استهدافات ناجحة للآليات العسكرية الإسرائيلية داخل القطاع.
وقالت تهاني مصطفى، المحللة الفلسطينية في مجموعة الأزمات، وهي مؤسسة بحثية دولية: “بالنظر إلى حجم التخطيط الذي ينطوي عليه الهجوم، من الصعب أن نتخيل أن قادة حماس لم يحاولوا وضع استراتيجية لكل السيناريوهات الممكنة”.
التركيز على مستشفى الشفاء يُظهر ضعف ما حققته إسرائيل في الحرب
إسرائيل ركزت روايتها على مستشفى الشفاء، وقال ياجيل ليفي، الخبير في الجيش الإسرائيلي، إن مهاجمة “الشفاء” كانت “استعراضاً للقوة وليس جزءاً من استراتيجية واضحة”، حسبما نقلت عنه صحيفة The New York Times الأمريكية.
فتركيز إسرائيل على مستشفى الشفاء، وغيره من المستشفيات، يؤشر إلى أنه ليست لديها معلومات دقيقة عن شبكة الأنفاق ومراكز عمليات حماس الفعلية، وهي تبحث عن مشهد انتصار وهمي يرضي الرأي العام الداخلي لديها، وهو مؤشر على ضعف استخباراتي فاضح ونجاح المقاومة في إضعاف أو تحييد شبكة العملاء وتأمين اتصالاتها الداخلية، وهو الأمر الذي سبق أن ظهرت نتائجه في عملية طوفان الأقصى.
يُعتقد أن قوات النخبة لدى حماس لم تشارك في القتال بشكل واسع النطاق حتى الآن
رغم كل هذا القتال، يبدو أن مشاركة قوات نخبة حماس فيه ليست كبيرة.
فهناك مؤشرات عدة على أن معظم القتال الدائر الذي يظهر عبر الفيديوهات التي تبثها حماس، لم تشارك فيه قوات النخبة الفلسطينية، بشكل كبير.
وقال الخبير العسكري اللواء فايز الدويري لقناة “الجزيرة“، إن القوات الضاربة بمدينة غزة لم تشترك بعد في المعركة، في إشارة إلى كتيبتي الشجاعية والتفاح، وهي من ضمن كتائب الاحتياط في كتائب القسام والتي لم تدخل المعركة البرية بعد، إلى جانب كتيبتي تل الزعتر وجباليا البلد.
وحسب كلام الدويري الذي نُشر في 12 نوفمبر/تشرين الثاني، فإن أكثر من ثلث كتائب حماس منغمس في القتال بشكل كامل، وهي لا تزال متماسكة وتحتفظ بالقيادة والسيطرة وتمنع قوات الاحتلال من أي إنجازات كبيرة، وثلثها بشكل جزئي وثلثها في الاحتياطي ولم يشارك في المعارك، وهي تلك المتمركزة في جنوب قطاع غزة، وهذه النسبة من الاحتياطي تتوافق مع القواعد العسكرية النظامية.
وعلى الرغم من كل المكاسب العسكرية التي تزعم إسرائيل تحقيقها في شمال غزة، يعترف المسؤولون الإسرائيليون بأنهم إذا أرادوا تحقيق هدف هزيمة حماس، فإن المرحلة التالية من القتال يجب أن تشمل التقدم إلى جنوب القطاع. وقد بدأت القوات الإسرائيلية بالفعل في الاستعداد لمثل هذه الخطوة، التي تبدو هروباً من إخفاق في الشمال إلى إخفاق أكبر بالجنوب؟
استراتيجية حماس العسكرية تقوم على خوض مجموعة من المعارك الصغيرة
تقوم استراتيجية حماس على أن الدخول في معركة مفتوحة واسعة مع الاحتلال الذي يمتلك أقوى سلاح جو ومدرعات في الشرق الأوسط ومن الأقوى عالمياً هو بمثابة انتحار.
في المقابل، تسعى للحفاظ على أغلب قواتها سليمة واختيار الهجمات بالطريقة والتوقيت المناسبين لها، لتنفيذ عملية استنزاف طويلة الأمد لقوات الاحتلال، عبر عشرات المعارك الصغيرة، وتؤشر صفقة الأسرى والهدنة إلى أن الإسرائيليين يعلمون أن المعارك ستطول وأنه لا أمل لهم في العثور على الأسرى بأنفسهم.
وإليك الهدف النهائي لها
وتهدف استراتيجية حماس العسكرية هذه إلى الحفاظ على أثمن ما لدى الفصائل الفلسطينية، وهو كتلة عالية التدريب من المقاتلين وذخائرهم وأسلحتهم ومصانع تصنيعها في ظل خوضها حرباً مع عدو يحاصر قطاع غزة بالكامل، مما يجعل تعويض المقاتلين والأسلحة والذخائر مسألة صعبة.
كما أن إطالة أمد الحرب مع احتفاظ المقاومة بقوامها الرئيسي سيكون لها تأثيران.
الأول: أنه كلما طال أمد الحرب، زاد الضغط على الاقتصاد الإسرائيلي، مع سحب 360 ألف جندي احتياطي عسكري من وظائفهم المدنية للقتال، كذلك ستزداد الضغوط الدولية والمحلية على نتنياهو لوقف حرب تبدو بلا جدوى.
Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website
وقال الجنرال ماكنزي: “الوقت ليس في صالح إسرائيل دولياً أو محلياً”.
الثاني: أن الاحتفاظ بجزء كبير من قوام المقاومة سوف يمنع إسرائيل وحلفاءها الغربيين من فرض أي سيناريو على غزة دون إرادة شعبها وإرادة المقاومة في حال تنفيذ وقف إطلاق نار، مع دخول قوات أممية أو قوات تابعة للسلطة الفلسطينية.
وقال جيريمي بيني، المتخصص بشؤون الدفاع في الشرق الأوسط لدى شركة جينز، وهي شركة استخبارات دفاعية في لندن: “قد لا يحتاج الإسرائيليون إلى نهاية اللعبة، لأنها ستُفرض عليهم، وسوف يجعل القادة الإسرائيليون الأمر يبدو كأنهم قاموا بأفضل عملية عسكرية في الوقت المتاح”.
وفي النهاية، قد يجد الجانبان نفسيهما عائدين إلى الوضع الراهن: هدنة بوساطة دولية، حيث تحكم حماس قطاع غزة المدمر الذي يعتمد على المساعدات، وتضاعف إسرائيل الأمن على طول حدودها، حسب وكالة أسوشييتد برس الأمريكية التي تقول: “وهذا سيبدو بمثابة انتصار بالنسبة لحماس”.