قالت مصادر إسرائيلية، الجمعة 1 ديسمبر/كانون الأول 2023، إن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، أبلغ وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، أن إسرائيل ستقيم منطقة عازلة عميقة في أراضي قطاع غزة. جاء ذلك وفق ما نقلته هيئة البث الإسرائيلية (حكومية) عن مصادر لم تسمها.
كما أشارت المصادر إلى أن “نتنياهو أبلغ بلينكن، الخميس، أن “إسرائيل ستسيطر أمنياً على قطاع غزة ما بعد انتهاء الحرب”. وقالت: “أبلغ نتنياهو، وزيرَ الخارجية الأمريكي، (الخميس)، أن إسرائيل ستقيم منطقة أمنية عميقة عازلة بأراضي قطاع غزة في اليوم التالي للحرب”.
في سياق متصل، قالت مصادر مصرية وإقليمية يوم الجمعة 1 ديسمبر/كانون الأول 2023، إن إسرائيل أبلغت عدة دول عربية رغبتها في إقامة منطقة عازلة على الجانب الفلسطيني من حدود قطاع غزة؛ لمنع أي هجمات مستقبلية عليها، في إطار مقترحات بشأن القطاع في مرحلة ما بعد الحرب.
وذكرت ثلاثة مصادر إقليمية أن إسرائيل أبلغت جارتيها مصر والأردن، إلى جانب الإمارات التي طبّعت العلاقات معها في عام 2020، بهذه الفكرة.
تواصل إسرائيلي مع دول عربية بخصوص غزة
أشارت المصادر إلى أن هذه الفكرة طُرحت أيضاً على السعودية، التي لا تربطها علاقات مع إسرائيل وأوقفت مساعي التطبيع معها بوساطة أمريكية بعد اندلاع حرب غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول.
ولم توضح المصادر كيف وصلت المعلومات إلى الرياض، التي ليست لديها قنوات اتصال رسمية مباشرة مع إسرائيل. وقالت المصادر إن تركيا أُبلغت كذلك بهذه الخطط.
ولا تشير المبادرة إلى قرب نهاية الهجوم الإسرائيلي الذي استؤنف الجمعة بعد هدنة استمرت سبعة أيام، لكنها تُظهر أن إسرائيل تتواصل مع دول أخرى غير الوسطاء العرب المعروفين، مثل مصر أو قطر، في سعيها لتحديد الوضع بغزة في فترة ما بعد الحرب.
ولم تعبر أي دولة عربية عن استعدادها لإدارة غزة في المستقبل، وندد معظمها، بشدة بالهجوم الإسرائيلي الذي أودى بحياة أكثر من 15 ألفاً ودمر مساحات واسعة من المناطق الحضرية في القطاع.
وتقول إسرائيل إن هجوم حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول أودى بحياة 1200 شخص، إضافة إلى احتجاز أكثر من 200 آخرين.
منطقة عازلة بين غزة وإسرائيل
قال مسؤول أمني إقليمي كبير، وهو أحد المصادر الثلاثة التي طلبت عدم الكشف عن جنسياتها: “إسرائيل تريد إقامة هذه المنطقة العازلة بين غزة وإسرائيل شمالاً إلى الجنوب؛ لمنع أي تسلل أو هجوم عليها من جانب حماس أو أي مسلحين آخرين”.
ولم ترد حكومات مصر والسعودية وقطر وتركيا على طلبات للتعليق حتى الآن. ولم يتسن الاتصال بمسؤولين أردنيين للتعليق.
ولم يرد مسؤول إماراتي بشكل مباشر عندما سئل عما إذا كانت أبوظبي قد أُبلغت بشأن المنطقة العازلة، لكنه قال إن بلاده ستدعم أي ترتيبات مستقبلية لمرحلة ما بعد الحرب تتفق عليها جميع الأطراف المعنية لتحقيق الاستقرار وإقامة دولة فلسطينية.
ورداً على سؤال عن فكرة إقامة منطقة عازلة، قال أوفير فولك مستشار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للسياسة الخارجية، في تصريحات لـ”رويترز”: “الخطة تحمل تفاصيل أكثر من ذلك. إنها تقوم على عملية من ثلاثة مستويات لليوم التالي (للقضاء على) حماس”.
وفي معرض توضيحه لموقف الحكومة الإسرائيلية، قال إن المستويات الثلاثة تشمل تدمير حماس ونزع سلاح غزة والقضاء على التطرف في القطاع.
وأضاف: “المنطقة العازلة قد تكون جزءاً من عملية نزع السلاح”. ورفض تقديم تفاصيل عندما سئل عما إذا كانت هذه الخطط قد أثيرت مع شركاء دوليين، منهم دول عربية.
وترفض الدول العربية هدف إسرائيل المتمثل في القضاء على حماس ووصفته بأنه مستحيل، قائلة إن الحركة الفلسطينية أكثر من مجرد قوة مسلحة يمكن هزيمتها.
تقليص مساحة الأراضي الفلسطينية
أشارت إسرائيل في الماضي، إلى أنها تدرس إقامة منطقة عازلة داخل غزة، لكن المصادر قالت إنها تعرضها الآن على الدول العربية في إطار خططها الأمنية المستقبلية لغزة. وانسحبت القوات الإسرائيلية من القطاع في عام 2005.
وقال مسؤول أمريكي طلب عدم الكشف عن هويته، إن إسرائيل “طرحت” فكرة المنطقة العازلة دون أن يحدد الجهة التي طرحتها عليها. لكن المسؤول أكد مجددا معارضة واشنطن لأي خطة من شأنها تقليص مساحة الأراضي الفلسطينية.
وعبّرت الأردن ومصر ودول عربية أخرى عن مخاوفها من طرد إسرائيل للفلسطينيين من غزة، في تكرار لمصادرة الأراضي من الفلسطينيين عند إعلان قيام دولة إسرائيل عام 1948. وتنفي الحكومة الإسرائيلية أي هدف من هذا القبيل.
وقال مصدر أمني إسرائيلي كبير إن فكرة المنطقة العازلة “تجري دراستها”، مضيفاً: “ليس من الواضح في الوقت الحالي مدى عمقها (المنطقة العازلة) وما إذا كانت قد تصل إلى كيلومتر واحد أو كيلومترين أو مئات الأمتار (داخل غزة)”.
ومن شأن أي توغل في قطاع غزة الذي يبلغ طوله نحو 40 كيلومتراً ويتراوح عرضه بين خمسة كيلومترات و12 كيلومتراً، أن يؤدي إلى محاصرة سكانه البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة في منطقة أصغر.
وتقود مصر وقطر محادثات الوساطة مع إسرائيل والتي تركز على إطلاق سراح المحتجزين لدى حركة حماس مقابل إفراج إسرائيل عن الفلسطينيين المحتجزين في سجونها.
ومصر هي أول دولة عربية توقع اتفاق سلام مع إسرائيل، بينما تحافظ قطر على قنوات الاتصال مفتوحة مع إسرائيل رغم عدم وجود علاقات رسمية معها.
نزع الأسلحة من غزة
قال مصدران أمنيان مصريان إن إسرائيل طرحت خلال محادثات الوساطة مع مصر وقطر فكرة نزع الأسلحة من شمال غزة وإقامة منطقة عازلة في شمال القطاع تحت إشراف دولي.
وأفادت المصادر بأن عدة دول عربية تعارض ذلك. وأضافت أن الدول العربية قد لا تعارض إقامة حاجز أمني بين الجانبين لكن هناك خلاف على موقعه.
وقال المصدران المصريان إن إسرائيل قالت خلال اجتماع بالقاهرة في نوفمبر /تشرين الثاني، إن قادة حماس يجب أن يحاكَموا دولياً مقابل وقف كامل لإطلاق النار. ونقل المصدران عن وسطاء، قولهم إنه يجب تأجيل مناقشة هذه المسألة إلى ما بعد الحرب؛ لتجنب عرقلة المحادثات المتعلقة بإطلاق سراح المحتجزين.
ورفض مصدر في مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، التعليق على هذه التقارير، وأضاف: “لقد حدد مجلس الحرب بقيادة نتنياهو المهام الحربية: وهي تدمير حماس، وإعادة جميع المحتجزين إلى الوطن، واستمرار (القتال) حتى اكتمال مهامنا”.
وقال أحد المصدرين المصريين إن إسرائيل تحولت في مناقشاتها مع مصر وقطر من التركيز على الرد على الهجوم وهو الموقف الذي كانت تتبناه في وقت سابق من الأزمة، إلى إبداء استعداد أكبر “لإعادة النظر في مطالبها مع استمرار الوساطة”.
وشبهت المصادر الإقليمية فكرة المنطقة العازلة في غزة “بالمنطقة الأمنية” التي أقامتها إسرائيل في جنوب لبنان. وأخلت إسرائيل تلك المنطقة التي كانت بعمق نحو 15 كيلومتراً في عام 2000 بعد سنوات من القتال والهجمات التي شنها حزب الله اللبناني.
وأضافت المصادر أن خطة إسرائيل لغزة في فترة ما بعد الحرب تتضمن طرد قادة حماس، وهو إجراء يشبه الحملة الإسرائيلية بلبنان في الثمانينيات عندما طردت قيادات منظمة التحرير الفلسطينية التي كانت تشن هجمات من لبنان على إسرائيل.
وقال أحد المسؤولين الإقليميين المطلعين على المحادثات، إن إسرائيل مستعدة لدفع ثمن باهظ لطرد حماس نهائياً من غزة إلى دول أخرى بالمنطقة مثلما فعلت في لبنان، لكنه أشار إلى أن الأمر ليس مماثلاً، مضيفاً أن التخلص من حماس صعب وغير مؤكد.
وقال مسؤول إسرائيلي كبير إن إسرائيل لا تعتبر حماس مثل منظمة التحرير الفلسطينية ولا تعتقد أنها ستتصرف مثلها.
وقال محمد دحلان، رئيس جهاز الأمن الوقائي السابق في غزة والمنتمي لحركة فتح التي طُردت من القطاع بعدما سيطرت حماس عليه في عام 2007، إن خطة إسرائيل للمنطقة العازلة غير واقعية ولن تحمي القوات الإسرائيلية. وأضاف أن المنطقة العازلة قد تجعل القوات الإسرائيلية هدفاً أيضاً في المنطقة.
وصباح الجمعة، انتهت هدنة مؤقتة بين فصائل المقاومة الفلسطينية وإسرائيل، أنجزت بوساطة قطرية- مصرية- أمريكية، واستمرت 7 أيام، جرى خلالها تبادل أسرى وإدخال مساعدات إنسانية للقطاع الذي يقطنه نحو 2.3 مليون فلسطيني.
وفور انتهاء الهدنة، استأنفت إسرائيل عملياتها العسكرية ضد القطاع، حيث استهدفت منذ الصباح مناطق متفرقة شمال ووسط وجنوب القطاع، أسفرت عن سقوط عشرات القتلى والجرحى، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية في غزة.
في سياق متصل قالت وزارة الصحة الفلسطينية بقطاع غزة، الجمعة، إن 178 فلسطينياً قُتلوا منذ انتهاء الهدنة الإنسانية المؤقتة بين الجيش الإسرائيلي وحركة “حماس” الفلسطينية، عند الساعة السابعة صباحاً بتوقيت فلسطين.
Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website
جاء ذلك في بيان مقتضب، نشرته الوزارة الفلسطينية عبر صفحتها الرسمية على “فيسبوك”، عند الساعة (09:00 ت.غ)
وصدر البيان عقب إعلان المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، أن الغارات الإسرائيلية ضد قطاع غزة خلال ساعات اليوم الجمعة، “أسفرت عن 110 شهداء بينهم 3 صحفيين، ليضافوا إلى 15000 شهيد ارتقوا قبل الإعلان عن اتفاق الهدنة الإنسانية، بينهم أكثر من 6150 طفلاً، وأكثر من 4000 امرأة”.
وأعلنت “صحة غزة” في بيانها “ارتفاع حصيلة العدوان الاسرائيلي منذ الصباح وحتى اللحظة إلى 178 شهيداً، و589 إصابة، معظمهم من الأطفال والنساء”.
ومن بين الشهداء المصور المتعاون مع وكالة الأناضول في قطاع غزة، منتصر الصواف وشقيقه مروان وعدد من أقربائه، حيث لقوا مصرعهم في قصف إسرائيلي استهدف جنوب مدينة غزة.
وفي وقت سابق، قال متحدث وزارة الصحة بقطاع غزة، أشرف القدرة، في بيان، إن “الواقع الصحي بغزة وشمال القطاع، كارثي للغاية نتيجة خروج المستشفيات الكبرى عن الخدمة”.
جدير بالذكر أنه ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حرباً مدمرة على قطاع غزة خلّفت دماراً هائلاً في البنية التحتية وعشرات الآلاف من الضحايا المدنيين معظمهم أطفال ونساء، فضلاً عن كارثة إنسانية غير مسبوقة، وفقاً لمصادر رسمية فلسطينية وأممية.